وصلت قوات النظام السوري وحلفاؤها الى مشارف مدينة #دير_الزور، بعد تقدم سريع أحرزته في الساعات الاخيرة على حساب تنظيم "#الدولة_الاسلامية" الذي يطبق حصاره على المدينة منذ اكثر من عامين.
ويأتي هذا التقدم في وقت خسر التنظيم سيطرته على اكثر من نصف مساحة مدينة #الرقة، معقله في سوريا. ومن شأن طرده من مدينة دير الزور وحقول النفط الغزيرة المجاورة ان يقلص سيطرته في سوريا الى مناطق محدودة، في وقت يتلقى ضربات موجعة في العراق المجاور.
واعلن التلفزيون السوري إن القوات السورية تقترب بسرعة من المدينة، ووصلت الى نقطة تبعد 3 كيلومترات من جيب خاضع لسيطرة الحكومة في المدينة.
وقال محافظ دير الزور إنه يتوقع وصول الجيش إلى المدينة بحلول مساء الثلاثاء. وافادت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة "حزب الله" اللبنانية ان القوات المتقدمة تتجه نحو معسكر الحامية العسكرية المحاصرة على مشارف المدينة.
واشار قيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الرئيس السوري بشار الأسد الى ان "تنظيم الدولة الاسلامية مربك، ولا توجد قيادة وسيطرة مركزية".
وبتطويقه من جميع الجبهات، يتراجع التنظيم في دير الزور، آخر معاقله عند مصب نهر الفرات في مدينتي الميادين والبوكمال قرب الحدود مع العراق.
لكن رغم خسارة أراضيه الأساسية، بعد هزيمته في الموصل وتقهقره في مدينة الرقة، لا يزال قادرا على شن هجمات على الغرب، والبقاء كتهديد في مراكز أخرى مثل ليبيا.
من جهته، أفاد #المرصد_السوري_لحقوق_الانسان عن "اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والتنظيم في محيط اللواء 137 الواقع غرب مدينة دير الزور"، والمتصل باحياء تسيطر عليها قوات النظام في المدينة.
وتسيطر قوات النظام على هذه القاعدة العسكرية التي يحاصرها مقاتلو التنظيم منذ العام 2014. وافاد المرصد انها تخوض اشتباكات من الداخل والخارج مع مقاتلي التنظيم، يرافقها قصف جوي روسي وروسي كثيف.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان وحدات الجيش "حققت... خلال الساعات الماضية تقدما جديدا في اتجاه اللواء 137".
ويسيطر التنظيم، منذ صيف 2014، على اجزاء واسعة من المحافظة ونحو 60 في المئة من مساحة مدينة دير الزور. ويحاصر منذ مطلع العام 2015 احياء عدة في المدينة ومطارها العسكري، لتصبح المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها التنظيم الجيش.
مطلع هذه السنة، شدد التنظيم المتطرف حصاره على المدينة بعد تمكنه من فصل مناطق سيطرة قوات النظام الى جزءين، شمالي وآخر جنوبي يضم المطار العسكري.
ويقدر عدد المدنيين الموجودين في الاحياء تحت سيطرة قوات النظام بـ100 الف محاصرين، بينما يتكلم المرصد السوري عن وجود اكثر من 10 آلاف مدني في الاحياء تحت سيطرة التنظيم. وتشير تقديرات اخرى الى ان العدد أكبر.
وافادت وكالة "سانا" عن احتفالات شعبية في احياء سيطرة قوات النظام في دير الزور، ابتهاجاً بالتقدم العسكري. ونقلت عن محافظ دير الزور محمد ابراهيم سمرة ان المدينة "شهدت مساء أمس احتفالات لدى كل فئات المجتمع وابتهاجاً بالنصر المرتقب مع تقدم طلائع الجيش العربي السوري الى مشارف المدينة المحاصرة."
منذ اسابيع، بدأت قوات النظام، بدعم جوي روسي، هجوماً في اتجاه مدينة دير الزور. وتخوض حالياً اشتباكات ضد التنظيم على محاور عدة في المحافظة الغنية بحقولها النفطية والحدودية مع العراق.
وتكلم مصدر عسكري سوري عن "انهيارات متتالية للتنظيم في الريف الغربي لدير الزور، مما سمح للجيش بالتقدم السريع والوصول الى مسافة 10 كيلومترات عن القوات المُحاصَرة". وأكد أن "فك الحصار عن وحدات الجيش السوري في دير الزور لن يستغرق الا ساعات".
وتسبب حصار التنظيم بمضاعفة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية. ولم يعد الوصول الى مناطق سيطرة الجيش متاحاً، وبات الاعتماد في الدرجة الاولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية واخرى تابعة لبرنامج الاغذية العالمي. ويعاني ايضا المدنيون المقيمون في الاحياء تحت سيطرة الجهاديين، وفقا لناشطين، انقطاعا في خدمات المياه والكهرباء.
ويهدف الجيش السوري الى استعادة دير الزور بعد دخول المحافظة من 3 جهات: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلا عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية.
وقال مدير المرصد #رامي_عبد_الرحمن ان قوات النظام المهاجمة من الجهة الجنوبية الغربية باتت حالياً على بعد أقل من 20 كيلومتراً من مطار دير الزور العسكري. كذلك، تحرز تقدماً من جهة الشمال نحو المدينة.
ومن شأن سيطرة قوات النظام على مدينة دير الزور، بدعم روسي، أن تشكل ضربة جديدة لتنظيم "الدولة الاسلامية" الذي مني بسلسلة خسائر ميدانية في الاشهر الاخيرة.
ويتعرض التنظيم في محافظة الرقة المجاورة لهجوم واسع تشنه قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية. وتمكنت هذه القوات، منذ بدء هجومها داخل الرقة، من السيطرة على أكثر من 60 في المئة من مساحة المدينة.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب، منذ اندلاعه منتصف آذار 2011، بمقتل اكثر من 330 الف شخص، ودمار هائل في البنى التحتية، ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
نبض