قمّة شرم الشيخ للسلام… بداية لـ"شرق أوسط جديد"؟

شمال إفريقيا 13-10-2025 | 20:02

قمّة شرم الشيخ للسلام… بداية لـ"شرق أوسط جديد"؟

ثمة مؤشرات تعزز هذا الطرح، أبرزها تصريحات الرئيس الأميركي حيال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
قمّة شرم الشيخ للسلام… بداية لـ"شرق أوسط جديد"؟
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يشارك في اجتماع ضمّ زعماء عرباً وأجانب على هامش قمة شرم الشيخ للسلام. (الرئاسة المصرية)
Smaller Bigger

يرى عدد من المراقبين والمحللين أن "قمة شرم الشيخ للسلام"، التي ترأسها كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وشارك فيها زعماء وقادة رفيعو المستوى يمثلون 30 دولة ومنظمة، تتجاوز كونها مجرد احتفالية بتوقيع اتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، وفقاً لخطة ترامب لوقف الحرب.
ثمة مؤشرات تعزز هذا الطرح، أبرزها تصريحات الرئيس الأميركي حيال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وعبارات ذات دلالة سياسية واضحة مثل: "شرق أوسط جديد" و"الاتفاقية الإبراهيمية"، إلى جانب الحضور الدولي والعربي الرفيع المستوى، وتصريحات بعض الزعماء التي اعتبرها ترامب بمثابة اصطفاف عالمي خلف رؤيته للسلام.
ورغم هذه المؤشرات، هناك ما يعطي انطباعات مغايرة تماماً.

حلم وواقعية
ترى الدكتورة نهى بكر، عضو الهيئة الاستشارية للمجلس المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن القول بأن القمة بمثابة إعادة تشكيل المنطقة، هو "تصوّر حالم ومتفائل على المدى المنظور"، وتستدرك قائلة لـ"النهار": "رغم ذلك، يحوي التصوّر عناصر واقعية على المدى البعيد جداً، ولكن في نطاق أضيق من المنطقة برمتها".
وتضيف: "فكرة أن اتفاقية ثنائية، أو حتى متعددة الأطراف، ستعيد صياغة المنطقة، هي تبسيط مفرط. فالمشاكل الهيكلية في الشرق الأوسط عميقة ومعقدة، ولا تحلّها اتفاقية واحدة".
وتشير بكر إلى أن هذه المشاكل تشمل القضية الفلسطينية، التي تبقى القضية المركزية في الضمير الجمعي العربي، و"أي سلام شامل ومستدام لا يمكن أن يتحقق دون حل عادل لها، وما يتم تحقيقه حالياً سيؤدي إلى سلام بارد وغير مستقر، إلى جانب الصراعات الداخلية في عدد من الدول، والتنافس بين المحاور الإقليمية المؤثرة".
وتعتبر بكر أن "الحضور الكبير للقادة حدث ديبلوماسي مهم، لكنه لا يعكس بالضرورة وفاقاً عالمياً حقيقياً".

 

السيسي مستقبلاً ترامب في شرم الشيخ. (أ ف ب)
السيسي مستقبلاً ترامب في شرم الشيخ. (أ ف ب)

 

دوافع أميركية
من جانبه، يعتقد الدكتور وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة، أن الدافع الرئيسي وراء المشهد الذي خلقته خطة ترامب يقوم على عاملين أساسيين: الأول يتعلق بالمصالح الأميركية والثاني برغبة ترامب في تحقيق إنجاز.
ويقول قزيحة لـ"النهار": "كلفة حرب إسرائيل في غزة باتت مرتفعة للغاية، وبدأت تظهر مطالب داخل الكونغرس تدعو لوقف دعم إسرائيل".
ويضيف: "العامل الثاني هو رغبة ترامب في الشعور بأنه قدّم إنجازاً عظيماً، وهذه الفعاليات تمنحه ما يمكن وصفه بالإشباع النفسي".
ويخلص أستاذ العلوم السياسية إلى أنه لا يرى أي واقعية في فكرة أن الاتفاق يشكل مقدمة لإعادة صياغة الشرق الأوسط.

تشكيل بشروط
أما إيرينا تسوكرمان، المحللة السياسية الأميركية، فلديها قدر أكبر من التفاؤل الحذر، إذ ترى أن ثمة شروطاً، إن تحققت فقد تجعل من هذه الخطوة مقدمة لإعادة صياغة شرق أوسط جديد.
وتقول تسوكرمان لـ"النهار": "القوة الحقيقية للاتفاق لا تكمن في نصّه، بل في الآليات الائتلافية التي يطلقها"، في إشارة إلى تحالف محتمل يضم مصر وقطر وتركيا، ليكون ضامناً وفاعلاً في ترسيخ السلام بالمنطقة.
وترى أن "القاهرة تقع عند تقاطع ثلاثة ملفات حساسة: أمن سيناء، إدارة معبر رفح وشبكات التهريب المرتبطة به، والقدرة على جمع العرب والإسرائيليين والضامنين الخارجيين، بينما تمتلك قطر نفوذها وقنوات اتصالها، ولتركيا أوراق مهمة في هذا الملف".
وتؤكد أن "أي محاولة لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي ستفشل إذا قفزت مباشرة نحو نزع السلاح في بيئة تعتبر فيها الفصائل المسلحة الهدنة فرصة. المسار الأذكى هو التدرّج، عبر الحوافز، واستخدام آليات تقلل أهمية السلاح مقابل الرخاء والنماء والحياة الآمنة".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/12/2025 1:32:00 AM
نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين، أن 3 دبلوماسيين قطريين توفوا بحادث في مدينة شرم الشيخ في مصر
المشرق-العربي 10/11/2025 1:12:00 PM
على الرغم من السرّية الشديدة التي تُحيط بمخبأ الأسد الخفي، تمكّن فريق الصحيفة الألمانية من دخول المبنى نفسه والتقوا هناك بوكيلة عقارات محلية عرّفت عن نفسها باسم مستعار هو ناتاشا.
دوليات 10/12/2025 6:57:00 PM
في مقطع فيديو نشره على منصة "إكس"، خاطب غيلر ترامب بالقول: "أرجوك يا دونالد، لا تذهب إلى شرم الشيخ. لديّ شعور قوي بأن حياتك في خطر".