الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"اللاجئ أبو عائشة التونسي يذبح الأب روبيرتو مالجيزيني" الإيطالي؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
صورة الاب مالجيزيني (الى اليمين)، والمنشور الخاطئ المتناقل عن خبر مقتله (الى اليسار، فيسبوك).
صورة الاب مالجيزيني (الى اليمين)، والمنشور الخاطئ المتناقل عن خبر مقتله (الى اليسار، فيسبوك).
A+ A-
في المزاعم المتناقلة، "اللاجئ أبو عائشة التونسي يقدم على ذبح الأب المسيحي روبيرتو مالجيزيني". وقد أرفق المنشور بصورة للاجئ المزعوم. غير أن هذا الادعاء لا صحة له. نعم، صحيح الخبر عن مقتل الكاهن الايطالي الاب روبيرتو مالجيزيني طعنا على يد لاجئ تونسي في إيطاليا. غير أن قاتله هو اللاجىء التونسي رضا محمودي، وصورته الحقيقية ليست الصورة المتناقلة له في المنشور. FactCheck# 
  
"النهار" دققت من أجلكم
 
الوقائع: صورة مركبة تجمع الأب مالجيزيني و"اللاجئ أبو عائشة التونسي الذي أقدم على ذبحه"، وفقا للمزاعم. منذ ايام عدة، تكثف تناقل هذا المنشور في صفحات وحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وجاء فيه (من دون تدخل او تصحيح): اللاجئ أبو عائشة التونسي يقدم على ذبح الأب المسيحي (روبيرتو مالجيزيني). في إيطاليا بعد قدم لاجئ عندهم ولمدة سبع سنوات قرر قطع رأس الراهب في الكنيسة التي توفر له الغذاء والطعام والمسكن...". 
 

 
التدقيق: 
يتزامن تناقل هذا المنشور مع خبر ضجت به المواقع الاخبارية الايطالية وأجنبية (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وايضا ذات الطابع المسيحي (مثل هنا، هنا، هنا، هناعن مقتل الكاهن الايطالي روبيرتو مالجيزيني Fr. Roberto Malgesini، الثلثاء 15 أيلول 2020، "متأثرًا بطعنات سكين تعرّض لها، فيما كان ذاهبًا لإيصال طعام الفطور للمهاجرين الذين أفنى حياته بخدمتهم، فطعنه واحد منهم، وسلّم نفسه في ما بعد إلى الشرطة".
 
 
وأورد موقع "فاتيكان نيوز" ان "دون روبرتو مالجيزيني (51 عامًا) للطعن قرابة الساعة 7,00 صباح هذا اليوم (الثلثاء 15 أيلول 2020) على يد رجل بلا مأوى يعرفه شخصيًا، كان يعاني مشاكل نفسية، وكان من المهمّشين الذين كرس لهم الكاهن معظم كهنوته".
 
وقد سلّم القاتل نفسه الى الشرطة" بعد قليل على ارتكاب جريمته"، وفقا لوكالة الانباء الكاثوليكية CNA
 
 
-هل ذبح اللاجئ أبو عائشة التونسي الأب مالجيزيني، وفقا للمنشور؟
 كلا، قاتل الاب مالجيزيني هو اللاجئ التونسي رضا محمودي Ridha Mahmoudi (يبلغ 53 عاما)، وفقا لما أوردت مواقع اخبارية ايطالية وأجنبية (هنا، هنا، هنا...). وقد قتل الاب مالجيزيني بتوجيه طعنات سكين عدة اليه، لا سيما في الرقبة، قرابة الساعة 7 صباح 15 أيلول، في ساحة سان روكو في كومو Piazza San Rocco in Como . 
 
وذكر موقع "لا ريبوبليكا" أن الاعتداء وقع تحت المنزل الذي كان يعيش فيه الكاهن، وهو من مواليد فالتيلينا Valtellina. لم يكن إنقاذه مجديًا: عندما تم العثور على دون روبرتو، كان ملقى على الأرض، مصابًا بطعنات عدة مختلفة. ولم يمكن الأطباء إلا تأكيد وفاته". 
 
وفقا لأمر الاعتقال الذي وقعه قاضي التحقيق في كومو، فإن "التونسي حاول أيضًا قطع رأس الكاهن: "يبدو أن الجرح الكبير في العنق- كما ورد في الأمر- يشير إلى محاولة لقطع الرأس". واتضح أن الطعنات كانت خمسا أو ستا" (هنا، هنا). 
 
وفقا للمعلومات ايضا، كان الاب مالجيزيني "يعرف" اللاجئ التونسي، قاتله. "الرجل كان يعاني بعض الأمراض العقلية، وقد سمح له مالجيزيني بالنوم في غرفة للمشردين، تديرها الرعية". 
 
وأوردت وكالة الانباء الكاثوليكية CNA أن الاب مالجيزيني "كان منسق مجموعة لمساعدة الناس في الظروف الصعبة. في صباح اليوم الذي قُتل فيه، كان متوقعًا أن يشارك في مأدبة للمشردين. عام 2019، غرّمته الشرطة المحلية لإطعامه أشخاصا يعيشون في رواق كنيسة سابقة".
 
-هل الصورة المتناقلة في وسائل التواصل هي صورة اللاجئ التونسي رضا محمودي الذي قتل الاب مالجيزيني؟ 
كلا، ليست صورته. الصورة الحقيقية لمحمودي نشرتها مواقع اخبارية ايطالية (مثل هنا، الصورة إلى اليسار...). 
 
 

وقد أورد موقع "ميلانو كورييري" في 24 أيلول، أن "محمودي اعتدى على شرطيين في السجن، بعدما غضب لدى ابلاغه بنقله من سجن باسون في كومو إلى مونزا، لأسباب أمنية". ونقل عن وزيرة الداخلية الايطالية لوسيانا لامورغيس إن محمودي "لم يظهر قط كشخصية خطيرة، خصوصا على الأمن القومي. وهو لم يكن معروفا في كل قواعد البيانات" الامنية.  
 
- شهيد المحبة -
في 19 أيلول، احتفل الكاردينال كونراد كراييفسكي بجنازة الأب مالجيزيني، للتعبير عن تعاطف البابا فرنسيس. وكان البابا ذكر هذه الحادثة خلال المقابلة العامة مع المؤمنين الأربعاء 16 منه، مشيرًا إلى أنّ الشخص الذي عمد إلى قتل الكاهن مريض عقليًا. وقال: "أتّحد بألم وصلاة أقربائه وجماعة كوم. وكما قال الأسقف، أشكر الله على الشهادة، أي الاستشهاد، لشهيد المحبّة تجاه أفقر الفقراء".
 
 
النتيجة: المزاعم أن "اللاجئ أبو عائشة التونسي يقدم على ذبح الأب مالجيزيني"، مزاعم خاطئة. قاتل الاب روبيرتو مالجيزيني طعنا هو اللاجىء التونسي رضا محمودي، والصورة المتناقلة له ليست له.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم