
الأنبا تواضروس الثاني، رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، يترأس القداس في كاتدرائية القديس مرقس القبطية بالقاهرة
يتناقل المصريون أسطورة تقول إن شجرة الميلاد والكثير من مظاهر الاحتفال الميلادي في مصر تعود إلى قدامى المصريين. وفي تفاصيل الأسطورة أن "ست" (إله الشر عند قدماء المصريين) دبر مكيدةً قتل فيها أخيه الطيب أوزيريس، ووضعه في تابوت وألقاه في البحر. حمله التيار إلى شواطئ بيبلوس الفينيقية التي تُعرف الآن باسم جبيل في لبنان. رسا التابوت تحت شجرة رائعة فاحتضنته، وبعد إعادة إحيائه، اتخذت هذه الشجرة رمزاً للميلاد.
يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار في مصر، لـ"النهار": "الكثير من الناس يعتقدون أن شجرة عيد الميلاد ظهرت حديثاً، لكن الدراسات كشفت أن أصلها يعود إلى أسطورة مصرية قديمة"، مشيراً إلى أن تاريخ عودة أوزير إلى الحياة هو "15 كهيك" وفقاً للتقويم المصري القديم، والذي يوافق 24 كانون الأول (ديسمبر) بالتقويم الميلادي. ولأن هذا التاريخ توافق مع تاريخ ميلاد المسيح، فقد استوحيت الاحتفالات من هذه الطقوس القديمة، واستخدمت الشجرة، ونقل التقليد من بلد إلى آخر، وتم تزيينها في الغرب، وباتت على النحو الذي نراه حالياً.
أهم كنائس الشرق
تتعدد الروايات بخصوص علاقة الميلاد بهذه الشجرة التي صارت من رموز هذا العيد، إلا أن الثابت هو أن مسيحيي مصر الذين اشتهروا بالتقوى هم أهم كنيسة في الشرق. فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدة من أقدم كنائس العالم، يوصف أتباعها بالأقباط الأرثوذكس تمييزاً لهم من أقباط تحولوا إلى الكاثوليكية وأقباط شرقيين معظمهم روم.
ويعتقد بابا الأقباط الأرثوذكس أنه صاحب سلطة رسولية مستمدة من القديس مرقس كاتب السفر الثاني من العهد الجديد (إنجيل مرقس)، وهو الذي أدخل المسيحية إلى مصر في عام 42 ميلادية تقريباً. وبذلك، يكون عمر الكنيسة القبطية 2000 عام تقريباً.
يحتفل الأقباط الأرثوذكس في مصر بعيد الميلاد في 7 كانون الثاني (يناير)، وفقاً للتقويم اليولياني الشرقي الذي تعتمده الكنيسة الأرثوذكسية القبطية. ومع اقتراب العيد، بدأت مظاهر الاحتفال تظهر في شوارع مدن مصرية يتشارك مسيحيوها ومسلموها في استقبال العيد.
وكما في كل موسم ميلادي، نشطت الأسواق والمتاجر التي تبيع مستلزمات احتفالات العيد ورأس السنة الجديدة. وتقول راندا، وهي سيدة مسيحية تعيش في العياط بجنوب القاهرة، لـ"النهار": "مع قدوم الميلاد، ننزل إلى السوق لشراء الزينة ومكونات الكعك الذي نصنعه لتناوله في يوم العيد، كما نطهو اللحوم، ويتجمع الأقرباء والجيران للاحتفال سوياً".
ارتباط ذهني
تقول وفاء وصفي، الكاتبة والصحافية المتخصصة في الشؤون المسيحية، لـ"النهار": "مع انتصاف شهر ديسمبر تبدأ مظاهر الاحتفال تتجلى في شوارع مصر وميادينها، ويضع الناس الشجرة احتفالا ًبعيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة". وتضيف أن الكنائس الكاثوليكية تحتفل بالميلاد في 25 ديسمبر وفقاً للتقويم الغربي، أما الكنيسة الأرثوذكسية (التي تتبعها غالبية مسيحيي مصر) فتحتفل في 7 يناير، وتبدأ مظاهر الاحتفالات منتصف الشهر الحالي".
وأد فتنة المتشددين
تعرض الأقباط لهجمات طائفية بقيت في معظمها محدودة النطاق. وفي بعض الفترات، صاروا هدفاً لتنظيم "داعش". وقتل العشرات في هجمات انتحارية استهدفت كنائس في عام 2017. إلا أن ذلك النوع من الهجمات تراجع أخيراً مع انحسار المد الإسلاموي، وفي ظل موقف القيادة السياسية المصرية، وحملات أطلقتها المؤسسات الإسلامية المهمة مثل الأزهر ودار الإفتاء.
وتقول الكاتبة الصحافية أسنات كمال لـ"النهار": "أصبحت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية، وتهنئته الأقباط بالميلاد المجيد، ومصافحته الموجودين، من العلامات المميزة للاحتفالات في السنوات الأخيرة".
في العقود الماضية، روجت التيارات السلفية المتشددة فتاوى تحرّم تهنئة المسلمين المسيحيين بأعيادهم. ورغم التأثير الذي أحدثته تلك الفتاوى، تتجاهلها أغلبية المصريين المسلمين.
يقول الأقباط إن تعدادهم يبلغ 17 مليوناً، وذلك يعني أنهم يمثلون نحو 15% من تعداد سكان مصر. وفي حوار أجراه بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 2018، قال إن تعداد المسيحيين في مصر يبلغ نحو 15 مليوناً، فضلاً عن مليونين خارجها يقيمون في نحو 60 دولة في أنحاء العالم"، مشيراً إلى أن الكنيسة ليس لديها إحصاء، "لكن هناك ما تسمى ’العضوية الكنسية‘ التي تسجل من ينتسب للكنيسة عبر المعمودية، كما تسجل حالات الوفاة".
يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار في مصر، لـ"النهار": "الكثير من الناس يعتقدون أن شجرة عيد الميلاد ظهرت حديثاً، لكن الدراسات كشفت أن أصلها يعود إلى أسطورة مصرية قديمة"، مشيراً إلى أن تاريخ عودة أوزير إلى الحياة هو "15 كهيك" وفقاً للتقويم المصري القديم، والذي يوافق 24 كانون الأول (ديسمبر) بالتقويم الميلادي. ولأن هذا التاريخ توافق مع تاريخ ميلاد المسيح، فقد استوحيت الاحتفالات من هذه الطقوس القديمة، واستخدمت الشجرة، ونقل التقليد من بلد إلى آخر، وتم تزيينها في الغرب، وباتت على النحو الذي نراه حالياً.
أهم كنائس الشرق
تتعدد الروايات بخصوص علاقة الميلاد بهذه الشجرة التي صارت من رموز هذا العيد، إلا أن الثابت هو أن مسيحيي مصر الذين اشتهروا بالتقوى هم أهم كنيسة في الشرق. فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدة من أقدم كنائس العالم، يوصف أتباعها بالأقباط الأرثوذكس تمييزاً لهم من أقباط تحولوا إلى الكاثوليكية وأقباط شرقيين معظمهم روم.
ويعتقد بابا الأقباط الأرثوذكس أنه صاحب سلطة رسولية مستمدة من القديس مرقس كاتب السفر الثاني من العهد الجديد (إنجيل مرقس)، وهو الذي أدخل المسيحية إلى مصر في عام 42 ميلادية تقريباً. وبذلك، يكون عمر الكنيسة القبطية 2000 عام تقريباً.
يحتفل الأقباط الأرثوذكس في مصر بعيد الميلاد في 7 كانون الثاني (يناير)، وفقاً للتقويم اليولياني الشرقي الذي تعتمده الكنيسة الأرثوذكسية القبطية. ومع اقتراب العيد، بدأت مظاهر الاحتفال تظهر في شوارع مدن مصرية يتشارك مسيحيوها ومسلموها في استقبال العيد.
وكما في كل موسم ميلادي، نشطت الأسواق والمتاجر التي تبيع مستلزمات احتفالات العيد ورأس السنة الجديدة. وتقول راندا، وهي سيدة مسيحية تعيش في العياط بجنوب القاهرة، لـ"النهار": "مع قدوم الميلاد، ننزل إلى السوق لشراء الزينة ومكونات الكعك الذي نصنعه لتناوله في يوم العيد، كما نطهو اللحوم، ويتجمع الأقرباء والجيران للاحتفال سوياً".
ارتباط ذهني
تقول وفاء وصفي، الكاتبة والصحافية المتخصصة في الشؤون المسيحية، لـ"النهار": "مع انتصاف شهر ديسمبر تبدأ مظاهر الاحتفال تتجلى في شوارع مصر وميادينها، ويضع الناس الشجرة احتفالا ًبعيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة". وتضيف أن الكنائس الكاثوليكية تحتفل بالميلاد في 25 ديسمبر وفقاً للتقويم الغربي، أما الكنيسة الأرثوذكسية (التي تتبعها غالبية مسيحيي مصر) فتحتفل في 7 يناير، وتبدأ مظاهر الاحتفالات منتصف الشهر الحالي".
وأد فتنة المتشددين
تعرض الأقباط لهجمات طائفية بقيت في معظمها محدودة النطاق. وفي بعض الفترات، صاروا هدفاً لتنظيم "داعش". وقتل العشرات في هجمات انتحارية استهدفت كنائس في عام 2017. إلا أن ذلك النوع من الهجمات تراجع أخيراً مع انحسار المد الإسلاموي، وفي ظل موقف القيادة السياسية المصرية، وحملات أطلقتها المؤسسات الإسلامية المهمة مثل الأزهر ودار الإفتاء.
وتقول الكاتبة الصحافية أسنات كمال لـ"النهار": "أصبحت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية، وتهنئته الأقباط بالميلاد المجيد، ومصافحته الموجودين، من العلامات المميزة للاحتفالات في السنوات الأخيرة".
في العقود الماضية، روجت التيارات السلفية المتشددة فتاوى تحرّم تهنئة المسلمين المسيحيين بأعيادهم. ورغم التأثير الذي أحدثته تلك الفتاوى، تتجاهلها أغلبية المصريين المسلمين.
يقول الأقباط إن تعدادهم يبلغ 17 مليوناً، وذلك يعني أنهم يمثلون نحو 15% من تعداد سكان مصر. وفي حوار أجراه بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 2018، قال إن تعداد المسيحيين في مصر يبلغ نحو 15 مليوناً، فضلاً عن مليونين خارجها يقيمون في نحو 60 دولة في أنحاء العالم"، مشيراً إلى أن الكنيسة ليس لديها إحصاء، "لكن هناك ما تسمى ’العضوية الكنسية‘ التي تسجل من ينتسب للكنيسة عبر المعمودية، كما تسجل حالات الوفاة".
الأكثر قراءة
شمال إفريقيا
10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق
10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته.
العالم
10/6/2025 5:00:00 PM
مرحبا من "النهار"...
لبنان
10/6/2025 9:32:00 AM
طقس الأيام المقبلة في لبنان