الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

قائد "فيلق القدس" الإيراني في العراق \r\nالبيت الأبيض يستبعد تنسيقاً عسكرياً مع طهران

المصدر: العواصم الاخرى - الوكالات
هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

بينما يواصل تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) تقدمه الميداني في العراق بسيطرته على قضاء تلعفر الاستراتيجي قرب الحدود مع سوريا، تقترب الولايات المتحدة من اتخاذ قرار بتوجيه ضربات جوية الى بعض مواقع التنظيم الاصولي وقد ابدت انفتاحاً على اجراء محادثات مع ايران في شأن العراق مع استبعادها ان يشمل ذلك قيام تنسيق عسكري بين البلدين كما كانت اوحت مواقف لوزير الخارجية الاميركي جون كيري. وفي الوقت عينه وصل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني "الباسدران" الجنرال قاسم سليماني الى العراق للبحث في سبل وقف زحف "داعش". وفي المقابل حملت المملكة العربية السعودية وقطر الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي تبعة الاحداث الجارية وقالتا ان سياسة التهميش والاقصاء التي اتبعتهما هذه الحكومة في حق الطائفة السنية في العراق كانت وراء تفجر الاحداث، ودعت الرياض الى تأليف حكومة وفاق وطني.


ويعتبر الاستيلاء على تلعفر كسباً مهماً لـ"داعش" لوقوعها على الطريق السريع بين الموصل والحدود السورية. وقال رئيس بلدية المدينة عبدالله عبدول ان هذه سقطت قبيل فجر الاثنين. روى احد السكان حيدر عبادي ان المقاتلين دخلوا المدينة في سيارات "بيك - آب" مزودة رشاشات ثقيلة وانهم كانوا يجوبون الشوارع حاملين الرايات السود لـ"داعش".
وتحدث الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا عن "مقتل 315 إرهابيا في محافظات الأنبار وديالي وصلاح الدين". وقال "إن القوات الأمنية تمكنت ضمن قاطع عمليات الأنبار من قتل 200 إرهابي وتدمير كل عجلاتهم في منطقة الصقلاوية، بالإضافة إلى مقتل 62 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابي في مناطق متفرقة ضمن قاطع المسؤولية".
وقال نائب الرئيس العراقي الهارب طارق الهاشمي إن العنف في العراق جزء من انتفاضة أوسع نطاقا للعرب السنة في البلاد وليست مجرد حملة يشنها متشددو "داعش".
ونددت المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي بعمليات الاعدام الوحشية لمئات من الجنود العراقيين غير المقاتلين ومن المدنيين في بيان صدر في جنيف.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي بان "تبني الدولة الاسلامية في العراق والشام مجزرة ارتكبتها كما تقول في حق 1700 عراقي شيعي من طلبة كلية القوة الجوية في تكريت هو امر مروع وتجسيد حقيقي لمدى تعطش هؤلاء الارهابيين الى الدماء". ص11


تناقض أميركي
ومع تعزيز الحشود العسكرية الاميركية في منطقة الخليج تحضيرا لاحتمال تدخل في العراق، برز بعض التناقضات في التصريحات العلنية للمسؤولين الاميركيين عن تعاون عسكري محتمل مع ايران لردع "داعش". وفي هذا السياق قال مسؤول اميركي رفيع المستوى ان هناك احتمالاً ان يناقش نائب وزير الخارجية بيل بيرنز التعاون مع ايران في العراق على هامش المحادثات بين الولايات المتحدة وايران الاربعاء في فيينا في شأن البرنامج النووي الايراني. وفي حال حصول مثل هذا التعاون الامني فانه سيكون الاول من نوعه منذ الغزو الاميركي لافغانستان حين التقت مصالح البلدين في مواجهة حركة "طالبان".
وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بان الولايات المتحدة منفتحة على امكان التعاون العسكري مع ايران "اذا كان هناك أمر بناء يمكن ان تقدمه ايران ويحترم حرمة اراضي العراق وسيادته". وشدد على ان العراق يواجه "خطرا وجوديا" متمثلا بتنظيم "الدولة الاسلامية". واضاف في مقابلة مع شبكة "ياهو": "دعونا نر ما الذي يمكن ان تقوم به ايران قبل ان نصدر أي تصريحات... لا استبعد أي شيء يمكن ان يكون بناء ويوفر الاستقرار الحقيقي ...نحن منفتحون على أي عملية بناءة يمكن ان تخفف العنف وتحفظ العراق موحدا وتلغي وجود أي طرف ارهابي خارجي يفكك البلاد". واشار الى ان الرئيس باراك اوباما يقوم "بمراجعة مفصلة لجميع الخيارات المتوافرة لديه"، بما في ذلك استخدام الطائرات من دون طيار، مشددا في الوقت عينه على ان حكومته ملتزمة وحدة العراق.
لكن الناطق باسم البيت الابيض جوش إرنست قال لصحافيين يرافقون اوباما على متن طائرة الرئاسة الأميركية إن "أياً من هذه الحوارات التي قد تجرى (مع ايران) على الهامش منفصل تماما عن المحادثات في شأن برنامج إيران النووي... أي محادثات مع النظام الإيراني لن تتضمن تنسيقا عسكريا... لسنا مهتمين بأي جهد لتنسيق نشاطات عسكرية مع إيران".
وأعلن أن أوباما سيعرض اقتراحات فريق الأمن القومي التابع له في شأن طريقة التعامل مع الأزمة في العراق بما في ذلك التحركات المحتملة عندما يعود إلى واشنطن في وقت لاحق الاثنين (امس). وقال: "سيطلع الرئيس على أحدث التطورات في شأن الجهود الجارية". وأضاف أن "هدف الرئيس هو الحصول على أحدث المعلومات عن تفكير أعضاء فريقه إذ أنهم كانوا يعملون خلال عطلة نهاية الأسبوع لاعداد بعض الخيارات". واكد ان "أي خيارات عسكرية في العراق لن تشمل التزاما عسكريا مفتوحا ولن تشمل نشر قوات برية". ولفت الى ان "أي قرارات في شأن مستقبل العراق يجب ان تتخذها قيادة عراقية تمثل التنوع السكاني في العراق وليس اطراف أجانب".
وقالت بساكي: "نطلب من ايران معالجة المشاكل باسلوب غير طائفي"، اي على نحو لا يؤجج التوتر بين الشيعة والسنة في العراق، مكررة ان الحكومة الاميركية "منفتحة على مشاورات مع ايران في شأن الوضع في العراق".
وانتقد السناتور الجمهوري جون ماكين احتمال التعاون العسكري مع ايران واعتبر ذلك قمة التهور، قائلاً ان مصالح واشنطن وطهران وأهدافهما متناقضة في العراق، وأي تعاون كهذا سيزيد الوضع اكثر في العراق تعقيداً.


سليماني في العراق
وفي بغداد، كشف مسؤولون امنيون عراقيون ان الجنرال سليماني موجود في العراق وأن بغداد أخطرت الولايات المتحدة سلفاً بزيارته. وقالوا ان الطائرات الاميركية نفذت في الايام الاخيرة مهمات استكشافية فوق العراق لجمع معلومات استخبارية عن مواقع "داعش". وأوضحوا ان سليماني يعاين الدفاعات العراقية وينظر في خطط مع القادة العراقيين الكبار ومع الميليشيات الشيعية، وقد انشأ غرفة لتنسيق العمليات بين الميليشيات الشيعية. كما زار مدينتي النجف وكربلاء جنوب بغداد ومناطق غرب العاصمة حيث واجهت القوات الحكومية مقاتلي "داعش". وسبق للتنظيم الاصولي ان هدد بدخول بغداد، النجف وكربلاء.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم