تقوم تقنية الميكرونيدلينغ (Microneedling) على غرز إبر صغيرة في البشرة، يتم التحكم بقوتها. ويتمثل الهدف من استخدامها إحداث جروح صغيرة في الجلد لعامل أساسي: إدخال الكولاجين إليها. ورغم تنوع أغراضها بين العلاجي والجمالي، لجأ العديد من الأفراد إليها للحصول على بشرة شابة ومشرقة. لكنّ، كيف تعمل هذه التقنية؟ وهل تعالج كل المشاكل الجلدية؟ وأيهما أفضل هذه التقنية أم حبوب الكولاجين؟
كيف اكتسبت تقنية الميكرونيدلينغ شهرتها؟
في منتصف التسعينات، ظهرت تقنية الميكرونيدلينغ أو ما يعرف بـ" وخز الإبر الدقيقة"، إلا أنّ شهرتها اكتسبتها خلال الأعوام الماضية، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما إنستغرام ويوتيوب. تتعدد أغراض استخدامها من ناحية صحية أو جمالية.
كيف تستخدم هذه التقنية؟
شرحت اختصاصية الأمراض الجلدية، مايا الهبر، كيفية استخدام هذه التقنية، إذ تقوم بغرز هذه الإبر الصغيرة داخل بشرة الوجه، ما يؤدي إلى الشعور بوخز الدبوس الذي يدخل في أعماق الجلد، ومن ثمّ يتم وضع مواد تعزز من تجديد خلايا البشرة. ولكنّ، درجة قطر الإبر، يختلف وفق الغرض منه. إذا كان لناحية جمالية، يكون قطرها 1 ملم، أما لناحية علاجية، تكون 2 ملم.
ويكون الهدف الأساسي لاستخدام هذه التقنية هو تعزيز مادة الكولاجين في الجلد، وتجديد شباب البشرة ومعالجة عيوها. ويمكن البدء باستخدامها منذ سن العشرين عاماً.
وفي ما يتعلق بالجلسات، يجب أنّ يخضع الفرد إلى جلستين أو ثلاثة ومن ثمّ إعادتها كل 6 أشهر. أما في حالات وجود مشاكل جلدية، يحدد الطبيب المختص عدد الجلسات اللازمة.
ماذا يحصل بعد اللجوء إليها؟
بعد الخضوع لتقنية الميكرونيدلينغ، تصبح البشرة ممتلئة ووردية وأكثر إشراقاً وشباباً خلال الأسابيع التالية. لكنّ، وفق ما ذكرت الهبر، قد تسبب بعض الاحمرار أو التورم أو تقشر البشرة، غير أنها تزول بشكل تدريجي، ولا تشكل أي مضاعفات جانبية.
ووفقاً للدراسات العلمية، تبينّ أنّ القيام بهذه التقنية بجلسات متباعدة، تحت إشراف مختصين، تساعد في زيادة مادتي الكولاجين والإيلاستين في الجلد بنسبة أكثر من مئة في المئة، بعد ستة أشهر من اكتمال العلاج فيها.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشكلة حبّ الشباب، يجب معالجتها قبل اللجوء إلى هذه التقنية، هذا الأمر يحدده طبيب الجلد، لا سيما إذا كانت الحبوب ملتهبة. كذلك، إنّ الأفراد الذين يعانون أيضاً من مشكلة تحسس البشرة، عليهم استشارة طبيبهم.
ماذا عن أهمّ فوائدها؟
ذكرت الاختصاصية في الأمراض الجلدية مجموعة من الفوائد الناتجة من تقنية الميكرونيدلينغ، أهمّها:
- علاج الندبات الناتجة من حب الشباب.
- إزالة الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
- تقليض مسامات البشرة الواسعة.
- محاربة علامات الشيخوخة.
- شدّ البشرة.
وذلك يعود إلى عامل إدخال الكولاجين من جديد إلى البشرة.
ومن الجدير ذكره أنّ التصبغات تعالج بشكل أساسي عبر استخدام دواء لتبيضها أو تفتيحها، يصفه الطبيب المختص.

وبناءً على ما تقدّم من معلومات، يلجأ العديد من الأفراد إلى تناول حبوب الكولاجين كوسيلة للحصول على بشرة نضرة وشابة، من خلال زيادة إنتاج الكولاجين في البشرة. في هذا السياق، أوضحت الهبر التالي أنّ الجلد يخسر 1 في المئة من الكولاجين كل عام، وهذه الحبوب لا تؤمن توزيع هذه المادة على كل البشرة، وذلك لأنّ هذه الحبوب تفيد الجسم ككل كالمفاصل وغيرها، ويصل منها القليل جداً إلى الوجه. وبالتالي، لا تحفز إنتاج الكولاجين الجديد بالكميات المطلوبة على غرار تقتينة مايكرونيدلينغ.
وحول استخدام هذه التقنية في المنزل، ينصح دائماً بمراجعة الطبيب المختص من أجل معرفة الوضع الصحي لبشرتك، وتحديد الوسيلة الأفضل لك. بخاصة أنّها تترافق مع إدخال مواد منشطة ومحاربة للشيخوخة في البشرة، بعد إحداث الوخز فيها.
نبض