التقرير الأسبوعي لبنك عوده: استمرار التوأمة بين سعر السوق السوداء ومنصة صيرفة وسط تمديد لتدابير المركزي الاستثنائية

بينما يواصل مجلس الوزراء دراسته لمشروع موازنة 2022، وعلى وقع التطورات المفصلية في المشهد السياسي على الساحة الداخلية، ومع تمديد العمل بتدابير مصرف لبنان الاستثنائية والرامية لضبط سلوكية سعر الصرف في السوق الموازية حتى نهاية شباط 2022، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تحسناً هامشياً في سعر صرف الدولار في السوق الموازية، بينما واصلت سوق سندات اليوروبوندز مسلكها التصاعدي، وسجلت سوق الأسهم زيادات طفيفة في الأسعار، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده.

 

في التفاصيل، سجّل سعر صرف الدولار في السوق الموازية تحسناً هامشياً حيث بلغ 22550 ل.ل.-22650 ل.ل. يوم الجمعة مقابل 23100 ل.ل.-23150 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق، في حين استمرت حالة التوأمة التي نشأت في الأسبوع السابق بين سعر السوق السوداء وسعر منصة Sayrafa مع استمرار التدابير الاستثنائية التي بدأها مصرف لبنان منذ شهر ونيّف والتي لا شك أنها ساهمت في لجم التقلبات في سعر الصرف في السوق السوداء عبر ضخ الدولار النقدي في السوق الموازية وامتصاص الليرات النقدية.

 

في موازاة ذلك، ظلت سوق سندات اليوروبوندز تشهد تحسناً في الأسعار للأسبوع الثاني على التوالي حيث تراوحت بين 9.63 و11.13 سنتاً للدولار الواحد في ظل العودة إلى العمل الحكومي واستئناف المباحثات مع صندوق النقد الدولي. وفي ما يخص سوق الأسهم، سجل مؤشر الأسعار أول زيادة أسبوعية في الأسعار لهذا العام اقتصرت على 0.2%، بينما ارتفعت أحجام التداول بنسبة 21% بالمقارنة مع الأسبوع السابق.

 

في سوق النقد: واصلت كلفة الكاش بالليرة اللبنانية صعودها هذا الأسبوع، حيث بلغت 9% بالمقارنة مع 8% في الأسبوع السابق و5% في نهاية العام 2021. ويعزى هذا الارتفاع إلى التدابير الاستثنائية التي اتخذها مصرف لبنان والتي آلت إلى امتصاص السيولة بالليرة في سوق النقد وضخ الدولار النقدي في السوق الموازية لتداول العملات.

 

إلى ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 13 كانون الثاني 2022 اتساعاً في الودائع المصرفية المقيمة بمقدار 368 مليار ليرة. ويعزى هذا الاتساع بشكل أساسي إلى ارتفاع الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 491 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 681 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 190 مليار ليرة، بينما انخفضت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 123 مليار ليرة (أي ما يعادل 82 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.).

 

أما الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) فتقلصت بقيمة 130 مليار ليرة أسبوعياً وسط انخفاض في حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 240 مليار ليرة وتراجع في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 248 مليار ليرة. الجدير ذكره هنا أنّ هذا التقلص في حجم النقد المتداول يأتي في أعقاب التدابير الاستثنائية التي اتخذها مصرف لبنان منذ 11 كانون الثاني 2022 من خلال توسيع مهمة التعميم رقم 161 حيث أجاز للمصارف اللبنانية شراء الدولار النقدي من المصرف المركزي على سعر منصةSayrafa مقابل الليرات التي بحوزتها ولدى عملائها دون سقف محدد.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 27 كانون الثاني 2022 اكتتابات في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) وفئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%) وفئة السبع سنوات (بمردود 6.50%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 20 كانون الثاني 2022 اكتتابات بقيمة 135 مليار ليرة تم اكتتابها بالكامل من قبل مصرف لبنان وتوزعت كالتالي: 43 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) و25 مليار ليرة في فئة السنة (بمردود 4.50%) و66 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). في المقابل، ظهرت استحقاقات لافتة بقيمة 1280 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي لافت بقيمة 1146 مليار ليرة.

 

في سوق القطع: مع استئناف العمل الحكومي واستمرار المباحثات في مشروع موازنة 2022 داخل مجلس الوزراء، وفي ظل تمديد العمل بالتعميم رقم 161 والتدابير الاستثنائية لمصرف لبنان التي تسمح للمصارف بشراء الدولار النقدي من المركزي مقابل الليرات النقدية دون سقف محدد حتى نهاية شباط 2022، ظلت سوق تداول العملات تشهد هذا الأسبوع أيضاً ما يشبه التوأمة بين سعر صرف الدولار في السوق السوداء وسعر منصة Sayrafa، في إشارة إلى أنّ الإجراءات التي اتخذها مصرف لبنان قد نجحت في ضبط سلوكية سعر الصرف في السوق الموازية.

 

في هذا السياق، سجل سعر صرف الدولار تراجعياً هامشياً مقابل الليرة في السوق السوداء هذا الأسبوع، حيث تراوح بين 22550 ل.ل. و22650 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 23100 ل.ل.- 23150 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. توازياً، تراجع سعر صرف الدولار على منصة Sayrafa من 22600 ل.ل. في 24 كانون الثاني 2022 إلى 22230 ل.ل. في 27 كانون الثاني 2022 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة، وفق البيان الصادر عن مصرف لبنان.

 

في سوق الأسهم: اقتصر التداول هذا الأسبوع على 8 أسهم من أصل 25 سهماً مدرجاً في بورصة بيروت، إذ ارتفعت أسعار 4 أسهم بينما ظلت أسعار 4 أسهم أخرى مستقرة، ما انسحب ارتفاعاً طفيفاً في مؤشر الأسعار نسبته 0.2%. ويأتي ذلك في أعقاب تقلصات في مؤشر الأسعار لثلاثة أسابيع متتالية بنحو 4.1% في ظل مساعي المتعاملين وقتها للاستفادة من ارتفاع القيمة السوقية للدولار المصرفي.

 

في التفاصيل، قادت إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" الأسعار صعوداً في بورصة بيروت، حيث قفزت أسعارها بنسبة 7.0% إلى 3.50 دولار، تلتها أسهم "سوليدير ب" بنسبة +2.3% إلى 30.53، فأسهم "بنك عوده العادية" بنسبة +1.0% إلى 2.10 دولار وأسهم "سوليدير أ" بنسبة +0.7% إلى 30.60 دولار. في المقابل، استقرت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" على 0.82 دولار. وظلت أسعار أسهم "بنك بيمو العادية" ثابتة عند 1.10 دولار. وبقيت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" مستقرة عند 3.59 دولار. واستقرت أسعار أسهم "الإسمنت الأبيض اسمي" عند 6.0 دولار. وفي ما يخص أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية بنسبة 20.7% أسبوعياً لتبلغ زهاء 5.8 مليون دولار، علماً أن "سوليدير" نالت 96% من النشاط.

 

سوق سندات اليوروبوندز: مع إعادة تشغيل محركات العمل الحكومي وبينما مجلس الوزراء منكب على دراسة مشروع موازنة 2022، ومع انطلاق المباحثات مع صندوق النقد الدولي، شهدت سوق سندات اليوروبوندز اللبنانية ارتفاعاً في الأسعار للأسبوع الثاني على التوالي على طول منحى المردود تراوح ما بين 0.63 دولار و1.50 دولار. عليه، بلغت أسعار سندات الدين الحكومية 9.63-11.13 سنتاً للدولار الواحد بالمقارنة مع 8.63-10.0 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. وعلى المستوى التراكمي، تكون سندات اليوروبوندز اللبنانية - باستثناء بعض الأوراق الطويلة الأجل- قد سجلت زيادات في الأسعار تراوحت ما بين 0.25 دولار و0.88 دولار منذ بداية العام 2022.