محادثات شرم الشيخ… محاولة لكسر دائرة العنف في غزة

شمال إفريقيا 06-10-2025 | 21:50

محادثات شرم الشيخ… محاولة لكسر دائرة العنف في غزة

بينما تتقاطع الرهانات الأميركية والمصرية والقطرية، بدأت في مدينة شرم الشيخ المصرية، الاثنين، جولة محادثات بشأن تنفيذ الخطة الأميركية لوقف الحرب في قطاع غزة وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
محادثات شرم الشيخ… محاولة لكسر دائرة العنف في غزة
أطفال يبحثون عن أغراض يمكنهم الاستفادة منها في حاوية نفايات شمال غرب خان يونس. (أ ف ب)
Smaller Bigger

في لحظةٍ سياسية مشبعة بالإنهاك والجمود، تعود مصر إلى واجهة الوساطة الإقليمية محاولةً فتح كوة في جدار الصراع الممتد بين إسرائيل وحركة "حماس". خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي كُشف عنها الأسبوع الماضي، تُعدّ أول محاولة منظمة منذ فترة طويلة لكسر دائرة العنف في غزة، وإعادة إطلاق مسارٍ سياسي يضع حداً للحرب التي حصدت عشرات الآلاف من الأرواح، وأغرقت المنطقة في دوامة من الغموض الاستراتيجي.

 

وبينما تتقاطع الرهانات الأميركية والمصرية والقطرية، بدأت في مدينة شرم الشيخ المصرية، الاثنين، جولة محادثات بشأن تنفيذ الخطة الأميركية لوقف الحرب في قطاع غزة وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

 

المحادثات التي يشارك فيها مفاوضون من "حماس" وإسرائيل، إلى جانب مسؤولين من الولايات المتحدة وقطر ومصر، يُتوقع أن تكون صعبة وتمتد لأيام عدة.

 

ويرى محللون ومراقبون تحدثت إليهم "النهار" أن الخطة التي أعلنها ترامب، الأسبوع الماضي، تعدّ بمثابة شقّ ثغرة للخروج من دائرة العنف التي توشك على دخول عامها الثالث، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص في قطاع غزة وخارجه.

 

ويعتقد كثير من المراقبين أن الرئيس الأميركي ألقى بثقله لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة "حماس" للموافقة على الخطة.

 

نازحون فلسطينيون يجلسون على سطح مركبة نقل جنوب دير البلح. (أ ف ب)
نازحون فلسطينيون يجلسون على سطح مركبة نقل جنوب دير البلح. (أ ف ب)

 

منهجية محكمة
وتتفق المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان مع وجهة النظر هذه، إلا أنها ترى في الوقت ذاته أن الظروف القاتمة التي خرجت فيها الخطة دفعت إسرائيل و"حماس" للموافقة عليها، وكأنها تمثل طوق نجاة لكليهما. وتقول لـ"النهار" إن "الخطة جاءت في لحظة يعاني فيها الطرفان من إنهاكٍ وجمودٍ استراتيجي".

 

وتضيف تسوكرمان: "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحركة حماس كلاهما يدرك تماماً أن المسار الحالي لا يمكن أن يستمر من دون أن يقوّض شرعيته، وهذا دفعهما للقبول بالخطة والمشاركة في المحادثات".

 

وعن مكان عقد المفاوضات، تقول إن "مصر لديها قدرة على جمع الإسرائيليين والفلسطينيين، ولو بطريقة غير مباشرة، فجهاز استخباراتها يحتفظ بخطوط اتصال مع الجانبين، وأراضيها تمثل ساحة محايدة لا يخسر فيها أي طرف رمزياً بمجرد الجلوس إلى طاولة البحث عن السلام".

تمديد المحادثات
توقّع مقربون من المحادثات أن تستمر لعدة أيام، وذلك بسبب وجود نقاط خلافية يعمل الوسطاء على مناقشتها وحلها.
ويشكّل وجود مبعوث الرئيس الأميركي جاريد كوشنير في المحادثات عامل قوة، نظراً إلى خبرته في التعامل مع عقلية نتنياهو وإدراكه لأبعاد الموقف، كما أنه ينسّق بشكل جيد مع الوسطاء للتفاهم مع حماس.

 

وتعتقد تسوكرمان أن "وصول كوشنير إلى محادثات شرم الشيخ يعكس محاولة أميركية لتثبيت عملية تترنّح على حافة الغموض. فهو ليس مراقباً شكلياً بل مهندساً رئيسياً مكلفاً بتنسيق الجداول الزمنية، وإدارة الانطباعات، ومنع الانهيار".

 

وتضيف: "كوشنير يفهم الجانب الإسرائيلي بدقة؛ فهو يعرف متى يمكن لنتنياهو أن يتحمّل تنازلاً ومتى يحتاج إلى انتصار رمزي، ويضبط توقيت التصريحات العلنية تبعاً لظروفه الداخلية. لكنه يفتقر إلى فهم مماثل لحماس، لذا يعتمد على الوسطاء في التواصل وتمرير الرسائل إلى الحركة".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

النهار تتحقق 11/15/2025 9:19:00 AM
"تقول السلطات إن الأمر كله مرتبط برجل واحد متهم...". ماذا عرفنا عن هذا الموضوع؟  
مجتمع 11/13/2025 4:43:00 PM
أكّد المدير العام للطيران المدني المهندس أمين جابر أنّ التحويل في مسار الرحلات جاء نتيجة الأحوال الجوية القاسية في الشمال.