الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الطموح الكبير و الواقع المرير

جويل طعمة
الطموح الكبير و الواقع المرير
الطموح الكبير و الواقع المرير
A+ A-

هل يحقّ للجيل النّاشئ في لبنان التّطلّع إلى مستقبل زاهر و آفاق منفتحة للطّموحات؟  

الواقع المرير في جميع المجالات و تصرّفات السّياسيّين لا تبشّر بذلك أبداً. إنّ الشّغل الشّاغل ''للمسؤولين'' في بلدنا و عن بكرة أبيهم هو التّهرّب من المسؤوليّة و إلقاء اللّوم على الآخر. و النّتيجة تراجع البلد في القطاعات كلّها. هم يصفّقون و يهلّلون إذا توصّلوا إلى سنّ قانون معيّن و بعد بُرهة يظهر الاعوجاج الخطير في هذا القانون و تبرز عيوبه الفاضحة. مثال ذلك: قانون الإيجارات الّذي وتّر العلاقة بين المالك و المستأجر بسبب غياب الصّندوق المنصوص عنه. مثال آخر قانون سلسلة الرّتب و الرّواتب أُقِرَّ من دون وجود موارد، فتمّ بالتّالي فرض ضرائب جديدة على الشّعب المنهك أصلاً. يقول خبراء الاقتصاد إنّنا مقبلون على فترة ركود و تضخّم.

أمّا قانون الانتخاب الّذي اعتبره السّياسيّون إنجازاً، فمن الواضح أنّ جميع الأطراف الّتي شاركت في وضعه تتخبّط في تفسير مفاعيله، و لا تعرف كيف تبادر لتأليف اللّوائح و تركيب التّحالفات.

و ما يدعو إلى اليأس أكثر فأكثر ، هو أنّ زعماء الفئات السّياسيّة لا يكترثون لمحاسبة الشّعب لهم يوم الانتخاب، إذ يعمدون إلى استعمال الدّين و النّفوذ و المال كوسائل لذرّ الرّماد في عيون محازبيهم للحفاظ على مناصبهم. غريب أمر هؤلاء اللّبنانيّين: يُظهرون عبقريّة فذّة في جميع الميادين الثّقافيّة و العلميّة و الفنّيّة، فيما يعجزون عن اختيار قياداتهم بشكل صحيح. المطلوب من أفواج المتخرّجين في الجامعات اللّبنانيّة أن يفكّروا في كيفيّة إصلاح الأوضاع في بلادهم لكي تتاح لهم حياة كريمة و فرص عمل لا التّسكّع على أبواب السّفارات لتسوّل تأشيرة هجرة.

و لكي لا نغرق في محيط اليأس و القنوط و لا نطفئ أي بصيص أمل بغدٍ مضيء في الظّلمة الخانقة للحاضر، يجب ألّا نغفل المزايا الّتي وهبها اللّه لوطننا على عدّة صعد: الموقع الجغرافيّ، المناخ و الخصائص السّياحيّة و مؤخّراً وجود آبار نفطيّة في أرضنا و بحرنا، عدا براعتنا في ما خصّ التّجارة و أمور المال... كلّ ذلك إذا نجحنا في إدارته بحكمة فقد ينقذنا من وضعنا المأسوي. السّؤال: هل انتهت أسطورة طائر الفينيق أم أنّه سيُبعث مجدّداً بعزيمتنا؟

جويل طعمة – راهبات القلبين الاقدسين البوشرية



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم