الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

بالصور- المشهد من مرج بسري هادئ رغم تأهّب المعتصمين... إصرار على النصر وإسقاط "صفقة السدّ"

المصدر: النهار
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بالصور- المشهد من مرج بسري هادئ رغم تأهّب المعتصمين... إصرار على النصر وإسقاط "صفقة السدّ"
بالصور- المشهد من مرج بسري هادئ رغم تأهّب المعتصمين... إصرار على النصر وإسقاط "صفقة السدّ"
A+ A-

لا يزال الناشطون المعترضون على بناء سدّ #بسري ثابتين في مواجهتهم. فبعد أن نصبوا خيمهم قبل أيام للتأكيد على أنّ بناء السد لن يمر إلّا على جثثهم، أكدوا لـ"النهار" أنّ الأمر بالنسبة لهم معركة لن ينسحبوا منها وسيكون النصر حيلفهم. وبعد أن سكتوا طويلاً، قرّروا منذ 17 تشرين الوقوف في وجه كل السلطة الفاسدة التي لا تزال تمعن في سرقة البلد وتدمير شعبه وبيئته.

الخلاف على مشروع سد بسري ليس جديداً، حيث سبق أن أُنجزت المرحلة الأولى من تنفيذه قبل توقّف كافة الأعمال المتعلقة باستكماله إثر  الاحتجاجات التي نظّمتها جمعيات وهيئات بيئية ووطنية والثورة الشعبية في 17 تشرين، والتي تمكنت في النهاية من الدخول إلى مرج بسري ونصب الخيم وإجبار المتعهّد على وقف الأعمال وسحب آلياته.

المعركة قائمة بين من يقف خلف صفقة السد والمعارضين لتدمير البيئة، وبين السياسيين، لاسيما "التيار الوطني الحر". وزاد من حدة الصراع خوف المؤيدين من خسارة قرض البنك الدولي الذي تنتهي المهلة المحددة له اليوم فيما لو لم تباشر وزارة الطاقة بالعمل به، ما دفع وزير الطاقة والمياه ريمون غجر إلى إعلان استئناف الأعمال، من خلال إعادة آليات المتعهد داني خوري للعمل، وعلى الرغم من التوقعات بوقوع مواجهة بين الثوار والقوى الأمنية اليوم إلّا أنّ الأمور كانت هادئة.

مشهد هادئ خلفه هدف سامٍ

الوصول إلى مكان اعتصام الثوار في مرج بسري ليس بالسهل، فهو يحتاج إلى قطع مسافة نحو ربع ساعة سيراً على الأقدام، وإن كان هناك طريق فرعية يمكن أن يصل خلالها قاصدو المكان بسياراتهم. تحت الأشجار التي تعانق السماء، جلس عدد من الشبان والشابات أمام خيمهم، بين تبادل أطراف الحديث وإطلاق الأناشيد الثورية وتدخين النرجيلة ولعب الورق، حاولوا تمرير الوقت. المشهد أقرب إلى نزهة يوم الأحد في الطيبعة، إلّا أنّ خلفه هدفاً كبيراً وهو الحفاظ على ما تبقى من لبنان الجميل.

قرب إسقاط الصفقة

من الشمال، كسروان، المتن، بيروت، البقاع والجنوب وكل المناطق، قدم الثوار. ووفق ما قاله الناشط رولان نصور: "نحن على قاب قوسين من اسقاط صفقة سد بسري بشكل نهائي، التواجد الكبير للمعتصمين في المرج منع ادخال أيّ معدات للمتعهد، صحيح أنّه في الأيام الماضية كان هناك توترات ومحاولة من القوى الأمنية للقمع والضغط على المعتصمين، إنّما اليوم كان الجو هادئاً، إذ بدأت تظهر ملامح نتيجة هذا النضال الذي استمر لسنوات، حيث لم يعد هناك إمكان لتمرير هذه الصفقة، وكما علمنا أنّ رئيس الحكومة حاول طلب تمديد المهل، وأنّه من المستبعد أن يوافق البنك الدولي، وهذا رهن الساعات المقبلة، لكن يمكنني التأكيد أنّ الأجواء إيجابية ونحن قريباً عندما نتأكد من السقوط الرسمي للسد سنعلن الانتصار وسندعو الناس للاحتفال".

سخط وتأهب

رافعاً العلم اللبناني وقضية وطن، أكد جمال علماوي أنّ "عدد المعتصمين زاد منذ الأمس كون المهلة التي أعطاها البنك الدولي تنتهي اليوم، وقد وصلنا أنّ رئيس الحكومة يطلب تمديدها لثلاثة اشهر، ونحن نؤكد بقاءنا لحين التراجع عن الصفقة الفاسدة التي تنهب ثروات البلد، فهذه ليست فقط طبيعة بل جنة على الأرض وكنز وإرث طبيعي لا يجب أن نسمح لهم أن يدمروه".

وأضاف: "المرج مشهور بزراعة الفريز والفاصولياء وهو ثاني أهم ممر للطيور المهاجرة، كل ذلك سنخسره، أي عوامل كاملة لحماية الانسان من كل الأمراض، في حين يحارب السياسيون الشعب ويبحثون عن أمراض خطيرة لقتله". وعن خبر التوترات الذي تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال: "أوحوا لنا بذلك، إلّا أنّ الأخبار المتداولة ليست صحيحة. الجيش يواكبنا ونحن نتوقع كل شيء، إلّا أنّ أهالي الضيع المجاورة متأهّبون لأيّ نداء طارئ للحضور بالمئات وليس بالعشرات لمساندتنا".

أمل بقيامة لبنان

الملفت كان الحضور الكبير لشبّان لا بل عائلات من الشمال، حيث أكدوا أنّ مرج بسري جزء من لبنان، وهم ثوار من أجل كل الوطن، لذلك لن يتوانوا عن نصرة أخوانهم حين يتطلب الأمر.

منير ملاعب، رجل كبير في السن، قدم من بيصور لدعم المعتصمين، قال إنّ "الشباب هم أملنا لقيامة لبنان، ومشروع سد بسري غير مجدٍ باعتراف الخبراء البيئيين، وسيكلف الدولة مبالغ طائلة في وقت تشحذ الحكومة المال من البنك الدولي، مشروع سيكلف 620 مليون دولار في حين قطعت الدولة اللحم عن الجيش"، مضيفاً: "هي دولة فاسدة، الفساد مستشر منذ سنوات، الطبقة السياسية تتاجر بكل شيء، أموالنا نهبت من قبل حيتان المال، لا أمل من السياسيين، فلا إصلاح ماداموا في مراكزهم، وأنا أؤكد أنّ الثورة ستنتصر في النهاية".

وقفة مع الوطن

من حاصبيا مرجعيون قدم رجائي الذي قال: "قبل أسبوع أتيت ليومين، واليوم قررت المشاركة، لا يمكننا البقاء مدة طويلة كون لا يوجد حمامات للاغتسال لذلك نسلّم المهمة لبعضنا البعض"، شارحاً: "أنا هنا لحماية الطبيعة وهذه البقعة العزيزة على لبنان وقلب اللبنانيين من فساد السلطة وإهمالها، هذا المشروع التنفعي سنقف في وجهه وأيّا يكن سنستمر، نفسنا طويل وسنحمي الطبيعة والآثار، أبناء المنطقة يرفضون المشروع بعيدا عن التجاذبات السياسية والتصريحات والتصريحات المضادة، نحن نقف مع وطننا ومنذ 17 تشرين الثورة لن تتراجع بأي مجال من المجالات". في حين قال أحد أبناء بيروت الذي أخذ إجازة من عمله للمشاركة مع زملائه الثوار  إنّ  "نحن بالمرصاد للمشروع الذي أثبتت التحاليل العلمية عدم جدواه".

كما أكد أحد المعتصمين أنّ "هناك حلقة اتصالات بين ناشطين وجهات من البنك الدولي متابعة لقضية السد، حيث وضع الناشطون الجهات الدولية بالتهديدات التي يتعرضون لها باقتحام المخيم، وسمعوا رفضا من البنك الدولي لذلك والنية بابلاغ الدولة اللبنانية لعدم الإقدام على هكذا خطوة".

تبقى الساعات المقبلة حاسمة في قضية السد، والجميع يترقب ما سيصدر عن البنك الدولي ومن سينتصر في النهاية.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم