السيجارة تُفطر أم لا تُفطر؟

يثير الكثير من الفتاوى جدلاً كبيرا ًفي أوساط المسلمين، وتتخذ الفتاوى الرمضانية بُعداً أكبر من حيث أهمية الشهر واعتباره من أركان الإسلام التي لا يحبذ الإسترسال في الإجتهاد قياساً الى أهمية ما ورد في القرآن وما أوصى به الرسول. ومن الفتاوى التي أثارت الكثير من الجدل واللغط حولها، التدخين لا يُفطر الصائم. فهل حقاً التدخين لا يُبطل الصوم أم يبطله؟ للوقوف على حقيقة الأمر، يطلعنا الباحث في الشؤون الإسلامية الشيخ ابرهيم عطوي على بعض المعلومات.

يبدأ عطوي حديثه بالإشارة الى الفتوى التي أصدرها الكاتب الإسلامي جمال البنا في مصر قبل أعوام، والتي أفتى فيها للمسلم الذي أدمن التدخين، "بالسماح له بالتدخين أثناء الصيام بحجة أنه ليس من المفطرات". وبعد جدل كبير وأخذ وردّ، تم التأكيد من كبار رجال الدين "أن التدخين أثناء فترة الصوم يُعدّ من المفطرات، وهو يفسد الصوم لأن وصول أي شيء ولو صغيراً إلى جوف الصائم عمداً من منفذ طبيعي كالفم والأنف، كالدخان الذي يؤخذ بجميع أنواعه، يبطل به الصوم، وهذا محل إجماع بين الفقهاء". كما أن دخان السجائر يختلط بدم الشخص المدخن ويشبع لديه رغبة، "مما يجعله يشبه الشهوات التي يطالب الصائم بالإمساك عنها إثناء الصوم".

وإذ استند المفكر الإسلامي جمال البنا في فتواه الى رأي الإمام بن عابدين، وهو من كبار فقهاء الحنفية، والذي أباح التدخين في رمضان، أكد أن جواز التدخين أثناء الصوم ينطبق على البخور الذي يصل تأثيره إلى الجهاز العصبي، وهو أقرب شيء لتدخين السجائر، مشيراً في أحد تصريحاته الإعلامية إلى فتاوى معاصرة تبيح التدخين في رمضان مثل فتوى المرجع الشيعي آية الله السيستاني الذي أفتى بجواز أن يدخن مدمن السجائر الصائم ثلاثة أو أربعة سجائر في اليوم.

وعلى هذا، يعود الشيخ عطوي ليردّ بأن جواز التدخين للصائم "تلاعب بالدين ولا يجوز في أي حال من الأحوال، لأن في التدخين إحساساً وشهوة وشعوراً بالمتعة، ومن ثم فإن المدخن لو ظل فترة طويلة من دون تدخين، يجد حواسه كلها في رغبة جارفة لتدخين سيجارة". واعتبر أن القول إن التدخين لا يفطر الصائم، ليس قولاً علمياً ولكنه نوع من التحريف لما أمر به الله، لأن الفقهاء جميعاً متفقون على أنه من المفطرات".
تبقى الإشارة أخيراً – وبعيداً من الجدال الفقهي – إلى أن من يمكنه الصوم عن السيجارة لـ12 ساعة، فهو قادر على الاقلاع عنها نهائياً!