واشنطن قلقة من "السلوك المتهوّر" لـ"حزب الله" وتخشى تصعيداً أكبر

فور تفجّر الاشتباكات بين "حزب الله" وإسرائيل الأحد، أجرى المسؤولون الأميركيون اتصالات مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية ومع حكومات إقليمية وأوروبية أكدوا خلالها، "حق إسرائيل الواضح في الدفاع عن نفسها، وان نشاطات "حزب الله" تشكّل تهديداً لأمن لبنان واستقراره"، كما أفادت مصادر مسؤولة تحدثت إلى "النهار". ومع أن المصادر لاحظت ان "حزب الله" واسرائيل يرغبان في احتواء الوضع وتفادي الصعيد أكثر، "وهذا أمر نؤيده"، الا انها أبدت قلقها من انه "اذا استمر هذا السلوك المتهور لحزب الله، الذي تسبب بالاحداث الاخيرة، فإن الوضع سوف يتدهور أكثر".ثمّة تسليم في الاوساط السياسية بواشنطن بانه اذا لم يحصل تغيير جذري في مواقف كل من "حزب الله" واسرائيل، وهذا أمر مستبعد، فإن الحرب الذي يحضر لها كل طرف منذ المواجهة الطويلة الأخيرة بينهما عام 2006 سوف تكون حتمية. وعندما يتهم المسؤولون الاميركيون "حزب الله" بانه يشكل تهديداً لأمن لبنان واستقراره، فهذا ما يقصدونه.هذا الموقف الأميركي ينسجم مع تعهدات لإدارة الرئيس دونالد ترامب أن توفّر الغطاء السياسي والديبلوماسي (في الأمم المتحدة) لاي اجراء عسكري تتخذه اسرائيل ضد القوات الايرانية وحلفائها في سوريا ولبنان بما فيهم "حزب الله". هذه الرسالة الاميركية أوصلها الاحد على نحو مباشر ولا لبس فيه وزير الخارجية مايك بومبيو خلال المكالمة الهاتفية التي اجراها معه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.هذا التأييد الأميركي لموقف إسرائيل يلي تطورات عسكرية وسياسية سوف تزيد الضغوط الاسرائيلية والاميركية على لبنان ويمكن ان تساهم في زيادة عزلته اقليمياً واوروبياً، منها التصعيد الاسرائيلي العسكري ضد ايران والتنظيمات العسكرية المتحالفة مع طهران أو التي تعمل لحسابها في سوريا...