وثائق "الإخوان" تكشف الأسرار… 100 عام من التغلغل في الغرب لتدميره

شمال إفريقيا 05-12-2025 | 06:49

وثائق "الإخوان" تكشف الأسرار… 100 عام من التغلغل في الغرب لتدميره

تعد وثيقتا "المشروع" بتاريخ عام 1982، و"خطة المائة عام لجماعة الإخوان بأميركا الشمالية" عام 1991، ضمن أهم الوثائق المسربة التي تكشف مخططات الجماعة، لاستيطان الولايات المتحدة وتدمير الغرب من الداخل خلال 100 عام.
وثائق "الإخوان" تكشف الأسرار… 100 عام من التغلغل في الغرب لتدميره
مسلحون منتمون لـ"الإخوان" طلبتهم الشرطة المصرية في قضايا تتعلق بالإرهاب
Smaller Bigger

فتح الأمر التنفيذي، الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدراسة إدراج فروع لجماعة "الإخوان المسلمين" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، قبل أيام، الباب واسعاً للتنقيب وتحليل الوثائق السرية للجماعة التي ضبطتها أجهزة أمنية في الولايات المتحدة وأوروبا.
وضبطت معظم الوثائق لدى قيادات "إخوانية" أبرزهم يوسف ندا، خلال تحقيقات موسعة عقب أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 الدامية، التي أودت بحياة أكثر من 3000 شخص.
وتُعد وثيقتا "المشروع" بتاريخ عام 1982، و"خطة المائة عام لجماعة الإخوان بأميركا الشمالية" عام 1991، ضمن أهم الوثائق المسربة التي تكشف مخططات الجماعة لاستيطان الولايات المتحدة وتدمير الغرب من الداخل خلال 100 عام.

 

 

 

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في لقاء إعلامي: "لقد أظهر الإسلام المتطرف أن رغبته لا تقتصر على احتلال جزء من العالم والاكتفاء بخلافته الصغيرة، بل يسعى إلى التوسع. إنه ثوري بطبيعته. يسعى إلى التوسع والسيطرة على المزيد من الأراضي والسكان... وهذا تهديد واضح ووشيك للعالم وللغرب عموماً، خاصةً للولايات المتحدة التي يعتبرونها المصدر الرئيسي للشر في العالم".
وتشير أوراق وتقارير أميركية إلى أن الجماعة أمضت قرابة 50 عاماً تنفذ مخططاتها، وأنها نجحت في التغلغل في مؤسسات حكومية أميركية، وأثّرت على التعليم باختراق جامعات كبرى وتأسيس مراكز بحثية تابعة لها، كما بنت شبكات مالية واستثمارية ضخمة في الغرب.

 

 

 

سيادة العالم
يقول الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي عمرو عبد الحافظ لـ"النهار": "ما جاء من تسريبات لن تعترف به الجماعة أبداً، ولا نستطيع حتى الآن الجزم بصدقها يقيناً. لكن ما كُشف لا يبتعد عن أدبيات الجماعة بشأن السيطرة على العالم، ودخول حرب حتمية معه، ستستخدم فيها كل أدوات القوة الناعمة والصلبة".
ويضيف عبد الحافظ: "المتعمق في أدبيات الإخوان، خاصة كتابات مؤسسها حسن البنا، وسيد قطب من بعده، يدرك أن غايتهم النهائية السيطرة على العالم. يتدرجون في خطتهم بدءاً بالفرد، ثم الأسرة، ثم المجتمع، ثم الحكومة القطرية، ثم الخلافة، ثم المرحلة الأخيرة التي يسمونها أستاذية العالم".
"إنهم يؤمنون بأن المسلمين مطالبون بسيادة الدنيا وحكم العالم"، يقول عبد الحافظ؛ و"بما أن الأمة الإسلامية إيمانها مخدر ونائم، بحسب البنا، أو جاهلية وفق قطب، فإن الجماعة قد انتدبت نفسها للقيام بهذه المهمة".
ويعتقد أن "العالم وفق هذه الأفكار سيصبح ساحة حرب مقدسة، تعلن فيها الجماعة الحرب على الجميع حتى تصل لغايتها... ولأن موازين القوى ليست في صالح الجماعة، فإنها تعتمد التدرج بخطتها؛ تستخدم القوة الناعمة، وتدرك في الوقت ذاته أنها ستحتاج إلى القوة الخشنة في مرحلة ما".

 

إعادة تشكيل
من جانبه، يقول الباحث في شؤون الأمن الإقليمي مصطفى كمال لـ"النهار"، إن "وثائق الإخوان تقدم في دراسات غربية كخرائط طريق بعيدة المدى لاختراق تلك المجتمعات، عبر بناء شبكة مؤسسات تعليمية وخيرية وطلابية وبحثية وقنوات تمويل قانونية، وذلك لإعادة تشكيل الفضاء الثقافي والقانوني والسياسي من الداخل".
ويشير كمال إلى أن "هذه الرؤية تتواكب مع حديث صريح عن الجهاد الحضاري وإزالة الحضارة الغربية من الداخل. واستخدم هذا في جلسات للكونغرس، ودراسات أوروبية، لتبرير رؤيةٍ، تعتبر الجماعة مشروعاً إيديولوجياً متماسكاً يتجاوز النشاط السياسي الظاهر".
ويضيف: "هناك باحثون يرون أن كثيراً من تلك الوثائق تعكس اجتهادات أفراد لا قراراً تنظيمياً مركزياً مستمراً"، وأن خطاب "وثيقة المائة عام" يضخم أثرها، ويتجاهل تحولات الحركة وتراجع نفوذها.
ويعتبر كمال أن "مساعي تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية تعد محاولة لإعادة تنظيم أدوات المواجهة مع ما يُنظر إليه كمشروع اختراق طويل الأمد، إذ تقرأ شبكة المؤسسات المرتبطة بالجماعة كبيئة إسناد إيديولوجية ومالية لحركات عنيفة مثل ’حماس’، ويطرح تجفيف هذه البيئة عبر العقوبات والتجريم المالي كضرورة لأمن أميركا وحلفائها".
ويشير إلى أن ثمة قراءة أخرى تحذّر من أن "التوسع في التصنيف بناءً على وثائق "داخلية قديمة" و"خلافية"، قد يمنح الجماعة حجماً يفوق وزنها الفعلي، ويخلط بين البنى العقائدية، والسياسية، والخيرية، ويقوّض قدرة واشنطن على التمييز بين الإسلام السياسي غير العنيف، والحركات الجهادية المسلحة، مع مخاطر خلق شعور بالاستهداف الجماعي لدى قطاعات واسعة من المسلمين، ودفع بعض الشبكات إلى مزيد من السرية أو الراديكالية، بما يجعل دقة الصياغات القانونية والتنفيذية عاملاً حاسماً في موازنة الأمن القومي مع حماية فضاء الحريات المدنية".

 

ورقة محروقة
رغم أن ضبط تلك الوثائق يعود لسنوات مضت، فإن واشنطن غضت الطرف عنها، ودعمت "الإخوان" في بعض الفترات، خصوصاً أيام "ثورات الربيع العربي".
وكان هناك اعتقاد راسخ بأن تعزيز حضور من يوصفون بـ"الإسلاميين المعتدلين"، سيساعد على تحجيم المتشددين، ويجفف رافداً أساسياً يغذّي تنظيمات إرهابية كـ"القاعدة" على سبيل المثال.
لكن بعض الكتاب الأميركيين يعتقدون بأن هذه الفرضية "غير واقعية"، لأن الكثير من كوادر التنظيمات الإرهابية نشأ وتربى على أفكار "الإخوان"، ثم إن مشروع الإسلام السياسي في نهاية المطاف يشكل خطراً على المسلمين أنفسهم لا على الغرب فحسب.



الأكثر قراءة

العالم العربي 12/3/2025 12:22:00 PM
لا بد من تفكيك شبكات التمكين الإسلامية داخل الجيش السوداني، وعزل قادته الموالين للإخوان... فهذا شرط أساسي لأي دعم دولي لعملية السلام.
المشرق-العربي 12/3/2025 12:18:00 PM
ياكواف كاتس، وهو أحد مؤسسي منتدى السياسة MEAD، والباحث البارز في JPPI، ورئيس تحرير السابق لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، يجيب عن هذه الأسئلة في مقال له، ويشير إلى الفوارق بين الماضي والحاضر.
المشرق-العربي 12/3/2025 2:17:00 AM
يطالب القرار إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجولان
سياسة 12/4/2025 10:43:00 AM
أمرت الحكومة العراقية بتجميد جميع أموالهم وأصولهم...