اختراق ديبلوماسي كبير نحو إنهاء حرب غزة: ترحيب عربي ودولي وترامب يحضر التّوقيع

المشرق-العربي 09-10-2025 | 20:30

اختراق ديبلوماسي كبير نحو إنهاء حرب غزة: ترحيب عربي ودولي وترامب يحضر التّوقيع

يبقى الهدف الأساسي تنفيذ العملية دفعة واحدة، غير أن الصعوبات اللوجستية قد تفرض تنفيذها على مراحل.
اختراق ديبلوماسي كبير نحو إنهاء حرب غزة: ترحيب عربي ودولي وترامب يحضر التّوقيع
حجاج مسيحيون أجانب وغيرهم من المؤيدين لاتفاق وقف النار يسيرون عبر سوق محانيه يهودا في القدس احتفالا بعيد العرش اليهودي. (أ ف ب)
Smaller Bigger

وفي اليوم الـ732 للحرب الدموية في غزة والتي أوقعت أكثر من 70 ألف قتيل وخلّفت دماراً هائلاً، أمكن التوصل إلى اختراق ديبلوماسي بعد أشهر من المحادثات الفاشلة، يتمثل في الاتفاق على المرحلة الأولى للخطة الأميركية التي تنص على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين لدى "حماس"، والإفراج عن أسرى فلسطينيين وبدء انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

 

ويؤذن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" بدأت الإثنين في شرم الشيخ، وحظي بترحيب عربي ودولي واسع، بإغلاق جرح كبير لم ينفك يتسع منذ  هجمات 7  تشرين الأول/أكتوبر 2023 التي قادتها "حماس" في جنوب إسرائيل، وإعطاء زخم للجهود المبذولة لإنهاء حرب امتدت تداعياتها إلى خارج المناطق الفلسطينية وأشعلت جبهات تبدأ بلبنان ولا تنتهي بإيران.

 

وتأمل إدارة ترامب أن يكون الاتفاق الخطوة الأولى نحو تسوية طويلة الأمد تتضمن محادثات حول نزع سلاح "حماس" وتشكيل حكومة موقتة للإشراف على غزة.

 

وقال  ترامب إنه ينبغي إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة "يوم الاثنين أو الثلاثاء"، وإن "التوقيت الدقيق" لرحلته إلى الشرق الأوسط، وتحديداً إلى مصر، لا يزال قيد البحث. ولفت إلى أنه سيتحدث في الكنيست إذا طلبوا ذلك.

 

وأضاف: "حققنا الليلة الماضية تقدماً بالغ الأهمية في الشرق الأوسط، وهو أمرٌ قال الناس إنه لن يتحقق أبداً... أنهينا الحرب في غزة، وحققنا السلام على نطاق أوسع بكثير. وأعتقد أنه سيكون سلاماً دائماً... سلاماً في الشرق الأوسط".

 

وعبّر عن امتنانه لقطر وتركيا ومصر على مساعدتها.

 

الفلسطينيون يحتفلون في خان يونس (أ ف ب)
الفلسطينيون يحتفلون في خان يونس (أ ف ب)

 

البحث عن الجثامين
 ولا تزال ثمة تفاصيل في الاتفاق ستبحث في الأيام المقبلة.

 

وأفادت "القناة 13" الإسرائيلية بأن المحادثات مستمرة في شرم الشيخ بشأن هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، من دون وضوح القائمة النهائية.

 

وبما أن استعادة جثامين القتلى الإسرائيليين ستستغرق على الأرجح أكثر من 72 ساعة، وفقاً لما قاله مسؤول إسرائيلي رفيع، فقد تقرّر ضمن الاتفاق تشكيل قوة مهام دولية مشتركة تهدف إلى البحث عن جثامين الأسرى الذين لم يُعثر عليهم بعد، تشارك فيها إسرائيل ومصر وقطر والولايات المتحدة، وربما تركيا. وهدف هذه القوة هو الوصول إلى المواقع التي تشير المعلومات الاستخباراتية إلى احتمال دفن الأسرى القتلى فيها ومحاولة العثور عليهم، ما يعني أن النتيجة العملية مرجّح أن تستغرق أكثر من 72 ساعة.

 

أما في ما يخصّ الإفراج عن الأسرى الأحياء، فلم يُحدّد بعد الموعد الدقيق، لكن العدّ التنازلي لمدة 72 ساعة سيبدأ اعتباراً من لحظة انسحاب إسرائيل إلى "الخط الأصفر". وفي إسرائيل يُقدّر أن ذلك سيحدث يوم الأحد أو الاثنين المقبل.

 

ويبقى الهدف الأساسي تنفيذ العملية دفعة واحدة، غير أن الصعوبات اللوجستية قد تفرض تنفيذها على مراحل. لذلك، سلّمت إسرائيل خلال الساعات الأخيرة حركة "حماس" إرشادات أعدّها خبراء بشأن كيفية التعامل مع الأسرى خلال الأيام التي تسبق إعادتهم، بما في ذلك الجوانب الغذائية والصحية الخاصة بهم.

الإفراج عن البرغوثي وعودة القدوة
في خضمّ كل ذلك، ليس من الصعب فلسطينياً قراءة ترحيب الرئيس الفلسطيني وحركة "فتح" بإنجاز الاتفاق. فالسلطة رحّبت به من باب المجاملة السياسية لا أكثر، بعدما نأت بنفسها منذ اليوم الأول عن الحرب والإبادة. غير أن ذلك لا ينفي شعورها بالخطر على مستقبلها السياسي، إذ وضعت حركة "حماس" القيادي مروان البرغوثي على رأس قائمة الأسرى المقترحين للتبادل، وهو شخصية محورية في تغيير قواعد اللعبة الداخلية، وإعادة الاعتبار لحركة "فتح" المأزومة في الساحة الفلسطينية، التي تعاني قيادةً ضعيفة غير مرغوبة شعبياً، وتسعى إلى لمّ الشمل وإصلاح ما أفسده الانقسام وقرار الرجل الواحد في المقاطعة.

 

ولا يقلّ عن ذلك أهميةً الحديث عن العفو عن مفصولي الحركة، إذ لا تستبعد مصادر مطلعة عودة ناصر القدوة، البالغ من العمر 72 عاماً، وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات وفُصل من الحركة في آذار/مارس 2021 بعد تأسيسه قائمة للترشح في الانتخابات التشريعية وقيادته تحالفاً مع مروان البرغوثي.

 

ولا يُستبعد أن تمهّد عودته الطريق للمشاركة في إدارة غزة ضمن ترتيبات ما يُعرف بـ"اليوم التالي" للحرب المستمرة منذ نحو عامين، وسط تباينٍ في المواقف بشأن إمكانية عودة القيادي المفصول محمد دحلان، وانعكاسات ذلك على ترتيب البيت الفتحاوي وملف المصالحة الوطنية.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
المشرق-العربي 10/9/2025 5:51:00 AM
حذّر أدرعي سكان قطاع غزة من العودة إلى المنطقة التي تقع شمال وادي غزة
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟