كلّنا للوطن... وطنٌ للجميع

"... إنّ الرغبة في الارتقاء والنجاح تبعث في كلّ واحدٍ منّا روح الجهد. غير أنّه من أجل إنجاز المهامّ الجماعيّة الكبرى، لا يكفي أن نتسلّح بالحيويّة والمؤهّلات، بل علينا أن نتمتّع أيضاً بروح البذل والتفاني، وأن نتحلّى بفضيلة التضحية، في سبيل الهدف المشترك، ببعضٍ من ذواتنا، وممّا نملك، وممّا نطمح إليه (...) لأنّ بهاء المجموع وقوّته يقتضيان أن تنصهر الأجزاء في بوتقة تآلف الكلّ وتناغمه، على غرار ما يتحقّق في جيشٍ، أو حديقة، أو فرقة موسيقيّة، أو صرح معماريّ (...) أجل، لا بدّ من التفاني في سبيل الصالح العامّ، لأنّ الوقت قد حان لتشرعوا في إعادة البناء. ويكتسب هذا الواجب الكبير طابعاً مُلزماً وملحّاً، لأنّه يتعيّن عليكم أن تصنعوا وطناً، وتقع على عاتقكم مسؤوليّة بناء دولة ..."هذا النداء الذي أطلقه الكومندان شارل ديغول، منذ ثمانية عقودٍ ونيّف، في تمّوز 1931، في حفل تخريج طلاّب جامعة القدّيس يوسف في بيروت، لم يفقد شيئاً من صلاحيّته، وبالإمكان...