30-08-2022 | 09:06

مع العودة إلى المدرسة... كيف أساعد طفلي على تخطي قلق الانفصال؟

مع العودة إلى المدرسة، تبدو حالة التوتر التي يمكن أن ترافق الأطفال بعد العطلة الصيفية، وحتى الأهل أيضاً، مسألة طبيعية.
مع العودة إلى المدرسة... كيف أساعد طفلي على تخطي قلق الانفصال؟
Smaller Bigger

مع العودة إلى المدرسة، تبدو حالة التوتر التي يمكن أن ترافق الأطفال بعد العطلة الصيفية، وحتى الأهل أيضاً، مسألة طبيعية. إنما بالنسبة الى الأطفال الصغار، لا تقتصر المشكلة على التوتر العادي الذي يمكن أن يعانيه أي طفل في الأيام الأولى من العودة إلى مقاعد الدراسة. فاضطراب قلق الانفصال قد يشكل عائقاً هنا ويزيد من صعوبة هذا الانفصال عن الأهل بحسب الاختصاصية في المعالجة النفسية  رنا عوكر. فكيف تساعدين طفلك على تخطي هذه الحالة مع عودته إلى المدرسة ومتى يمكن أن تخرج الأمور عن الإطار الطبيعي في حالة قلق الإنفصال؟

ما هو اضطراب قلق الانفصال؟
اضطراب قلق الانفصال هو حالة ترافق الطفل في مرحلة النمو ويمر بها عندما ينفصل عن أهله أو عن الشخص الذي يعتني به. بحسب عوكر، يعتبر هذا الشعور طبيعياً بين عمر الـ8 أشهر والسنتين حيث يصبح الطفل قادراً على التمييز بين أهله والأشخاص الذين يحيطون به عادةً ويتعرف إليهم وباقي الأشخاص الذين يبدون غرباء بالنسبة إليه. إلا أن حالة قلق الانفصال تظهر بشكل أكثر حدة مع دخول الطفل إلى المدرسة وقد تمتد طوال السنوات الأولى من الدراسة نتيجة الانفصال عن الأهل.

 

ما هي أسباب اضطراب قلق الإنفصال؟
إذا كانت حالة قلق الانفصال طبيعية، تشير عوكر في الوقت نفسه إلى أن لها أسبابها، خصوصاً عندما تتخطى الحدود الطبيعية:

- العامل الوراثي فإذا كان الأهل يعانون قلقاً يعتبر الطفل أكثر عرضة لمواجهة اضطراب قلق الانفصال.

- الحماية الزائدة والإحاطة المبالغ فيها للطفل ما يفقده الاستقلالية والقدرة على الاعتماد على الذات.

- التعرض لصدمة كالتحرش والإهمال والعنف المنزلي.

- تمتع الطفل بشخصية خجولة.

- عدم وجود روابط متينة بين الأهل أو علاقات إجتماعية للأهل.

- عدم وجود تواصل بمعدلات كافية بين الطفل وأهله.

- مواجهة الطفل ظروفاً مستجدة في حياته كولادة شقيق له أو الانتقال إلى منزل جديد أو محيط جديد أو مدرسة جديدة أو طلاق الأهل أو وفاة فرد من العائلة.

- غياب الأهل المطوّب أو المستمر غير المبرر

 

 

 



ما هي الأعراض المرافقة لحالة قلق الانفصال؟

من أبرز الأعراض التي يمكن أن تظهر لدى الأطفال في المرحلة التي يعانون فيها اضطراب قلق الانفصال:

- البكاء

- التمسّك بالأهل ورفض الإبتعاد عنهم أو الانفصال عنهم

- ردود فعل عنيفة او نوبات غضب

- رفض التأقلم في المدرسة بعد مغادرة الأهل ورفض المشاركة والانعزال في الصف

- الكوابيس الليلية

- ظهور أعراض جسدية أحياناً كارتفاع الحرارة وأوجاع البطن والغثيان والتقيؤ

- الشعور بالخوف والقلق والضغط النفسي والأفكار السلبية.

متى تخرج حالة قلق الانفصال عن الحد الطبيعي بما يستدعي اللجوء إلى اختصاصي؟

على الرغم من أن قلق الانفصال حالة طبيعية يمكن أن ترافق الطفل في مرحلة معينة لدى الانفصال عن الأهل، يمكن أن تخرج عن الحد الطبيعي في حالات معينة، بحسب عوكر، فتشير إلى أعراض معينة وعلامات يمكن أن تستدعي اللجوء إلى اختصاصي في علم النفس لمساعدة الطفل على تخطي هذه الحالة لاعتبارها تشكل عائقاً في حياته:

- استمرار الأعراض الناتجة من قلق الإنفصال مع العودة إلى المدرسة لأكثر من أسبوعين بحيث لا يشعر الطفل بتحسن مع مرور الوقت

- ظهور متكرر لأعراض جسدية يومياً مع العودة إلى المدرسة

- استمرار حالة القلق لما بعد سن 7 سنوات لدى الذهاب إلى المدرسة

- الرفض التام للذهاب إلى المدرسة.

في مثل هذه الحالات، لا بد من اللجوء إلى اختصاصي في علم النفس لمساعدة الطفل بالتنسيق مع الأهل والمدرسة. هذا، وقد تكون هناك حاجة إلى اللجوء إلى طبيب نفسي أحياناً إذا كانت هناك حاجة إلى علاج بالأدوية.

 
 
 
كيف يساعد الأهل الطفل الذي يعاني قلق الانفصال؟
 

 

- التعاطي مع قلق الانفصال على أنه شعور طبيعي وفي الوقت نفسه التعرّف إلى علاماته الطبيعية وتلك التي تتخطى الحد الطبيعي

- التعاطف مع الطفل وتفهم مشاعره وأحاسيسه هذه من دون الاستهزاء بها من قبل أي فرد كان

- معرفة الحاجات النفسية الأساسية للطفل كالشعور بالأمان والحب والسلام والتفهّم

- تحضير الطفل نفسياً مسبقاً قبل ذهابه إلى المدرسة عبر التحدث عن ميزات المدرسة والمجال الذي تفسحه له بتكوين صداقات والتعلّم والتعرّف إلى معلماته وما سيتمكن من القيام به من أنشطة ممتعة

- إفساح المجال للطفل للتعبير عن مشاعره بحرية

- اعتماد روتين يومي ليشعر الطفل بالاستقرار والأمان كالنوم والنهوض صباحاً والأكل وممارسة الأنشطة

- التواصل باستمرار مع الطفل والاستماع إليه جيداً

- عند خروج الأهل يجب إبلاغه بذلك ويجب عدم الخروج أبداً من دون تبليغه أو إخباره بذلك أو أثناء نومه. كما أن التعامل معه بصدق والالتزام بالوعود مسألة أساسية ليشعر بالأمان عند الانفصال عنه أو عند الخروج. أما بالنسبة إلى الأطفال الصغار فيمكن تحديد أوقات العودة لهم عبر ربطها بشيء حسّي، أي بعد موعد الأكل مثلاً

- عقد اتفاق معين مع الطفل عبر وضع روتين معين عند الانفصال يقضي بالوداع والقبلة والتحية بطريقة ممتعة قبل المغادرة من دون إطالة فترة الوداع حتى لا يتأثر بها سلباً من الناحية النفسية

- زيادة العلاقات الإجتماعية للأهل بما انهم يشكلون مثالاً لهم. فمع ازدياد علاقاتهم الاجتماعية، من الطبيعي أن يقيم المزيد من العلاقات

- تنظيم فترات يمكن أن يلعب فيها أو يقوم بها بأنشطة بغياب الأهل على أن تتم إطالة هذه الفترات تدريجاً حتى يعتاد أكثر على الغياب

- مرافقة الأهل للطفل في الأيام الأولى مع العودة إلى المدرسة وتمضية بعض الأوقات معه لمساعدته على التاٌلم في المدرسة

- يجب ألا يتراجع الأهل عندما يبكي الطفل أو يظهر حزناً بسبب الانفصال عنهم لأن الثبات يزيده قوة وثقة بالنفس

- قراءة قصص قبل النوم تحكي عن قلق الانفصال وكيفية تخطيه من قبل بطل القصة

- حفظ الطفل غرضاً معيناً له قيمة عاطفية معينة له يأخذه معه من المنزل إلى المدرسة ليشعر بالأمان. فيؤمن له ذلك نقلة آمنة من المنزل إلى المدرسة

- مكافأة الطفل في كل مرة يجتاز فيها مرحلة معينة والتذكير بها باستمرار وبهذا الإنجاز الذي حققه على الرغم من الصعوبات.

 

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."
النهار تتحقق 11/3/2025 10:29:00 AM
تظهر المشاهد الرئيس عون في قاعة كبيرة، وسط أشخاص. وفي المزاعم، "كان يزور "معرض أرضي" في الضاحية". هل هذا صحيح؟ 
وُلدت دواجي في هيوستن بولاية تكساس لأسرة سورية، وقضت طفولتها بين الخليج والولايات المتحدة بعد انتقال عائلتها إلى دبي وهي في التاسعة من عمرها.