أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة أن "حماس" سلّمت الصليب الأحمر في قطاع غزة نعشاً يحتوي على رفات أسير، في إطار تنفيذ وقف إطلاق النار بين اسرائيل والحركة الفلسطينية.

وأورد بيان عسكري مقتضب "بحسب معلومات الصليب الأحمر، بات في عهدته نعش أسير متوف، وهو في طريقه إلى جنود (إسرائيليين) في قطاع غزة".

في وقت سابق، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، في غزة أنّها ستسلّم جثة أسير مساء اليوم.

أمس الخميس، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رفات الأسير الذي تسلّمته السلطات مساء الأربعاء يعود إلى طالب تنزاني قتل خلال هجوم "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ونقلت جثته إلى قطاع غزة.

بدورها، أفادت "كتائب القسّام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، أنّها ستسلم رفات أسير إضافي. وفي بيان عبر "تلغرام"، قالت "كتائب القسام" إنّها ستقوم مع "سرايا القدس" بتسليم "جثة أحد أسرى العدو" بعد العثور عليها الجمعة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في الساعة التاسعة مساءً (19,00 ت.غ).

وكانت حركة "حماس" تحتجز 48 أسيراً في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة تمّ الإفراج عنهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، بعد سنتين من حرب مدمّرة.

وتأخّر تسليم الجثث بسبب صعوبات في العثور عليها، بحسب ما تقول "حماس" التي ذكرت أن معالم القطاع تغيّرت بسبب القصف الإسرائيلي، وأنّها لا تملك المعدات اللازمة للبحث عن الجثث.

وسمحت إسرائيل لفريق مصري مجهّز بآليات وخبراء للمساعدة في عمليات البحث.

دونالد ترامب. (أ ف ب)

بطء المساعدات

على الصعيد الإنساني، لفت نائب المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إلى أنّه تمّ إدخال أكثر من 37 ألف طن من المساعدات إلى قطاع غزة، منذ دخول وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، مشيراً في الوقت ذاته إلى بطء إزالة العقبات رغم التقدّم الذي تمّ إحرازه في هذا المجال.

وأشار فرحان حق إلى أنّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) "يشير إلى أنّه رغم التقدّم الكبير في إيصال المساعدات الإنسانية، إلا أنّ الاحتياجات العاجلة للسكان لا تزال هائلة، في ظل عدم إزالة العقبات بالسرعة الكافية منذ وقف إطلاق النار".

وأضاف "منذ وقف إطلاق النار حتى الإثنين، جمعت الأمم المتحدة وشركاؤها أكثر من 37 ألف طن من المساعدات عند معابر غزة، ومعظمها مواد غذائية".

وذكر أنّ "دخول (المساعدات) لا يزال محصوراً في نقطتي عبور فقط، من دون أي صلة مباشرة بين إسرائيل وشمال غزة، أو بين مصر وجنوب غزة"، مشيراً إلى "عدم إمكان إدخال بعض سلع الأمم المتحدة"، كما "لا يزال بعض موظّفي المنظّمات غير الحكومية غير قادرين على الدخول".

القوة الدولية
إلى ذلك، لفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنّه يتوقّع أن تكون القوّة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة على الأرض "قريباً جدّاً" في القطاع.

وتعد القوة المتعدّدة الجنسيات، التي من المرجّح أن تشمل قوات من مصر وقطر وتركيا والإمارات، جزءاً من خطة ترامب لوقف الحرب في غزة.

وساعدت الخطّة في التوصّل إلى وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في 10 تشرين الأول/أكتوبر، لكن الأزمة الإنسانية ظلّت على حالها.

وأكد ترامب خلال عشاء في البيت الأبيض مع قادة دول من آسيا الوسطى، "سيحدث ذلك قريباً جدّاً. والأمور في غزة تسير على ما يرام"، وذلك في رد على سؤال لأحد الصحافيين بشأن القوّة الدولية.

أضاف "لم تسمعوا كثيراً عن حدوث مشاكل، سأقول لكم، لدينا دول تطوّعت إن كانت هناك مشكلة مع حماس".

ومن المفترض أن تقوم القوة الدولية بتدريب عناصر شرطة فلسطينيين بعد التحقّق منهم في قطاع غزة، بدعم من مصر والأردن. وستتولّى القوة مهمّة تأمين المناطق الحدودية ومنع تهريب الأسلحة إلى حركة "حماس".