الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله" حرس حدود؟

علي حماده
A+ A-

ثمانية اعوام على حرب تموز 2006 التي شنت بحجة اطلاق اسرى لدى اسرائيل وتسببت بمقتل الف وثلاثمئة لبناني لم يسأل اي منهم عن رأيه بشن حرب، واليوم حرب اسرائيلية على غزة وكلام كثير على محور "الممانعة والمقاومة" وعن تنظيم "حزب الله" الذي اعلن ان سلاحه باق حتى تحرير كل تراب فلسطين. والسؤال اين "حزب الله" اليوم مما يحدث في غزة؟


طبعا لا نرمي من سؤالنا هذا الى تشجيع الحزب المذكور على التدخل، بل الى الاضاءة على النفاق السياسي والدعائي الذي صم آذان اللبنانيين والعرب مدى اعوام طويلة حول "الممانعة والمقاومة". ففي ذكرى حرب تموز التي يعرف جميع اللبنانيين انها كانت حربا ايرانية – اسرائيلية بالوكالة، وما هدفت يوما الى استرجاع مزارع شبعا، او تحرير فلسطين، يحق للبناني في ضوء ما حصل بعد تلك الحرب من استدارة كاملة لسلاح "حزب الله" صوب الداخل اللبناني، ان يتساءل عن الاهداف الحقيقية لهذا السلاح الذي احسن وليد جنبلاط ذات يوم عندما اطلق عليه وصف "سلاح الغدر"، وان كان تراجع في ما بعد عن هذا الوصف. فهل تحول "حزب الله" اليوم الى حرس حدود لاسرائيل، يجتهد لايقاف اطلاق صواريخ عليها ردا على عدوانها على غزة؟ وهل تحولت حروب الحزب التي يثقل بها كاهل بيئته الحاضنة عاما بعد عام الى الداخل العربي تارة لحماية نظام بشار الاسد في سوريا، وطورا لمساندة حكم الوصاية الايرانية في العراق عبر نوري المالكي؟
تساؤلات في ضوء تحول منطقة الجنوب اللبناني "واحة" تتجاور مع الشمال الاسرائيلي بسلام يذكرنا بـ"سلام" حافظ الاسد مع اسرائيل اثر اتفاقية فك الاشتباك في الجولان عام 1974 والتي لا تزال سارية المفعول. هل ثمة تفاهم ايراني – اسرائيلي على بناء سلام الامر الواقع على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل؟ وما هو الثمن الذي يقبضه الايرانيون بواسطة ذراعهم في لبنان؟ هل هو تسهيل القبض على بلاد الارز بتحويلها قاعدة متقدمة للمشروع الايراني في المشرق العربي، في وقت تعمل طهران على اثبات حسن سلوكها كقوة اقليمية "مسؤولة" تعرف متى ينبغي احترام قواعد اللعبة الدولية، او التزام تفاهمات غير مكتوبة يمكنها ان تعمر طويلا في اقليمنا؟ الم يدم الاتفاق غير المكتوب بين حافظ الاسد والاميركيين والاسرائيليين حول لبنان ثلاثة عقود؟ الم يقبض الاسد الاب ثمن احترامه تلك التفاهمات في الجولان ولبنان بانتزاعه غطاء دوليا وارتياحا اسرائيليا لبقاء نظامه جاثما فوق صدور السوريين اكثر من اربعين عاما؟
ان اوجه الشبه كثيرة بين سلوكيات الاسد الاب والايرانيين خصوصا في لبنان، حيث لم تطلق رصاصة واحدة منذ 2006 ضد اسرائيل لاسترجاع مزارع شبعا. واستفاد "حزب الله" من الوضع للهجوم على الداخل اللبناني لابتلاعه وتثبيت قدميه فيه، كما ساهمت حراسة الحدود جنوبا في تسهيل توجه "حزب الله" الى سوريا لقتال السوريين على ارضهم. الم يقل احدهم ذات مرة "خسرنا الحرب لكننا انقذنا النظام"؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم