ضربة "دقيقة" على شمال غزة... "حماس": إسرائيل مسؤولة عن محاولة إفشال خطّة ترامب
عاد الهدوء الحذر إلى قطاع غزة بعد انتهاء جولة غارات إسرائيلية عنيفة، جاءت بعد اتّهام حركة "حماس" بخرق اتّفاق وقف إطلاق النار، وفق ما قالت السلطات الإسرائيلية.
وزعم الجيش الإسرائيلي "اغتيال فلسطينيين شاركوا في أحداث السابع من أكتوبر من بينهم 3 قادة من قوات النخبة - أحدهم قاد عملية التسلل إلى مستوطنة العين الثالثة".
🔻بعد الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل حماس وقبل إعادة تنفيذ الاتفاق: جيش الدفاع استهدف عشرات المخربين ومن بينهم مخربين اثنين برتبة قائد كتيبة، ومخربين اثنين برتبة نائب قائد كتيبة، و 16 مخرباً برتبة قادة سرايا
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 29, 2025
⭕️شنّ جيش الدفاع خلال الليلة الماضية غارات على أهداف تابعة… pic.twitter.com/DM07tlS4aQ
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء أنّه شنّ "ضربة دقيقة" استهدف فيها مخزناً للأسلحة في شمال غزة الأربعاء، بعد ساعات من تأكيده إعادة العمل بوقف إطلاق النار في القطاع.
وجاء في بيان عسكري أن الجيش "هاجم بنية تحتية إرهابية" في بيت لاهياً، مشيراً إلى أنّها استخدمت لتخزين وسائل قتالية وجوية كانت مخصّصة لتنفيذ مخطّط ضد قواته.
تعليق من "حماس"
في تعليق على الغارات الأخيرة، اعتبرت الحركة الفلسطينية أنّ "التصعيد الغادر تجاه شعبنا في غزة يكشف عن نيةٍ إسرائيلية واضحة لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار وفرض معادلات جديدة بالقوة، في ظلّ تواطؤ أميركي يمنح حكومة بنيامين نتنياهو الفاشية غطاء سياسياً لمواصلة جرائمها".
وقالت في بيان: "إنّ مواقف الإدارة الأميركية المنحازة للاحتلال تُعدّ شراكةً فعلية في سفك دماء أطفالنا ونسائنا، وتشجيعاً مباشراً على استمرار العدوان".
وأكّدت "حماس" أنّ "الاحتلال يتحمّل كامل المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير وتبعاته الميدانية والسياسية، ومحاولة إفشال خطّة ترامب واتفاق وقف إطلاق النار. وعلى العالم أن يُدرك أنّ دماء أطفالنا ونسائنا ليست رخيصة، وأنّ المقاومة بكافة فصائلها التي التزمت بالاتّفاق بإرادةٍ مسؤولة، وما تزال ملتزمةً به، لن تسمح للعدو بفرض وقائع جديدة تحت النار".
وختمت: "تدعو الحركة الوسطاء والضامنين إلى تحمّل مسؤولياتهم الكاملة إزاء هذا الانفلات العدواني، والضغط الفوري على حكومة الاحتلال لوقف مجازرها والالتزام التام ببنود الاتّفاق".

"مجزرة كبيرة"
بدوره، أعلن المتحدث باسم الحركة حازم قاسم أن "الاحتلال الإسرائيلي قام بارتكاب مجزرة كبيرة في الليلة الماضية، رغم وجود اتفاق لوقف الحرب، حيث أقدم على انتهاك هذا الاتفاق من خلال قتل أكثر من مئة مواطن في قطاع غزة في ليلة واحدة، بينهم أكثر من 45 طفلاً و20 امرأة".
وقال في تصريح: "هذا السلوك يعكس عدم احترام واضح من حكومة الاحتلال للوسطاء والدول الضامنة، التي عجزت عن منع الاحتلال من مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة".
ودعا جميع الأطراف التي اجتمعت في شرم الشيخ إلى "الوقوف عند مسؤولياتها واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف عدوان الاحتلال وانتهاكاته لاتّفاق وقف الحرب على غزة".
والثلاثاء، اتّهم الجيش الإسرائيلي "حماس" بـ"التضليل" في عملية البحث عن رفات رهينة كان محتجزاً في غزة، وهو من بين 28 جثماناً كان من المقرّر أن تسّلمها الحركة بموجب اتّفاق وقف إطلاق النار.
ولفت الجيش في بيان إلى أنّه تمّ الإثنين "توثيق عدد من عناصر حماس وهم يخرجون بقايا جثة من داخل مبنى أعدّ مسبقاً، ويقومون بدفنها في مكان قريب"، مرفقاً ذلك بمقطع فيديو من طائرة مسيّرة قال إنّه يوثق العملية.
وفي بيان، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ"فرانس برس" إن فريقها حضر "بحسن نية" إلى الموقع بناء على طلب من "حماس".
وأضافت أن "فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ذلك الموقع لم يكن على علم بأن شخصاً متوفى وُضع هناك قبل وصوله، كما يظهر في اللقطات المصوّرة".
في المواقف...
متابعة لهذه التطوّرات، وصف رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الهجوم على جنود إسرائيليين في قطاع غزة والغارات التي شنّتها إسرائيل ردّاً على ذلك بأنّها "مخيّبة للآمال ومحبطة للغاية لنا".
وقال أمام مركز الأبحاث مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك إن "حماس" واضحة في استعدادها للتخلّي عن الحكم في قطاع غزة، وقطر تحاول دفعها للإقرار بضرورة إلقاء السلاح.
وتابع: "لحسن الحظ، أعتقد أن الطرفين الرئيسيين - كلاهما - يقرّان بضرورة صمود وقف إطلاق النار وضرورة التزامهما بالاتفاق".
ووصفت أيضاً الأمم المتحدة الأربعاء عدد الضحايا الذين سقطوا في الضربات الإسرائيلية الجديدة في غزة بأنه "مروع"، وحضّت جميع الأطراف على التمسّك بالسلام.
وتحدّث مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان عن "تقارير مروّعة تفيد بمقتل أكثر من 100 فلسطيني خلال الليل في موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت بشكل رئيسي المباني السكنية وخيم النازحين والمدارس في جميع أنحاء قطاع غزة، في أعقاب مقتل جندي إسرائيلي".
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال اجتماع مجلس الوزراء، الأربعاء، أن وقف إطلاق النار في غزة "مهدّد".
ونقلت المتحدثة باسم الحكومة مود بروجون عن الوزير قوله "في غزة، تجدّدت العمليات العسكرية الإسرائيلية أمس، بعد هجمات لحماس وبطئها في إعادة جثث رهائن".
وقالت المتحدّّّثة إن "أولويتنا هي المشاركة في الإطار الذي وضعه الأميركيون لإرساء الاستقرار في القطاع، وفي موازاة ذلك نناقش مع الأميركيين تفويض القوة الدولية المقبلة لإرساء الاستقرار، وندفع الفلسطينيين إلى أن يشكّلوا سريعاً اللجنة المكلّفة إدارة غزة".
من جهّته، دعا وزير الخارجية الألماني إسرائيل إلى "ضبط النفس عسكرياً لتجنب معاناة جديدة في غزة".
وقال يوهان فاديفول في بيان قبل توجّهه إلى الأردن ولبنان والبحرين إن "المعلومات الأخيرة عن تجدّد المعارك تقلقني بشدّة".
ويعتزم فاديفول البحث مع "شركاء لألمانيا" خلال زياراته في "كيفية مواكبة برلين بشكل ملموس الخطوات التالية" من خطّة السلام بين إسرائيل و"حماس"، وأين ينبغي أن تفعل.
وأعرب الوزير عن رغبته في "مواصلة دعم" الأردن، ملاحظاً أنّه "مركز للمساعدات الإنسانية" وأنّه "بذل جهوداً جبّارة في السنوات الأخيرة لتوفير الاحتياجات الأساسية لسكّان غزة".
بدوره، دعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء "مختلف الأطراف" في غزة إلى "احترام وقف إطلاق النار"، فيما ندّدت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا بالغارات الإسرائيلية الجديدة التي أودت بأكثر من مئة شخص.
وقالت ريبيرا، وهي مسؤولة عن سياسة المنافسة، في منشور عبر منصة "إكس": "نحتاج إلى فرصة للسلام، لا إلى ذرائع لمزيد من الغارات".
وقال الناطق باسم الفريق الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي أنور العوني "نُجدّد دعوتنا الجميع، كل الأطراف، إلى مواصلة احترام وقف إطلاق النار".
وختم "لا يوجد حل عسكري لهذا النزاع، وحان الوقت لإنهاء هذه الحلقة المفرغة من العنف والموت والدمار".
نبض