الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الذبح المرفوض مرتين

عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

لقد قتلوا ناهض حتّر.


زميلنا الذي نخالفه الرأي بشدّةٍ موصوفة، قتله التكفيريون على الأرجح. لقد مارس هؤلاء بقتله ما كان يمارسه هو بالكلمة الحاقدة القاتلة.
مقتله جريمةٌ نكراء، مثل كتاباته التي كانت تنضح بالعنصرية المقيتة ضدّ الشعب السوري.
قَتَلُتُه يمثّلون، ولا شكّ، الشرّ الكبير، والخطر الكبير، لأنهم يرفضون الرأي الآخر، كلّ رأيٍ آخر، ويشوّهون الدين.
لكنه، هو نفسه، كان يرفض، يا للمفارقة المفجعة، الرأي الآخر، وكلّ رأيٍ آخر.
الشعب السوري الذي يُذبَح كلّ يوم، على يد النظام، وعلى يد بعض من يعتبرون أنفسهم أعداء النظام مثل "داعش" و"النصرة"، كان زميلنا يقف بلا مواربة، إلى جانب القاتل الأوّل، بعنجهيةٍ لا تمتّ إلى العمل الإعلامي النزيه بصلة.
لا يسعني أمام هذه الجريمة، وأمام كلّ جريمةٍ مماثلة، أماديةً كانت أم معنويةً، إلاّ أن أستخدم العبارات التي تدلّ على استهجان الاغتيال الهمجي الموصوف. كل مواقف الاستنكار، والتنديد، والرفض، يجب استخدامها، بلا تردد.
الإنسان، حياته، رأيه، وموقفه، هم فوق كلّ اعتبار، وفوق كلّ خلاف، واختلاف.
الغضب الإعلامي حيال هذه المقتلة، يجب أن يكون علنياً، وبدون مواربة.
هذه مسألة تعني كلّ واحد منا، ولا سيما الذين لا يوافقون ناهض حتّر آراءه ومواقفه مما يجري في العالم العربي، وخصوصاً في سوريا.
ينبغي لهذه الجريمة أن تحضّ المشتغلين في العمل الإعلامي، مرّتين؛ مرّةً على رفض الذبح، ومرّةً ثانية على ردّ الاعتبار إلى الكلمة المذبوحة!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم