مذيع أردني "ينبح" لتقليد أصوات معلمات... ثم يعود معتذراً بعد موجة غضب (فيديو)

المشرق-العربي 21-11-2025 | 14:57

مذيع أردني "ينبح" لتقليد أصوات معلمات... ثم يعود معتذراً بعد موجة غضب (فيديو)

اعتبر ما قام به المذيع "إساءة بحق المعلمين واستهزاءً بهم".
مذيع أردني "ينبح" لتقليد أصوات معلمات... ثم يعود معتذراً بعد موجة غضب (فيديو)
صورة للمذيع من مقطع فيديو قدم فيه اعتذاره للمعلمين.
Smaller Bigger

أثيرت ردود فعل أردنية غاضبة على قيام مذيع في إحدى القنوات التلفزيونية بـ"النباح" على الهواء مباشرة لتقليد أصوات معلمات ظهرت أصواتهن بمقطع فيديو يشكو فيه أحد المواطنين من إزعاج يتسببن به المعلمات له كونه يسكن بجوار المدرسة.

وبدت موجة الغضب جلية عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ما قام به المذيع "إساءة بحق المعلمين واستهزاءً بهم"، قبل أن يعود المذيع ذاته في وقت لاحق للاعتذار على ما بدر منه، مشيرا إلى أنه تم أيضاً اجتزاء الفيديو.

 

 


 

في أجواء كتلك، برز منشور تم تداوله على نطاق واسع، لأمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتور نواف العجارمة، قال فيه إن "صوت المعلم مثل صوت المؤذن، كلاهما يوقظ الوعي ويهدي العقول".

 

وأضاف العجارمة: "التطاول على المعلم هو تطاول على الفضيلة التي بُنيت بها الأمم"، مؤكداً في الوقت ذاته أن "مكانة المعلم لا يهزّها نباح المتطاولين".


 

 

 

آراء متباينة

ولم تقتصر ردود الفعل على الغضب وحده، ذلك أن هناك من رأى أن الحادثة وإن تخللها أسلوب غير لائق من المذيع في التعبير عن موقفه، إلا أنها تسلط الضوء على أهمية عدم لجوء المعلمين والمعلمات بشكل عام إلى الصراخ في المدارس، لا سيما إذا كان الأمر يسبب إزعاجاً للمحيطين كما ظهر في الفيديو المتداول ذاته.

 

ويعتبر المعلم وليد عبد العزيز في حديثه لـ"لنهار" أن "المذيع ارتكب خطأ كبيراً بردة فعله وأساء للأسرة التربوية، خصوصاً أن لجوء معلمين ومعلمات إلى رفع الصوت أو حتى الصراخ هو سلوك طبيعي في بيئة تحتاج إلى الحزم والضبط، بالإضافة إلى كبر مساحة المدرسة وضمان أن يصل الصوت إلى جميع الطلبة بشكل واضح وحازم".

 

إلا أن المعملة نور فياض تختلف تماماً مع ما ذهب إليه عبد العزيز، قائلة لـ"النهار" إن "الصراخ على الطلبة أو أمامهم ليس أسلوباً تربوياً ناجعاً وقد يخلق لدى الطلبة حالة من الخوف والقلق، فضلاً عن أنه يتسبب بإزعاج للمجاورين"، لكنها توضح في الوقت ذاته أن "ما قام به المذيع يعد إساءة كبيرة تستدعي الاعتذار، إذ إن مناقشة أي قضية أو أمر يجب أن يتم بطريقة لا تتجاوز الضوابط المهنية والأخلاقية".

 

 

عاد معتذاراً

المذيع لم يقف مكتوف الأيدي أمام ردود الفعل، إذ ظهر بمطقع فيديو مجدداً محاولاً "تلطيف الأجواء" قائلا في مستهل حديثه: "أتقدم للمعلمين بأصدق عبارات الحب والمودة... أنا من رباني معلم وأخواتي الثلاثة معلمات، وأنا تخصصي دكتوراة علم نفس تربوي (تعلم وتعليم)".

 

وأضاف: "إذا بدر مني ما تعتقدون أنه إساءة نتيجة سوء في التعبير فأنا أعتذر... كانت النوايا خير، إلا أن المقطع المستخدم تم اجتزاؤه ودبلجته فظهرت كأني أشتم المعلمين وأنا دائم مع المعلم واحترامه واجب".


 

 

 

 

 

"لم يكن هفوة عابرة"

ومن وجهة نظر الاستشارية النفسية والأسرية والتربوية حنين البطوش، فإن "ما حدث على الشاشة لم يكن هفوة عابرة، بل تجاوزاً صريحاً يمسّ قيمة مهنية وأخلاقية مرتبطة بأسمى وظيفة في المجتمع: وظيفة المعلّم، فالمشكلة ليست في تقليد الصوت، بل في التسخيف العلني لشريحة تربوية تُبنى على أكتافها عقول الأجيال، حين يخرج إعلامي على الهواء ليقدّم أصوات المعلّمات بالنباح، فهو لا يسيء لأشخاص، بل يطعن في هيبة المدرسة، ورسالة التربية، وصورة المرأة العاملة التي تتحمّل مسؤولية تعليم مئات الطلبة كل يوم".

 

وأضافت البطوش لـ"النهار": "نحن نعلّم أبناءنا احترام معلّمهم، فكيف نبرّر لهم أن إعلامياً يقلّل من شأن من يعلّمهم؟. الإعلام قد يخطئ، إلا أن هناك خطّاً أحمر اسمه: كرامة الإنسان. نعم… يحقّ للجيران الاعتراض على الضوضاء، ويحقّ للمجتمع مناقشة ظاهرة الصراخ في المدارس، لكن لا يحقّ لأحد تحويل هذا النقاش إلى فقرة ترفيهية أو مادة للسخرية، لأن التربية ليست نيزكاً يسقط على الناس، بل منظومة لها أدوات وضوابط تستوجب نقداً مهنياً لا يجرح ولا يشوّه، وإلى جانب الانتهاك الأخلاقي، فإن مثل هذا التهكّم يترك أثرًا نفسيًا مباشرًا على المعلمين والمعلمات، الذين يكافحون يوميًا داخل بيئة مليئة بالتحديات، ويشعرون بأن المجتمع الذي يفترض أن يدعمهم يستهزئ بهم".

 

وتابعت: "كما يحمل الحدث أبعاداً اجتماعية تمسّ مكانة المرأة العاملة وتعيد إنتاج صورة سلبية عنها، ويؤثر على احترام الطلبة لمعلّميهم عندما يشاهدون رموز التربية مادة للتهكّم على الشاشات، ما يجعل فجوة أكبر في الانضباط والسلوك داخل الصفوف، وفي المقابل تُعيد هذه الحادثة فتح نقاش مهم حول الحاجة لتزويد المعلمين بأدوات حديثة لإدارة الصف دون رفع الصوت، من خلال التدريب على مهارات القيادة الصفية والتواصل الهادئ والضبط الإيجابي، فحل المشكلة يكون بالتمكين لا بالسخرية".

 

وأكدت البطوش أن "الحادثة تكشف أيضاً غياب الحوار البنّاء بين المدرسة والأهل والإعلام، إذ تتحول القضايا التربوية إلى ضجيج بدل نقاش رشيد ومسؤول، ورغم اعتذار المذيع، وهو خطوة تُحترم، إلا أن الرسالة الأهم تبقى موجهة إلى الإعلام: أنتم لستم مجرد ناقلين للخبر… أنتم شركاء في صياغة الوعي، وكلمة واحدة منكم قد تبني أو تهدم. ولا شك يبقى المعلّم ليس فوق النقد… لكنه فوق السخرية، وكرامته جزء لا يتجزأ من كرامة المجتمع، وأي إصلاح تربوي يبدأ من كلمة محترمة… لا من مشهد مستفزّ".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً. 
مجتمع 11/21/2025 8:31:00 AM
تركيا وسواحل سوريا ولبنان وفلسطين ستكون من بين المناطق المستهدفة بالأمطار بعد إيطاليا