24 قيادة سودانية توقّع "ميثاق نيروبي"… حكومة جديدة وتحديات عدة

شمال إفريقيا 24-02-2025 | 06:30

24 قيادة سودانية توقّع "ميثاق نيروبي"… حكومة جديدة وتحديات عدة

وقّع 24 من قادة الأحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة السودانية الميثاق التأسيسي للدولة السودانية الديموقراطية الجديدة، المعروفة إعلامياً بـ"وثيقة نيروبي"، في ختام مشاركتهم في مؤتمر حاشد عقد في العاصمة الكينية نيروبي.
24 قيادة سودانية توقّع "ميثاق نيروبي"… حكومة جديدة وتحديات عدة
مجموعة من قادة القوى السياسية والحركات المسلحة المشاركة في مؤتمر نيروبي - (خاص لـ"النهار")
Smaller Bigger

وقّع 24 من قادة الأحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة السودانية الميثاق التأسيسي للدولة السودانية الديموقراطية الجديدة، المعروفة إعلامياً بـ"وثيقة نيروبي"، في ختام مشاركتهم في مؤتمر حاشد عقد في العاصمة الكينية نيروبي.

 

صورة تذكارية للقيادات المشاركة في توقيع "ميثاق نيروبي" - (خاص لـ"النهار").

 

ومع انقضاء فعاليات المؤتمر، الذي بدأ الثلاثاء 18 شباط/ فبراير الجاري وانتهى منتصف ليل السبت، اتجهت أنظار المشاركين صوب تشكيل حكومتهم الجديدة، والاستعداد للتعامل مع تحديات محلية وإقليمية ودولية عدة.

ووضع المؤتمر اللمسات الأخيرة لتشكيل السلطة الجديدة التي ستضم شخصيات سياسية وعسكرية، لتبدأ ممارسة مهماتها في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والحركات المسلحة المتحالفة معه، وربما من أبرزها "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو.

تشبيك وتنسيق
وكان من المرتقب اختتام المؤتمر وإعلان وثيقته، الجمعة، إلا أنه تأجل الى منتصف ليل السبت، وعن هذا يقول رئيس "حركة تحرير السودان الديموقراطية" حسب النبي محمود حسب النبي لـ"النهار": "كانت هناك حاجة إلى مزيد من الترتيب والتشبيك بين القوى الفاعلة المشاركة في المؤتمر، لذا تقرر التأجيل ليوم إضافي".

 

حسب النبي محمود حسب النبي.

 

وأقرّ المؤتمر وثيقة دستورية وخطة عمل، يرى مشاركون أنها تساعد على تجاوز أخطاء "المركزية" و"التهميش" لقطاعات واسعة من السودانيين بتنوعاتهم الثقافية والعرقية، وهي أخطاء خلقتها دولة عام 1956، وعمقتها الحركة الإسلامية، لا سيما منها جماعة "الإخوان المسلمين" التي استأثرت بالسلطة لأكثر من 30 عاماً إثر انقلاب عسكري قاده عمر البشير عام 1989. وقد أسقط البشير عن سدة الحكم في ثورة 19 كانون الأول/ ديسمبر 2019.

ويؤكد حسب النبي أن "ثمة توافقاً كبيراً بين القادة المشاركين في المؤتمر على كل بنود الميثاق التأسيسي للدولة السودانية الديموقراطية الجديدة (وثيقة نيروبي). تسعى الوثيقة إلى استيعاب جميع مكونات المجتمع السوداني، ووأد الفتن التي أجّجتها الحركة الإسلامية. لقد تسببت بدخول السودان في أطول صراعات مسلحة شهدتها القارة الأفريقية".  

داخل السودان
القيادي بـ"تحالف تأسيس السودان"  الدكتور علاء نقد يقول لـ"النهار" إن "الحكومة الجديدة سوف يتم تشكيلها داخل وطنها، وسوف تقدم خدماتها للأماكن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وفصائل الكفاح المسلح، وكذلك في الأماكن التي يسيطر عليها الجيش السوداني، من دون تفرقة بين السودانيين".

 

الدكتور  علاء نقد.

 

وقبل نحو عامين اندلع قتال دام، يوم 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وتسبب الصراع بمقتل آلاف الضحايا، ونزوح ملايين السودانيين داخل وطنهم وخارجه.

ونتيجة هذه الحرب، وقع بعض المناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع وحركات مسلحة أخرى، ويطلقون عليها "المناطق المحررة"، فيما بقيت أخرى تحت سيطرة الجيش. وكانت الشرارة التي فجرت الحرب، هي إطاحة القوات المسلحة الحكومة المدنية، وتكوين مجلس سيادة يترأسه قائد الجيش (البرهان).

ردود فعل متوقعة
قوبل المؤتمر التأسيسي في نيروبي بموجة من المواقف المتباينة، منها ما هو مرحب وداعم، ومنها ما هو رافض ومحذر من المخاطر، في حين آثرت جهات ودول عدة الصمت. ومن تلك المواقف استدعاء الحكومة السودانية (الحالية) السفير السوداني في كينيا للتشاور، تعبيراً عن اعتراضها على استضافة نيروبي للمؤتمر، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن تشكيل سلطة موازية داخل السودان قد يفاقم الأزمة، كذلك حذر ت جهات متباينة ومحللون من أن تلك الخطوة ستؤدي الى تقسيم الدولة السودانية وتزكي الصراع الملتهب منذ نحو عامين.

من جانبه، يفسر نقد ردود الفعل المناهضة للمؤتمر، على أنها نتاج للصدمة، ويقول: "كان إطلاق مؤتمر بهذا الحجم كالحلم بالنسبة الى كثيرين ممن لم يتوقعوا حدوثه، لذا فإن ردود الفعل التي جاءت من أطراف معادية، مثل: مجموعة بورتسودان (الحكومة الحالية بقيادة البرهان)، والحركة الإسلامية بالسودان، وحزب المؤتمر البائد (الحاكم سابقاً)، كانت متوقعة".

 

ويضيف: "بعد انطلاق المؤتمر، وظهور الحشد الكبير الذي حضر فيه، ومخاطبتنا للسودانيين والمنطقة والعالم، اختلفت ردود الفعل كثيراً، لأن الجميع رأوا أن الحلم تحول إلى واقع، بل إن بعض الجهات تساءل لماذا تأخرت هذه الخطوة؟ وكان ردنا أننا حاولنا أن نعطي فرصة للمجتمع الدولي لحل الأزمة، لكن مع تعنت الجيش، صار لزاماً علينا اتخاذها".

مواجهة التحديات
ينظر كثير من الدول والجهات الإقليمية والدولية الى حكومة البرهان، على أنها السلطة الشرعية لهذا البلد، وقد يعوق هذا عمل الحكومة المزمع تأسيسها ويحجّم قدرتها على التحرك خارجياً، ما يطرح تساؤلات بشأن كيفية التعامل مع التحديات الراهنة والمرتقبة.

 

على عكس ذلك التصور، يؤكد حسب النبي ونقد وقادة آخرون في مؤتمر نيروبي تحدثوا الى وسائل إعلام متباينة، أن خطوتهم لتشكيل حكومة جديدة تحظى بترحيب كبير من دول وجهات إقليمية ودولية.

 

ويقول رئيس "حركة تحرير السودان الديموقراطية": "الكثير من الجهات تعتقد أن الحكومة المرتقبة سوف تمثل كل السودانيين، بعد المشاركة الكبيرة للقوى السودانية في المؤتمر: هناك قوى من شرق السودان،  وشماله، ووسطه، وغربه، وجنوبه الحديث، جميعهم لهم حضور قوي وفاعل، بقيادات تاريخية يشهد لها المجتمع الدولي والإقليمي على موقفها من النظام السياسي السابق، ومن نضالها من أجل تأسيس سودان ديموقراطي يتسع لجميع مواطنيه من دون تمييز".

 

ويعتقد حسب النبي أن "هذه الثقة التي توليها تلك الجهات للحكومة الجديدة ستترجم على الأرض إلى واقع ملموس، وستعمل مؤسسات الحكومة، ولاسيما منها وزارة الخارجية الجديدة، على التواصل مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، لشرح أن الحكومة الجديدة هي التي تعبر حقاً عن الشعب السوداني وإرادته، خصوصاً أن الحركة الإسلامية التي تعمل "مجموعة بورتسودان" لإعادتها إلى الحكم، مصنفة إرهابية في دول عدة".

 

ومن جهته، يقول القيادي في "تحالف تأسيس السودان": "ستعمل الحكومة الجديدة على توضيح أنها تستمد شرعيتها من إرادة السودانيين، ومن الخدمات التي تقدمها الى مواطنيها جميعاً من دون تمييز، ومن خلال حفاظها على كرامتهم وصون عزتهم، ومن عدم التفرقة بينهم، سوف تقدم خدماتها في جميع أراضي السودان، وليس كما تفعل "سلطة الأمر الواقع في بوتسودان"، حيث تقدم خدماتها الى فئات محددة، وتتجاهل السودانيين في المناطق الأخرى".

قائمة الموقعين
 تسلمت "النهار" قائمة بأسماء الموقعين على "وثيقة نيروبي"، وشملت رؤساء وقيادات وممثلين عن القوى المشاركة، وهم: فضل الله ناصر برمه (حزب الأمة القومي). إبراهيم الميرغني (حزب الاتحادي الديموقراطي الأصل). جوزيف توكا (الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، جناح الحلو). عبد الرحيم  حمدان دقلو (قوات الدعم السريع). الدكتور الهادي إدريس يحي (حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي). الطاهر أبو بكر حجر (تجمع قوى تحرير السودان). سليمان صندل (حركة العدل والمساواة). أسامة سعيد (مؤتمر البجا).

 

وتضمنت القائمة أيضاً: هارون محمود مديخير (القوى المدنية المتحدة "قمم"). الحافظ إبراهيم عبد النبي (التحالف السوداني). محمد عصمت (الحزب الاتحادي الموحد). مبروك مبارك  سليم (الأسود الحرة). البروفسير سيف الدين عبدالرحمن (حزب التيار القومي). عبد الرحيم عبد الله إسماعيل).

 

وشملت: حسب النبي محمود (حركة تحرير السودان الديموقراطية). أسامه حسن (التحالف الديموقراطي للعدالة الاجتماعية). المهندس هاشم طيار (الحزب القومي السوداني). أبو القاسم إمام (حركة تحرير السودان الثورة الثانية). دكتور علاء الدين نقد (النقابات والمهنيين). حامد علي نوري (منظمات المجتمع المدني). السلطان أحمد أيوب على دينار (الإدارات الأهلية). مصطفي محمد باخت (ممثل الفئات النوعية). محمد حسن التعايشي (الشخصيات المستقلة). احمد عبد الشافع (حركة تحرير السودان "وحدة جوبا").

 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

ثقافة 10/30/2025 10:50:00 PM
بعد صراع طويل مع المرض...
صحة وعلوم 10/29/2025 2:06:00 PM
أنقذ الطبيب اللبناني الدكتور محمد بيضون طفلاً من الموت بجراحة غير مسبوقة أعاد فيها وصل رأسه بجسمه، بعدما كان الأمل مفقوداً في نجاته.
مجتمع 10/30/2025 3:01:00 PM
فتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادثة للوقوف على ملابسات جريمة الطعن