الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

المتزوّجة أصبحت عزباء والذكر أنثى...والمطلوبون "أوادم"!

المصدر: "النهار"
بعلبك – وسام اسماعيل
المتزوّجة أصبحت عزباء والذكر أنثى...والمطلوبون "أوادم"!
المتزوّجة أصبحت عزباء والذكر أنثى...والمطلوبون "أوادم"!
A+ A-

"فقدان الهوية في حضن وطنك" أكبر طعنة قد يتعرّض لها اي مواطن، وهذا ما وقع على رؤوس الآلاف من المواطنين في مدينة بعلبك والقرى المحيطة بها منذ 28 أيار الفائت، موعد بدء العمل في سجلات نفوس بعلبك المنسوخة واعتمادها بدلاً عن السجلات المستنسخة، بعد اربع سنوات من انجاز عملية استنساخ واعادة تكوين سجلات قلم نفوس بعلبك.
سابقة من نوعها أذهلت المواطنين مع بداية العمل بالسجلات المنسوخة، نواقص وأخطاء لا تعد ولا تحصى شابت هذه السجلات.


عددٌ قليلٌ جداً من المواطنين حالفهم الحظ وخلا سجلهم من اي شائبة، حيث يصعب على الرجل ان يثبت "ذكورته" او الانثى ان تثبت "انوثتها" في كثير من الاحيان، فالسجل الجديد ذكّر المؤنّث وأنّث المذكّر، والمتزوج من سنوات طويلة اصبح عازبًا ومن دون اولاد. والاعزب اصبح بقدرة قادرٍ متزوجاً ولديه أولاد، والمتزوّجة عادت عزباء الى سجل عائلتها.


أبشع انواع التعرية من ابسط الحقوق يتعرض لها المواطن البعلبكي جراء أخطاء هائلة لا تحصى ولا تعد في السجلات الجديدة، ما يطرح العديد من التساؤلات التي تفرض السؤال عن الاسباب، وعمّن يتحمّل مسؤولية ما يجري في قلم نفوس بعلبك، على أمل ان تتدارك المراجع المختصة الأمر، وتهتم لأمر المواطن البعلبكي الذي يضبط غيظه ويجوب المحاكم يومياً بحثًا عن ورقة تحمل اسمه ليتمكن من تأكيد هويته، بعد ان حرم من الاستحصال على أي ورقة ثبوتية، فهل هذه هي حقوق مدنية في دولة ديمقراطية تقوم على احترام الحقوق والحريات العامة؟


بعد أكثر من 40 عامًا على انتهاء أزمة مكتومي القيد، والذين بلغ عددهم سابقاً حوالي الخمسة آلاف، أصبح اليوم هذا الرقم مضروبًا بأضعاف ويتجاوز عشرات الآلاف، بسبب ما يعتقد الأهالي انه اهمال المعنيين بالملف.


مهزلة أخرى وهي ان النسخ الأصيلة لدى المديرية العامة للأحوال الشخصية لم تدرج حتى أسماء الأجنبيات المتزوجات من لبنانيين، والحاصلات على الجنسية اللبنانية قبل عام 2010 لم تعدن اليوم حاصلات على الجنسية اللبنانية؛ وحالهن حال اللبنانيات المتأهّلات من اجانب اللواتي سُجِّلن اليوم في خانة "عزباء"؛ ومثال على ذلك المواطن حسين حبيب المتزوج من اردنية بات اليوم "عازبًا" بعد معاناة طويلة في أروقة المحاكم ووزارة الداخلية لإدراج اسم زوجته وتسجيلها عام 2012 في المحكمة الشرعية .
فيما المواطن عباس حسن حمزة المصري رقم السجل 107 – حورتعلا، فوجىء لدى محاولته الحصول على اخراج قيد فردي بعدم وجود اسمه في السجلات، ولدى مراجعته المعنيّين اكتشف عدم وجود اسم والده وزوجته واولاده في السجلات أيضاً.


سلام علي رعد متزوجة ولها ولدان استحصلت على اخراج قيد فردي، فاذا بها تسجل عزباء؛ أما المواطنة سهيلة الرفاعي المطلقة ولديها طفلان فقد حصلت على اخراج قيد افرادي للمحكمة الشرعية، لتتزوج مرة اخرى فصدمت انها عزباء وليس لديها قيد نهائي.
المواطن مهدي صلح متزوج منذ أكثر من 27 عاماً أراد الاستحصال على إخراج قيْد افرادي لولده ليقدّم على وظيفة، ففوجئ انه "عازب" وليس لديه اولاد نهائيًا.


تغيير الشهرة
أمّا الفضيحة الأبرز فتبرز في تغيير الشهرة حيث هناك آلاف النماذج من المواطنين وجدوا ان شهرتهم تغيّرت وأصبحت شهرة الشخص تنسب لاسم جده وليس لعائلته. والطرافة ان الامر بات ايجابيًّا ومفرحًا لمعظم المطلوبين للقضاء، إذ اصبح بامكان العشرات منهم الاستحصال على اخراجات قيد جديدة، وسجل عدلي نظيف مما يبرّئهم من كل اعمالهم الاجرامية.


في السياق عينه، هناك آلاف الوثائق وامثلة كثيرة واخطاء لا يحصيها تحقيق واحد تبيّن الفضائح في دائرة النفوس: فالمواطن جمال عبد الحكيم اسعد وهو عسكري متقاعد متزوج وله اولاد كان وضع اسمه خطأ في السجلات القديمة وعانى من توقيف راتبه لبضع سنوات، بعد ان عانى من خطأ تسجيل اسمه رباعيًّا في السجلات، وخضوعه للجنة عسكرية ومحاكم وتكبد تكلفة مادية كبيرة لتغيير كل وثائقه وتأكيد هويته والاعتماد أخيرًا على الاسم الرباعي، وفوجىء امس باعادة اسمه الثلاثي إلى السجلات الجديدة اي ان نسخ المعلومات الاساسية في بيروت والتي يتم استخدامها حديثا في دائرة النفوس والتي تؤكد صحّة اسمه الثلاثي. وهنا يكمن السؤال كيف يمكن ان يكون السجل في بعلبك مختلفًا عن الدفاتر الاساسية التي هي نسخة عنها؟
ويهون الأمر امام معرفة ان مختار بلدة معربون عبد الغفار أسعد، وهو كان خلال السنوات الاخيرة من اول المساعدين للجان تصحيح الأخطاء التي عانت منها بلدته معربون، فوجئ اليوم انه هو ايضاً مكتوم القيد! وهنا يسأل المختار كيف يمكن للمعنيين ان يغيّبوا مختار قرية لبنانية.


المختار حسين جمال الدين اعتبر ان هذه الاخطاء التي لا تحصى اخطاء غير بريئة محملاً المسؤولية الكاملة للمسؤولين في دوائر النفوس، وقال: "مدراء النفوس هم من يبتدعون هذه المشاكل وكل ذلك ضمن ضريبة عداء لمنطقتنا، ولو كان هناك نواب في منطقتنا لما حصل ما حصل خصوصا ان هذه الاخطاء تتزايد منذ اكثر من 40 عاماً ولا تحل".
وكان عدد من مخاتير بعلبك والبلدات والقرى المعنية سلم محافظ بعلبك – الهرمل كتابًا يتناول الاخطاء والأزمة الجديدة في دائرة نفوس قلم بعلبك. ومن المقرر ان يكون يوم الجمعة القادم يوم اعتصام للمخاتير والمواطنين امام سرايا بعلبك حيث دائرة النفوس، يليه اعتصام آخر امام وزارة الداخلية والبلديات في بيروت للتحرّك ومعالجة ما يجري.


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم