الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

كيف كان يتمّ التنبّؤ بالمستقبل عن طريق استخراج الأحشاء؟

جاد محيدلي
كيف كان يتمّ التنبّؤ بالمستقبل عن طريق استخراج الأحشاء؟
كيف كان يتمّ التنبّؤ بالمستقبل عن طريق استخراج الأحشاء؟
A+ A-

"الطالع" هي مسألة الإيمان بإمكانية التنبؤ بالمستقبل، وقراءة علامات حلول الأحداث، وقد اعتقد الناس في العصور القديمة بأن الطوالع هي رسائل مقدسة من الآلهة. تتنوع دراسة الطوالع بين حالات طبيعية مثل الخسوف والكسوف، والأنواء الطبيعية، والولادات الشاذة للحيوانات والبشـر، أو التـضحية بالحيوانات من قبل مختصين، أو العرّافين الذين استخدموا أساليب عدة، مدّعين أنهم يخاطبون الآلهة أو الملائكة والجن من أجل معرفة المستقبل. استخدمت عدة طرق في الماضي لمعرفة المستقبل إلا أن أغربها يعتبر  عبر استخدام الأحشاء.

وبحسب موقع Mentalfloss، ظهرت هذه الطريقة المقززة في بلاد ما بين النهرين، ثم بدأت بالانتشار حتى امتدّت إلى اليونان ولتنتشر لاحقاً أكثر وأكثر. وتقوم هذه الطريقة على التضحيّة بحيوانٍ معين في طقوس محددة، ثم يتم استخراج أحشاء هذا الحيوان، وبالأخص كبده، ليتم فحصها بحثاً عن الإشارات. واعتُبر هذا الأسلوب من أهمّ الطرق التنجيميّة، حتى إنها كانت لفترة أهم من طريقة الأوراكل، أي شخصٌ أو مجموعة أشخاص يعملون كوسيط روحيّ مباشر بين الآلهة والبشر وكمصدر موثوق للتكهنات.

طريقة استخراج الأحشاء ذُكرت في العديد من الكتب والمراجع التاريخية والمرتبطة بالشعوذة والتنبؤ بالمستقبل، كما تحدث عنها الكاتب الروماني الكبير ماركوس توليوس سيسرو في كتابه De Divinatione أي "حول العرافة"، قائلاً إن غالبيّة المتكهنين تقريباً استخدموا طريقة الأحشاء في عملهم. وأُطلق على هذه الممارسات الدموية والمقززة عدد من الأسماء، مثل (extispicy) حيث تترجم (exta) إلى أحشاء، ودعي المتكهن الذي يستخدمها باسم (extispices)، كما دعيت أيضاً باسم (haruspicy) ومستخدمها بـ(haruspices). وبحسب ما كان يعتقد، فإذا كان كبد الحيوان سليماً فهذا يشير إلى معلومات إيجابية، لكن إن نقص جزء من الكبد فإن الحظ السيّئ سيكون من نصيب الشخص. وبالإضافة إلى الكبد، اعتُبرت العيوب في قلب الحيوان أيضاً من الإشارات السيئة، وكذلك، إن احتوى جسم الحيوان على الكثير من الدماء.

يشار إلى أنه عُثر على مجسّم برونزي بالحجم الحقيقي لكبد خروف، ويرجح أنه استخدم لأغراض تعليميّة، فقد دوّن على كل ربع منه اسماء العديد من الآلهة، وهو يشبه إلى حد كبير النسخة الداخلية للرؤوس والتي استخدمت قديماً في دراسة الدماغ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم