لبنان الدولة كقضية خاسرة!

على رغم التقويم السياسي الواسع الذي يضع عرقلة اجتماع الحكومة بشروط يرفعها في الواجهة النائب طلال أرسلان مطالبا بإحالة ملف قبرشمون على المجلس العدلي، وتاليا باسباب محلية صرفة تحت وطأة صراع النفوذ والطموحات الرئاسية، فإن موقف "حزب الله" الداعم لأرسلان هو لبّ المسألة، وليس أي مسألة أخرى. والامر ليس تقليلا من النائب أرسلان، لكن ليس هو من يمكنه عرقلة اجتماع مجلس الوزراء وتعطيله، فيما موقف الحزب يترك انعكاساته بقوة على موقع رئاسة الجمهورية وينزع منها العصب في مرحلة حساسة بالنسبة اليه، لكن موقفه لا ينفصل وفق معطيات أمكن تجميعها من مصادر عدة عن التوتر الذي تعيشه إيران في هذه المرحلة والكباش الذي تسعى الى الموازنة فيه مع الولايات المتحدة، بحيث لا تقدم هدية الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، سواء في الذهاب الى المفاوضات او في عدم الذهاب اليها. فأميركا تعيش على خلفية الدعاية التي ينشرها الرئيس الاميركي عن تقليم أظفار ايران والضيق الاقتصادي الذي تعيشه، بحيث قد يكفي ذلك لدعمه لولاية ثانية للرئاسة الاميركية متى رفضت ايران ان تعطيه ورقة المفاوضات. والحزب ليس بعيدا من التوتر الايراني المتزايد، كما انه ليس بعيدا من واقع تزايد المواقف الدولية الصارمة ازاءه، سواء عبر الامساك بعناصر او منتمين اليه ومحاكمتهم، او...