الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

مئات يفرّون من غرب الموصل "ركضا"... "المعارك ستكون شرسة"

المصدر: أ ف ب
مئات يفرّون من غرب الموصل "ركضا"... "المعارك ستكون شرسة"
مئات يفرّون من غرب الموصل "ركضا"... "المعارك ستكون شرسة"
A+ A-

فرّ مئات العراقيين الى مناطق صحراوية للانضمام الى آلاف آخرين غادروا منازلهم هربا من المعارك بين القوات العراقية والجهاديين، فضلا عن نقص في المواد الغذائية يعانيه سكان الجانب الغربي من مدينة الموصل، آخر اكبر معقل للجهاديين في البلاد.


وبدأت القوات العراقية عملية واسعة النطاق في 19 شباط، لاستعادة غرب الموصل، تمكنت خلالها من السيطرة على المطار والتقدم شمالا في عمق المدينة. واستطاعت القوات الاثنين السيطرة على موقع الجسر الرابع، احد جسور المدينة التي دمرت خلال المعارك، مما يعد خطوة مهمة تسمح بنصب جسر عائم بين ضفتي دجلة لدعم الجنود في الجزء الغربي.


لكن حتى لو ربط الجانب الشرقي بالغربي من المدينة، تشير التوقعات الى معارك شرسة في الايام المقبلة، مما يعرض المدنيين لمزيد من المخاطر لوقوعهم وسط اشتباكات بين الجانبين. وقال العميد سلمان هاشم من جهاز مكافحة الارهاب: "حتى الثلاثاء (اليوم)، لدينا نحو 300 نازح، نساء واطفالا ورجالا". واضاف: "يصل المزيد منهم، ويتم ايقافهم عند حاجز امني لفصل النساء عن الرجال لتفتيشهم والتدقيق في اوراقهم".


ويواجه هؤلاء ظروفا صعبة للغاية. وتابع هاشم: "يصلون الينا بعد ايام من دون طعام". وبينما يخضع الرجال للتفتيش، تجلس النساء والاطفال على اوراق وسط ارض متربة، في حين تقدم قوات الامن الطعام والماء والحليب اليهم.


وقالت بيداء (18 عاما) التي ترتدي وشاحا اسود خشنا، وتحمل طفلتها، انها هربت وعائلتها في ساعة مبكرة صباح اليوم. واضافت: "غادرنا عند الخامسة صباحا. بدأنا نركض، ثم مشينا ما تبقى من مسافة الطريق (...) كان يجب ان نركض، وكنا خائفين من رصاص" الجهاديين. واشارت الى ان طفليها " لا يفهمان ما حدث... كانا خائفان جدا من المعارك".


مئات الآلاف محاصرون
وقد فرّ ما لا يقل عن 16 الف شخص من سكان غرب الموصل، وهو الاصغر نسبيا من الجانب الشرقي للمدينة، لكنه اكثر اكتظاظا بالسكان، منذ انطلاق عملية استعادة مناطقهم في 19 شباط، وفقا لوزارة الهجرة والمهجرين.


ونقل بيان عن هالة جبر من المنظمة الدولية للهجرة ان "هناك قلقا شديدا على مصير 750 الف (شخص) محاصرين في الجانب الغربي، حيث الكثافة السكانية مرتفعة، في ظل اوضاع تتدهور يوميا، وفقا لتقارير وشهادات من استطاعوا الفرار".


ويمتثل الذين لم يغادروا الموصل للقوانين الصارمة التي يفرضها تنظيم "الدولة الاسلامية"، اضافة الى نقص في الاغذية والادوية وتعرضهم للخطر من جراء المواجهات. وذكرت بيداء ان "النساء يرتدين الحجاب الشرعي بالكامل. ولا يمكن ألمراة السير في الشارع من دون محرم. القوانين قاسية جدا، والطعام باهظ (...) لم نأكل سوى الخبز والرز".


بدورها، روت فوزية محمد، وهي ام لـ16 طفلا، استطاعت الهرب اليوم، ان "الايام الاخيرة كانت رهيبة. كنا محاصرين في الداخل بسبب القتال، ولم يكن لدينا اي طعام". واشارت الى ان الجهاديين "يجبرون النساء على ارتداء النقاب او البقاء في الداخل". وتابعت: "لابأس بهذا. لكن الاسوأ هو العنف والجلد والاعدامات وبتر اعضاء" الجسد.


وتمكنت القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من استعادة السيطرة على معظم المناطق التي تبلغ ثلث مساحة البلاد، بعدما سيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" اثر هجوم شرس في حزيران 2014. كذلك، استعادت قبل شهر كامل سيطرتها على شرق الموصل، قبل ان تنطلق في 19 شباط نحو الجانب الغربي من المدينة، في اطار عملية واسعة بدأت في 17 تشرين الاول.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم