الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

حوادث غامضة تخيف الكشميريّين... من يقصّ ضفائر النّساء؟

المصدر: أ ف ب
حوادث غامضة تخيف الكشميريّين... من يقصّ ضفائر النّساء؟
حوادث غامضة تخيف الكشميريّين... من يقصّ ضفائر النّساء؟
A+ A-

تزرع سلسلة غامضة من #الهجمات المفترضة التي طالت نحو 100 امرأة يؤكدن ان شعرهن قص بالقوة، الذعر والعنف في #كشمير الهندية. ولم تؤكد السلطات صحة هذه الاعتداءات، بينما يتحدث البعض عن اختلاقات وهذيان. لكن أكانت هذه الهجمات صحيحة ام لم تكن، فالعواقب على الارض فعلية.

فقد قُتل رجل في السبعين على يد مجموعة للدفاع الذاتي مع بروز هذه القضية قبل شهر. وتحدثت وسائل الاعلام في شكل شبه يومي عن عصابات تقتص من "#قصاصي_الضفائر" المفترضين. وعند حلول الظلام يجوب رجال مسلحون بهراوات حديد وسكاكين في شوارع العاصمة سريناغار ومدن اخرى، بحثا عن مشتبه فيهم.

الاربعاء الماضي، جرح 5 اشخاص عندما اطلق جنود النار على حشود كانت تلقي الحجارة، متهمين العسكريين بحماية "قصاصي الضفائر". واعلنت الشرطة الجمعة الماضي انها انقذت رجلا يعاني "مشاكل نفسية" من حشود كانت تحاول اضرام النار فيه وصدمه بجرار.

(أ ب) 

ولا تنفي السلطات، كما انها لا تؤكد ايضا، رواية بعض نساء المنطقة الواقعة في جبال هملايا، والتي تعاني آثار عقود من التمرد ضد الحكم الهندي.

وكانت الشرطة اتهمت في الاساس الضحايا بقص شعرهن بانفسهن. الا انها باتت تخصص الآن مبلغ 600 الف روبية (7800 أورو) مكافأة على اي معلومة تؤدي الى توقيف مشتبه فيهم. لكنها تطلب ايضا من الضحايا الخضوع لفحص كشف الكذب.

وفي هذه المنطقة التي تسكنها غالبية مسلمة، تتمتع غالبية النساء بشعر طويل، ويضعن الحجاب عند خروجهن. ومن الصعب التحقق من حصول هذه الاعتداءات فعلا. فالشهود عليها قلة.

وتوضح تسليمة انها هوجمت عندما خرجت لجلب الخضار. ويروي زوجها محمد رؤوف واني انه سمع صراخا، وعثر على زوجته على الارض فاقدة الوعي، والى جانبها 15 سنتيمترا من شعرها المقصوص. ويقول وهو يحمل الضفيرة: "لا اعرف ما حصل".

(أ ب) 

من جهتها، تروي تسليمة: "حاول احدهم ان يخنقني من الخلف. رأيت وجهه الذي كان مغطى بقناع اسود، وعينيه. ثم لم اعد اعرف شيئا".

وكانت غالبية النساء بمفردهن عند وقوع الهجمات المفترضة. وروين انهن فقدن الوعي من جراء استخدام نوع من الغاز، قبل ان يُقص شعرهن. وغالبية الضحايا دون الثامنة عشرة، وينتمين الى عائلات فقيرة، على ما اوضحت الشرطة.

وفي كشمير، قد يأخذ اي حادث، مهما كان سخيفا، منحى سياسيا، وتستفيد مجموعات الدفاع الذاتي من غياب التفسير الرسمي او التوقيفات.

وتنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي اشرطة فيديو تظهر اقارب للضحايا يتهمون الشرطة والجيش، رافعين خصل الشعر المقطوعة.

ويفيد اطباء مستشفى الامراض العقلية الوحيد في كشمير ان السلطات لم تطلب منهم التدخل.

(أ ب) 

ويقول محمد مقبول دار، مدير قسم علم النفس في كلية الطب الرسمية في سريناغار: "يتكلم البعض عن هستيريا جماعية. لكن استنادا الى خبرتي والطريقة التي تحصل فيها هذه الهجمات، لا اؤمن بذلك".

ويتهم زعماء انفصاليون وبعض السكان "عملاء للحكومة" بالوقوف وراء هذه الهجمات، لنشر الخوف وتحويل الانتباه عن الكفاح من اجل استقلال كشمير، او ضمها الى باكستان. ويفيد مسؤولو الشرطة انهم يخشون من تفاقم الاضطرابات في منطقة تعاني في الاساس تمردا انفصاليا واجراءات تتخذها السلطات الهندية لمواجهة هذا التمرد. وقد اسفر هذا الوضع عن عشرات آلاف القتلى.

واظهرت دراسة اجرتها العام 2015 منظمة "اطباء بلا حدود" ان نحو 1,8 مليون بالغ، اي 45% من هذه الفئة من سكان كشمير، غالبيتهم من النساء، يعانون اعراض ما بعد الصدمة ومشاكل نفسية اخرى.

(أ ب) 

وأُبلغ عن هجمات مماثلة في تموز في ولايتي اوتار براديش وهايريانا وحول نيودلهي. واعتبرتها السلطات المحلية جرائم، مستعينة باطباء نفس. ويقول منير احمد خان، المسؤول رفيع المستوى في الشرطة المحلية: "الوضع مختلف هنا. ثمة قوى تستغل (هذه القضايا) الى اقصى حد. وستستغل باكستان الوضع. وهذا ما يقلقني".

وتكتفي حكومة كشمير التي تواجه ضغوطا كثيرة بالقول إن "دوافع" ما حصل قيد التحقيق. ودانت رئيسة الوزراء المحلية محبوبة مفتي، عبر "تويتر"، محاولة "اثارة هستيريا جماعية والمساس بكرامة نساء الولاية".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم