التقرير الأسبوعي لبنك عوده: تقلص هوامش الأوروبوند وسط ازياد التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية

بينما لا تزال المباحثات حول الموازنة وقانون الانتخاب النيابي في مدٍ وجزر، شهدت الأسواق المالية اللبنانيةهذا الأسبوع نشاطاً خجولاً في سوق الأسهم ترافق مع تراجع طفيف في الأسعار،بينما سجلت سوق سندات الأوروبوندتقلصات لافتة في الهوامش،وحافظت سوق القطع على توازنها وسط بلوغ الموجودات الخارجية لدى المصرف المركزي مستويات قياسية جديدة.في التفاصيل، ظل سعر تداول الدولار في سوق الإنتربنك يتراوح بين 1514 ل.ل. و1514.50 ل.ل. وسط استمرار الطلب التجاري على العملة الخضراء وظهور بعض التحويلات لصالح الليرة لسداد رواتب الموظفين. ويأتي استقرار النشاط في سوق القطع مدعوماً بالموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان التي بلغت في نهاية شباط2017 أعلى مستوياتها على الإطلاق بقيمة 41.4 مليار دولار بحيث غطت 76% من الكتلة النقدية بالليرة. وعلى صعيد سوق الأسهم، سجلت حركة تداول خجولة اقتصرت على 2 مليون دولار مقابل متوسط أسبوعي بقيمة 8 مليون دولار منذ بداية العام 2017، بينما تراجع قليلاً مؤشر الأسعار بنسبة 0.4%. وفيما يتعلق بسوق سندات الأورويوند، تقلص متوسط الهامش بمقدار 12 نقطة أساس ليبلغ 347 نقطة أساس، أدنى مستوى له منذ نحو 18 شهراً، بشكل رئيسي نتيجة ارتفاع المردود الأجنبي إثر تصريحات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي التي عززت فرضية رفع أسعار الفائدة الأميركية في منتصف هذا الشهر.ويأتي هذا التقلص في وقت يجري فيه التحضير لإطلاق سندات أوروبوند سيادية جديدة تزامناً مع استحقاق سندات بقيمة 1.5 مليار دولار في 20 آذار.

الأسواق

في سوق النقد:ظل معدل الفائدة من يوم إلى يوم مستقراً على 3.00% وسط استمرار توافر السيولة بالليرةبشكل مريحداخل سوق النقد.هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنانللأسبوع المنتهي في 16شباط2017أن الودائع المصرفية المقيمةواصلت ارتفاعها للأسبوع الثالث على التوالي، حيث سجلت نمواً قيمته525 مليار ليرة، بشكل أساسي نتيجة زيادة الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 434 مليار ليرة (أي ما يعادل 288 مليون دولار) ونمو الودائع بالليرة بقيمة 91 مليار ليرة. ويقارن ارتفاع الودائع بالعملات الأجنبية خلال الأسبوع المذكور مع متوسط نمو أسبوعي مقداره 146 مليون دولار منذ بداية العام 2017، كمايقارن ارتفاع الودائع المصرفية بالليرة مع متوسط نموأسبوعي طفيف مقداره 14 مليار ليرة منذ بداية العام. في هذا السياق، اتسعتالكتلة النقدية بمفهومها الواسع(M4)بقيمة 495 مليار ليرة خلال الأسبوع المنتهي في 16شباط 2017 وسط نمو محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 133 مليار ليرة وتراجع فيحجم النقد المتداول بقيمة 163 مليار ليرة.ويقارن هذا الاتساعفي الكتلة النقدية بمفهومها الواسع مع متوسطاتساع أسبوعي مقداره 192 مليار ليرة منذ بداية العام 2017.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت نتائجالمناقصاتبتاريخ23شباط2017 أن الاكتتابات الأسبوعية بلغت293 مليار ليرة وتوزعت كالتالي: 103مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر (4.44%)و79 مليار ليرة في فئة السنة (5.35%) و111 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات(6.74%). في المقابل، سجلت استحقاقات أسبوعية بقيمة 152 مليار ليرة، مما أسفر عن فائض اسمي بقيمة 141 مليار ليرة خلال الأسبوع.كما أظهرت نتائجالمناقصاتبتاريخ2آذار 2017 أن مصرف لبنان سمح للمتعاملين الاكتتاب بنسبة 58% من طروحاتهم في فئة الستة أشهر وبنسبة 45% في فئة الثلاث سنوات،وبنسبة 4.52% في فئة السبع سنوات.

في سوق القطع: ظهرت بعض التحويلات من العملات الأجنبية لصالح الليرة هذا الأسبوع من أجل سداد رواتب الموظفينفي نهاية شهر شباط، بينما استمر الطلب التجاري على العملة الخضراء. في هذا السياق، ظلت المصارف التجارية تتداول الدولار فيما بينها بسعر راوح بين 1514 ل.ل. و1514.50 ل.ل. (أي أعلى بقليل من الحد الأعلى لهامش تدخل مصرف لبنان). في موازاة ذلك، أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 28 شباط 2017 أن الموجودات الخارجية ارتفعت بقيمة 477 مليون دولار خلال النصف الثاني من شباط 2017 لتبلغ مستوىً قياسياً جديداً مقداره41.4 مليار دولار في نهاية الشهر. في هذا السياق، غطت الموجودات الخارجية 76.0% من الكتلة النقدية بالليرة، علماً أن هذه التغطية ترتفع إلى 97.2% لدى احتساب احتياطيات الذهب المقدرة قيمتها بنحو 11.6 مليار دولار في نهاية شباط 2017. كما غطت الموجودات الخارجية 26.4 شهراً من الاستيراد، مما يسلط الضوء على قدرة المركزي على الحفاظ على استقرار سعر الصرف وتلبية الطلب على العملات الأجنبية.

في سوق الأسهم:كان النشاط خفيفاً في بورصة بيروت هذا الأسبوع حيث اقتصرت قيمة التداول الاسمية على 2.4 مليون دولار مقابل 6.9 مليون دولار في الأسبوع السابق. ونالت أسهم "سوليدير" 57.03% من النشاط تلتها الأسهم المصرفية بنسبة 40.71% فالأسهم الصناعية بنسبة 2.27%. وعلى صعيد الأسعار، تراجع قليلاً مؤشر الأسعار بنسبة 0.4% ليقفل على 107.83. في التفاصيل، تراجعت أسعار 4 أسهممن أصل 11 سهماً تم تداولها هذا الأسبوع، بينما ارتفعت أسعار 3 أسهم وظلت أسعار 4 أسهم مستقرة. وكانت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" الرابح الأكبر لهذا الأسبوع بارتفاع في أسعارها نسبته 9.9% لتقفل على 12.60 دولار، تلتها إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بزيادة في أسعارها نسبتها 2.1% لتقفل على 12.75 دولار، بينما كانت أسهم "سوليدير أ وب" الخاسر الأكبر لهذا الأسبوع بانخفاض في أسعارها نسبته 3.6% و4.4% على التوالي لتقفل على 9.13 دولار و9.0 دولار على التوالي، تلتها أسهم "بنك لبنان والمهجر التفضيلية فئة 2011" بتراجع في أسعارها نسبتها 1.9% إلى 10.30 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند:شهدت سوق سندات الأوروبوند اللبنانية في بدايةهذا الأسبوع طلباً خارجياً على مختلف الاستحقاقات التي تمتد على طول منحنى المردود. لكن ما لبث أن انعكس هذا الاتجاه بعد منتصف الأسبوعلتظهر عروض أجنبية على الأوراق الطويلة الأجل ولا سيما تلك التي تستحق بين تشرين الثاني 2026 وتشرين الثاني 2035، وسط عمليات بيع شهدتها الأسواق العالمية عموماً، متبعة المنحى التنازلي لأسعار سندات الخزينة الأميركية بعد أن أدلى مسؤولو البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتصريحات تدعم رفع أسعار الفائدة في اجتماع لجنة السوق المفتوحة في منتصف شهر آذار 2017. في هذا السياق، ارتفع قليلاًمتوسط المردود المثقل بمقدار نقطتي أساس إلى5.35%، في حين تقلص متوسط الهامش المثقل بمقدار 12 نقطة أساس إلى347 نقطة أساس وسط ارتفاعفي المردود على سندات الخزينة الأميركية. وعلى صعيد كلفة تأمين الدين، ظل هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات يتراوح بين 420 نقطة أساس و450 نقطة أساس هذا الأسبوع. إلى ذلك، فوضت وزارة المال اللبنانية 4 مصارف لترتيب إصدار سندات أوروبوندهي "باركليز"و"جيه.بي .مورغان"و"بنكبيبلوس" و"سوسيتيه ج رال" لبنان، على أن لا يقل حجم الإصدار عن 1.5 مليار دولار، علماً بأن سنداً سيادياً بقيمة 1.5 مليار دولار سيستحق في 20 آذار الجاري.