ترامب يراهن على وباء كورونا لكسب معركة الرئاسة

مطلع التسعينات، دُعي الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف لزيارة سياحية في الولايات المتحدة. وكان ذلك عقب انهيار المنظومة الاشتراكية التي ساهم هو في تفكيكها.وحرصت إدارة البيت الأبيض على انتقاء شخصية اميركية تمثل نموذج النجاح لدى النظام الرأسمالي. والغرض من وراء ذلك كان إجراء مقارنة لدى الضيف الكبير بين النظام الرأسمالي والنظام الشيوعي الذي خسر الرهان على البقاء والاستمرار .الشخصية التي تم انتقاؤها لم تكن سوى دونالد ترامب، الذي صُنّف في حينه أغنى رجل أعمال يصلح لأن يكون نموذجاً ناجحاً داخل النظام الرأسمالي. من دون أن يبلغ قسم التشريفات، قام الرئيس الروسي غورباتشيف بشطب إسم دونالد ترامب من برنامجه. وكان من الطبيعي أن تخضع هذه الملاحظة لسلسلة تأويلات واجتهادات، الأمر الذي أدى الى تعاظم حجم الإشاعات والتكهنات .بعد فترة من الزمن تبيّن أن غورباتشيف صاغ قراره اعتماداً على حديث صحافي أجراه ترامب مع صحيفة نيويوركية. وفيه يعترف أنه وقّع عقداً مع أحد المتعهدين بعدما استغل ذهابه الى المغسلة ليضيف فوق نصّ العقد بنداً مربحاً له، من دون إبلاغ الشخص الآخر . ولما وصلت المخالفة الى المحكمة، دافع ترامب عن نفسه بالقول إن مسؤولية التضليل تقع على عاتق المتعهد لأنه لم يراجع نصّ العقد قبل انصرافه!والثابت أن الرئيس غورباتشيف إطلع على تفاصيل هذه الحادثة قبل الزيارة، الأمر الذي حثّه على رفض الاجتماع مع نموذج كريه لشخص جنى ثروته بواسطة الأساليب الملتوية!صحيح أن روسيا في حينه كانت تنتقل من مرحلة الديكتاتوريات الظالمة الى مرحلة الفوضى ونهب مؤسسات الدولة… ولكن الصحيح أيضاً أن هذا التحول لم يُفقد الناس القدرة على الاحتفاظ بالمعايير الأخلاقية الثابتة .مطلع شهر آب (اغسطس) الماضي، أعلنت سبع شخصيات سياسية اميركية انسحابها من الحزب الجمهوري والتزامها انتخاب المرشح الديموقراطي جو بايدن. وقد باشر تشكيل هذا التجمع المعارض الكولونيل ألكسندر فاندام الذي طرده قبل فترة الرئيس ترامب من مجلس الأمن القومي. ولكي يوسع دائرة حلفائه، قام فاندام...