الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

“سينماتيك بيروت” فضاء جديد لعشّاق الشاشة: من الحلم إلى الحقيقة؟

المصدر: "النهار"
“سينماتيك بيروت” فضاء جديد لعشّاق الشاشة: من الحلم إلى الحقيقة؟
“سينماتيك بيروت” فضاء جديد لعشّاق الشاشة: من الحلم إلى الحقيقة؟
A+ A-

خبر سار لكلّ السينيفيليين: مجمّع سينمائي للأفلام غير التجارية وقليلة الانتشار يعمل القائمون عليه حالياً لتأسيسه في بيروت. المشروع امتداد لـ"متروبوليس"، أو بالأحرى تحديثٌ أكثر طموحاً للصالة البيروتية الشهيرة التي صارت موطئ قدم لمحبي الشاشة منذ تأسيسها قبل عشر سنوات. تشرح مديرة "متروبوليس" هانية مروة لـ"النهار" خلفيات هذا المشروع الذي سيحمل اسم "سينماتيك بيروت": "افتتحتْ "متروبوليس" في ظروف صعبة جداً (أثناء حرب تموز ٢٠٠٦)، وفي سوق تجارية سينمائية ضيّقة، حيث لا يوجد توزيع للأفلام التي يهمّنا عرضها. ومع ذلك، استطاعت أن تستمر طوال عقد بلا أيّ دعم رسمي من الدولة، خلافاً لكلّ صالات الـ"فنّ وتجربة" في العالم. اعتمدت هذه الصالة بشكل أساسي على دعم الجمهور، ولولا اهتمامه ومتباعته الأنشطة، لكنا فقدنا كلّ محفّز واستمرارية. بعد عشر سنين على انطلاقتنا، قمنا بتقويم التجربة واحتمالات البقاء والاستمرارية، ونظرنا في الاتجاه الذي يجب أن نذهب إليه. من هنا، ولدت فكرة أنه على "متروبوليس" أن تخطو خطوة إلى الأمام، وإحدى هذه الخطوات أن نحظى بالاستقلالية. بدأنا في "مسرح المدينة"، ثم انتقلنا إلى صالة تابعة لسلسلة صالات تجارية معروفة (سلسلة "أمبير"). كانت التجربتان مفيدتين، إنما وصلنا إلى مرحلة تفرض علينا أن نمتلك صالات نستطيع التحكم بها بشكل كامل وتستجيب لحاجاتنا. حيث نحن الآن، في الـ"صوفيل"، لا يمكننا أن نفعل شيئاً. يجب التعامل مع الموجود كأمر واقع. أي تغيير ليس ممكناً. ثم، هناك موقع الصالة ومحيطها (الأشرفية)، وهو ليس محيطاً سكنياً، بل يعاني محدودية معينة. لا شكّ أنّ "متروبوليس" أصبحت مرجعية على مرّ الزمن، ولكن تخطر في بالنا مشاريع كثيرة والمكان يشكّل عائقاً. إدارياً، ليس ثمة أيّ مشكلة مع أصحاب سلسلة "أمبير" التي تؤوي "متروبوليس"، ونملك "كارت بلانش" للبرمجة. ولكن، إذا أردنا المجازفة أكثر، فسنحتاج إلى مكان يتيح لنا مزيداً من الراحة".
يقع المجمّع السينمائي في منطقة العدلية، وهو للمهندس الشهير برنار خوري، ويندرج في إطار مشروع أكبر. "ليس مجمّعاً تجارياً، بل عكسه تماماً"، تقول هانية مروة عن هذه البقعة التي ستطلّ على المدينة، وتضمّ مقاهي ومطاعم ومكاتب بهدف جذب الناس الذين يعملون في السينما. إدارة "متروبوليس" ستستأجر الصالات التي سيتم تشييدها "على مقاسها". الغاية من هذا كله، ضخّ الحياة في أرجاء المجمّع لخلق حركة تكفي لإنعاش المشروع المعماري الكبير الذي من حوله.
من المتوقّع أن تبدأ أعمال البناء في مطلع السنة المقبلة ليصبح المجمع جاهزاً في غضون سنتين. تقول مروة: "الناس الذين يستثمرون في مشروع مماثل يتأثرون في الأوضاع والظروف التي يمرّ بها لبنان. في هذه اللحظة، أنا متأكدة من المشروع، ولكن لا شيء مضموناً في لبنان".
إذاً، ينطلق مشروع تشييد مجمّع لسينما المؤلف، أي تلك التي لا تجد سبيلاً إلى صالات المراكز التجارية من "ضرورة مكانية". ثمة ضرورة لتأسيس مجمّع سينمائي متلائم تقنياً مع متطلبات السوق. أضف إلى هذا أنّ "متروبوليس" الحالية لم تعد تكفيها صالتان، وثمة حاجة إلى صالة ثالثة. تقول مروة: "لدينا حالياً صالة للمهرجانات وصالة للأفلام الجديدة المعروضة تجارياً. وإنما ثمة شقّ أساسي في عملنا متعلّق بالتراث السينمائي، ونتمنى أن يكون له حيز كبير في برمجتنا، ولكن في ظلّ العقود المبرمة، لا يمكن تكريس صالة من ٢٥٠ مقعداً مدة شهر لعرض فيلم قديم مرمَّم. المجمّع الذي نحن فيه الآن لا يسمح لنا بذلك من وجهة نظر اقتصادية. المجمع الذي تخيلناه يتضمّن ثلاث صالات: صالة أولى من ٣٥٠ مقعداً للمهرجانات والافتتاحيات الكبيرة؛ صالة ثانية من ٢٥٠ مقعداً للأفلام الحديثة المعروضة تجارياً؛ وصالة ثالثة من نحو ١٠٠ مقعد لأفلام جمهورها قليل ولكن أساسي لمهمتنا".
ماذا عن تجهيزات الصالات الجديدة؟ "ستكون مجهّزة بالـ"ديجيتال" والـ٣٥ ملم، وهناك احتمال أن نجهّزها بنظام "الـ٤ ك". هناك جيل قديم من الـ٣٥ ملم سيتم الاتيان به أيضاً ليتسنى لنا عرض بعض الأفلام القديمة".
يطمح المجمّع الجديد أن يكتسب صفة الـ"سينماتيك"، ولكن لن تكون بديلاً عن تلك التي لم تنشئها وزارة الثقافة التابعة للدولة اللبنانية، مع أنّ "متروبوليس" اضطلعت بهذا الدور من دون أن تمتلك الصفة الرسمية طوال السنوات الماضية، وفق مروة. الا أنّ تسمية "سينماتيك" تتيح للقائمين عليها التواصل مع مثيلاتها في عواصم العالم وإتاحة الفرصة لتبادل الأفلام، كون التبادل هذا لا يحصل إلا بين سينماتيكات العالم. "لا نريد أن نكون بديلاً عن الدولة"، تشدّد مروة، لأنها لا تملك الطموح ولا الرغبة في ذلك. "نريد أن نقوم بما نجيده. للـ"سينماتيك" وظائف عدة: أولها المحافظة على الإرث السينمائي وثانيها البثّ. سنحاول إحضار الأفلام وعرضها، ولا أتكلم على أفلام الخمسينات والستينات أو ما هو أقدم من هاتين الحقبتين. تخيّل، ثمة أفلام من الثمانينات والتسعينات أحدٌ لم يشاهدها. أتحدّث عن أفلام من محيطنا الجغرافي. وفي مرحلة لاحقة، إذا سمحت لنا إمكاناتنا، سنجد مكاناً لأرشفة هذه الأفلام. المجمّع الذي نصمّمه ستتوافر فيه المساحة المطلوبة، ولكن لن نبتّ بالأرشفة حالاً".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم