يشكل توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً لمباشرة إجراءات تصنيف بعض من فروع "جماعة الإخوان المسلمين" في 3 دول،  بينها الأردن، "منظمات إرهابية أجنبية"، ضربة جديدة تُضيّق الخناق أكثر على الجماعة التي كانت المملكة فعّلت قرار حظرها في نيسان/ أبريل الماضي، واتخذت تباعاً العديد من الإجراءات المشددة ضدها. 

ورغم أن خطوة ترامب لم تقتصر على إخوان الأردن فحسب وشملت أيضاً لبنان ومصر، لكن من شأنها محاصرة أي منافذ للجماعة في المملكة، خصوصا في ما يتعلق بالأنشطة المالية والتنسيقية، في وقت تسعى الجماعة بكل طاقتها إلى دعم حركة "حماس" وجناحها المسلح في محاولة لمنع انهيارهما.

وللجماعة في الأردن، ذراع سياسي هو حزب "جبهة العمل الإسلامي" ويمتلك حصة الأسد من بين حصص الأحزاب في مجلس النواب الأردني الذي انتخب في أيلول/ سبتمبر 2024، ولم تطله أي إجراءات رسمية على صلة بالإجراءات ضد الجماعة، بوصفه حزباً مرخصاً وفق أحكام القانون، لكن الحزب يبقى تحت مجهر الأجهزة الرسمية، بينما يبقى الباب مفتوحاً أمام أي إجراءات قد تحدث لاحقاً، لا سيما في حال رأت تلك الأجهزة ما يستدعي التحرك أو أن موعده قد حان.  

انعكاسات مباشرة

بشأن ذلك، يقول وزير الإعلام الأرني الأسبق سميح المعايطة لـ"النهار" إن "القرار الأميركي يأتي منسجماً مع قرار الحظر الذي سبق أن فعّلته السلطات الأردنية بحق الجماعة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "هذا التطور سيكون له انعكاسات مباشرة على الحركة والأنشطة المالية والتبرعات وشبكة المؤسسات المرتبطة بتنظيم الإخوان داخل الأردن وخارجه، خصوصا في لندن".

ومن وجهة نظره، فإن "تأثير القرار لن يقتصر على الداخل الأردني، بل سيطال الشبكات المالية والمؤسسات والعلاقات القائمة في أوروبا وأميركا وآسيا، بحكم ارتباطها بالبنية الكلية للتنظيم الدولي"، لافتاً إلى أن "هذه المؤسسات سواء داخل الأردن أو خارجه أو تلك التي على علاقة تنظيمية بالإخوان في الأردن، ستتأثر بشكل واضح بالقرار الأميركي". 

ويضيف المعايطة أن "أي حديث عن علاقات حزب جبهة العمل الإسلامي بالإخوان المسلمين يجب أن يُفهم بحذر، فالحزب يُعد رسمياً مستقلاً عن الجماعة وفق نظامه الأساسي، إلا أن الجميع يعلم بوجود ارتباط فعلي وغير موثق مع التنظيم الدولي للجماعة".

إغلاق مقر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بالشمع الأحمر (أرشيفية)

رصاصة الرحمة

ووفق ما يقول لـ"النهار" أستاذ العلوم السياسية بدر عارف الحديد، فإن "قرار ترامب بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في الأردن، بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على تحركاتها في سياق الامتداد الخارجي للتنظيم العالمي، ذلك أنه من المعروف أن للتنظيم أنشطة مالية وتنسيقية عابرة للحدود".

ويضيف الحديد أن "خطوة ترامب تكمن أهميتها في مصر أكثر من الأردن ولبنان، بوصفها مركزاً محورياً لتنظيم الإخوان الذي يستند بشكل أساسي على البنية التنظيمية المصرية"، لافتاً كذلك إلى أن "الموقف الجمعي للعديد من الدول ضد جماعة الإخوان سيصبح بعد المضي في الإجراءات الأميركية أكثر فعالية وتنظيماً وتأثيراً، ما يعمق جراح الجماعة التي تلقت ضربات عدة خلال السنوات الأخيرة أدخلتها في عزلة شبه تامة".