التقرير الأسبوعي لبنك عوده: تماسك سعر الصرف في السوق السوداء مع استمرار التدابير الاستثنائية للمركزي

مع استمرار العمل بالتعميم رقم 161 والتدابير الاستثنائية لمصرف لبنان حتى نهاية الشهر الجاري وما أعقبها من شحّ في السيولة بالليرة اللبنانية في سوق النقد، وفيما يواصل مجلس الوزراء مناقشة مشروع موازنة 2022، وفي ظل الطريق الشاق أمام المباحثات مع صندوق النقد الدولي، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع ولأول مرة تراجعاً في سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى ما دون سعر منصة Sayrafa، بينما واصلت سوق سندات اليوروبوندز مسلكها التصاعدي وسجلت سوق الأسهم زيادة طفيفة في الأسعار، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، كان اللافت في بداية هذا الأسبوع تراجع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى ما دون سعر منصة Sayrafa وذلك لأول مرة منذ انطلاق عمل المنصة في حزيران الفائت.

 

في هذا السياق، كسر سعر صرف الدولار في السوق السوداء عتبة الـ20000 نزولاً في بداية الأسبوع قبل أن يعود فيقفل على 21550 ل.ل.-21600 ل.ل. يوم الجمعة متجاوزاً بشكل هامشي سعر منصة Sayrafa البالغ 21100 ل.ل. وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوندز، واصلت أسعار سندات الدين الحكومية ارتفاعها للأسبوع الثاني على الرغم من الطريق الشاق الذي يعترض المباحثات مع صندوق النقد الدولي، حيث تراوحت بين 9.88 و11.75 سنتاً للدولار الواحد مقابل 9.63-11.13 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق.

 

وعلى صعيد سوق الأسهم، ظل مؤشر الأسعار يسجل ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.5% مدعوماً بزيادات في أسعار بعض الأسهم المصرفية في حين تقلصت أحجام التداول بنسبة 45% أسبوعياً.

 

 

في سوق النقد: واصلت كلفة الكاش بالليرة اللبنانية مسلكها التصاعدي، حيث تراوحت بين 7% و12% خلال هذا الأسبوع بالمقارنة مع 7%-9% في الأسبوع السابق في ظل الشحّ المستمر في السيولة في الليرة اللبنانية والذي نجم عن مفاعيل التدابير الاستثنائية التي اتخذها مصرف لبنان. توازياً، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 20 كانون الثاني 2022 أكبر تقلص أسبوعي على الإطلاق في حجم النقد المتداول بقيمة 1816 مليار ليرة. ويأتي ذلك في أعقاب التدابير الاستثنائية التي اتخذها مصرف لبنان منذ 11 كانون الثاني 2022 والتي تسمح للمصارف اللبنانية شراء الدولار النقدي من المصرف المركزي على سعر منصةSayrafa مقابل الليرات التي بحوزتها ولدى عملائها دون سقف محدد.

 

إلى ذلك، تراجعت الودائع المصرفية المقيمة بقيمة 308 مليار ليرة نتيجة تراجع الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 228 مليار ليرة وسط تقلص في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 105 مليار ليرة وانخفاض في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 123 مليار ليرة، بينما انخفضت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 79 مليار ليرة (أي ما يعادل 53 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.). في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً لافتاً مقداره 2250 مليار ليرة أسبوعياً.

 

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 3 شباط 2022 اكتتابات في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 27 كانون الثاني 2022 اكتتابات بقيمة 362 مليار ليرة تم اكتتابها بالكامل من قبل مصرف لبنان وتوزعت كالتالي: 62 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) و300 مليار ليرة في فئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%).

 

في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 199 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 163 مليار ليرة. على المستوى التراكمي، بلغ مجموع الاكتتابات في شهر كانون الثاني 2022 زهاء 763 مليار ليرة، اكتتب بها مصرف لبنان بالكامل، بحيث استحوذت فئة الثلاث سنوات على 39.3% منه، تلتها فئة الستة أشهر بنسبة 25.2%، ففئة الخمس سنوات بنسبة 15.7%، وفئة السنة بنسبة 9.2%، بينما نالت فئات الثلاثة أشهر والسنتين والعشر سنوات النسبة المتبقية البالغة 10.5%.

 

في المقابل، ظهرت استحقاقات أكبر بقيمة 2803 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي بقيمة 2040 مليار ليرة في شهر كانون الثاني من العام 2022.

 

في سوق القطع: مع تمديد العمل بتعميم مصرف لبنان رقم 161 والإجراءات الاستثنائية المتخذة من قبل المركزي منذ 11 كانون الثاني الماضي والتي تسمح للمصارف بشراء الدولار النقدي من المركزي مقابل الليرات النقدية دون سقف محدد، واصل سعر صرف الدولار تراجعه في السوق السوداء وسط شحّ في السيولة بالليرة اللبنانية. في هذا السياق ولأول مرة منذ إطلاق العمل بمنصةSayrafa في حزيران 2021، انخفض سعر صرف الدولار في السوق الموازية إلى ما دون سعر المنصة. في التفاصيل، كسر سعر صرف الدولار في السوق السوداء حاجز 20000 ل.ل. منتصف هذا الأسبوع حيث بلغ 19600 ل.ل.-19700 ل.ل. قبل أن يعود فيقفل على 21550 ل.ل.-21600 ل.ل. يوم الجمعة.

 

في موازاة ذلك، استهل سعر منصة Sayrafa الأسبوع بسعر 21500 ل.ل. في 31 كانون الثاني 2022 وتراجع إلى 21100 ل.ل. في 3 شباط الجاري. هذا وقد أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 31 كانون الثاني 2022 أن الموجودات الخارجية لدى المركزي تراجعت بقيمة 394 مليون دولار خلال النصف الثاني من الشهر لتبلغ زهاء 17.3 مليار دولار في نهاية كانون الثاني. عليه، تكون الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان قد راكمت تقلصات بقيمة 509 مليون دولار خلال شهر كانون الثاني 2022.

 

في سوق الأسهم: سجلت بورصة بيروت ارتفاعاً طفيفاً في مؤشر الأسعار نسبته 0.5%، مدعوماً بزيادات في أسعار الأسهم العادية وإيصالات إيداع " بنك عوده" بنسبة 4.8% و5.3% على التوالي لتبلغ 2.20 دولار و2.0 دولار على التوالي. في المقابل، انخفضت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة 5.3% إلى 3.40 دولار. وتراجعت أسعار أسهم سوليدير "أ" و"ب" بنسبة 0.2% و1.5% على التوالي لتبلغ زهاء 30.54 دولار و30.06 دولار على التوالي. توازياً، جرى التداول في أسهم "بنك بيبلوس العادية" دون تغير في أسعارها حيث استقرت عند 0.82 دولار.

 

كذلك، بقيت أسعار "بنك بيروت العادية" مستقرة عند 17.80 دولار. واستقرت أسعار أسهم "بنك بيمو العادية" عند 1.10 دولار. وفي ما يخص أحجام التداول، انخفضت قيمة التداول الاسمية بنسبة 44.5% أسبوعياً لتبلغ زهاء 3.2 مليون دولار، علماً أن "سوليدير" نالت 96% من النشاط.

 

سوق سندات اليوروبوندز: بينما طريق المباحثات مع صندوق النقد الدولي لا تزال معبّدة بالصعاب وفيما يواصل مجلس الوزراء مناقشة مشروع موازنة 2022، شهدت سوق سندات اليوروبوندز اللبنانية بعض الطلب من قبل المتعاملين الراغبين في شراء سندات الدين الحكومية بأسعار بخسة. وهذا ما انعكس ارتفاعاً أسبوعياً في الأسعار على طول منحنى المردود تراوح بين 0.13 دولار و0.63 دولار.

 

في هذا السياق، تراوحت أسعار سندات الدين الحكومية التي تستحق بين العام 2020 والعام 2037 بين 9.88 و11.75 سنتاً للدولار الواحد مقابل 9.63-11.13 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. وعلى المستوى التراكمي، تكون سندات اليوروبوندز اللبنانية قد سجلت زيادات في الأسعار تراوحت ما بين 0.25 دولار و1.25 دولار منذ بداية العام 2022.