الجيش الإسرائيلي يطلق الهجوم البري للسيطرة على غزة... الأمم المتحدة: لوقف المذبحة

أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" عن توسيع المناورة البرية نحو مدينة غزة.
وقال في منشور على منصة "إكس": "خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، شرعت قوات جيش الدفاع النظامية والاحتياطية من الفرق 98، 162، و36 بعملية برية واسعة في أرجاء مدينة غزة في إطار عملية عربات جدعون2. وتزامناً مع ذلك، تعمل قوات الفرقة 143 في منطقة التأمين مقابل بلدات النقب الغربي، وتنفّذ عمليات هجومية في منطقتيْ رفح وخان يونس، بينما تتحرك قوات الفرقة 99 في شمال القطاع".
🔴قوات جيش الدفاع في قيادة المنطقة الجنوبية بدأت بتوسيع المناورة البرية نحو مدينة غزة
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 16, 2025
⭕️خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، شرعت قوات جيش الدفاع النظامية والاحتياطية من الفرق 98، 162، و36 بعملية برية واسعة في أرجاء مدينة غزة في إطار عملية #عربات_جدعون2
⭕️وتزامنًا مع ذلك، تعمل… pic.twitter.com/xBgoZ2D7Kn
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدعو إسرائيل "لوقف المذبحة" بمدينة غزة
دعا فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها البري على مدينة غزة الذي بدأ اليوم الثلاثاء، قائلاً إن الأدلة تتزايد على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وربما أكثر من ذلك.
وأضاف في تصريحات للصحافيين في جنيف: "لا يسعني إلا أن أفكر في ما يعنيه ذلك بالنسبة للنساء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص ذوي الإعاقة، إذا ما تعرضوا للهجوم مرة أخرى بهذه الطريقة. وعلي أن أقول إن الرد الوحيد على ذلك هو: أوقفوا المذبحة".
وأضاف: "الفلسطينيون والإسرائيليون يصرخون من أجل السلام. الجميع يريد وضع حد لهذا، وما نراه هو مزيد من التصعيد وهو أمر غير مقبول على الإطلاق".
يونيسف: توقع فرار أطفال مدينة غزة أمر "غير إنساني"
قالت مسؤولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الثلاثاء إن من "غير الإنساني" توقع مغادرة مئات الآلاف من الأطفال مدينة غزة لأن المخيمات الواقعة في الجنوب غير آمنة ومكتظة وغير مجهزة لاستقبالهم.
وقالت تيس إنغرام المتحدثة باسم اليونيسف للصحافيين في اتصال عبر الفيديو من مخيم المواصي مترامي الأطراف في قطاع غزة: "من غير الإنساني أن نتوقع من قرابة نصف مليون طفل، تعرضوا لعنف وصدمات نفسية على مدى أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، أن يفروا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر".
وأوضح فلسطينيون لـ"رويترز" أن الظروف هناك بائسة للغاية لدرجة أن بعض الأشخاص الذين فروا من الهجوم الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة التي ضربتها مجاعة في الأيام القليلة الماضية يتجهون عائدين نحو القنابل المتساقطة.
وقالت إنغرام: "ليس أمام الناس خيار جيد حقاً، إما البقاء في الخطر أو الفرار إلى مكان يعلمون أيضا أنه خطر"، مضيفة أن بعض الأطفال قُتلوا في مخيم المواصي خلال جلبهم للمياه.
بالفيديو- نتنياهو يستهل مثوله أمام المحكمة بالإعلان عن بدء "هجوم مكثف" على مدينة غزة
الاتحاد الأوروبي يعتبر أن توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة سيسبب مزيداً من الدمار والموت
اعتبر الاتحاد الأوروبي أن توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة سيسبب "مزيداً من الدمار والموت والنزوح"، على ما أفاد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل.
وقال المتحدث أنور العوني أمام الصحافيين إن التكتل الاوروبي "لم يكف عن حضّ إسرائيل على عدم تكثيف عمليتها في مدينة غزة (...) وأشرنا بشكل واضح إلى أن هذا من شأنه أن يفاقم الوضع الإنساني الكارثي ويعرض حياة الرهائن للخطر".
وزيرة الخارجية البريطانية تصف توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة بـ"المتهور والمروع"
دانت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر الثلاثاء توسيع إسرائيل لعمليتها البريّة في مدينة غزة واصفة الخطوة بـ"المتهوّرة والمروّعة"، فيما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت على منصة "إكس": "لن يؤدي الأمر إلا إلى المزيد من سفك الدماء وقتل المزيد من المدنيين الأبرياء وتعريض من تبقى من الرهائن إلى الخطر".
بدأ الجيش الإسرائيلي العملية "الأساسية" ضمن هجومه للسيطرة على مدينة غزة موسعاً تقدمه براً نحو وسطها، بحسب ما أفاد مسؤول عسكري الثلاثاء غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو دعماً كاملاً للدولة العبرية لتحقيق أهدافها في قطاع غزة.
يأتي ذلك في يوم اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم "حماس" على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتعرّضت مدينة غزة فجر الثلاثاء لقصف إسرائيلي عنيف ومكثف، بحسب ما أفاد شهود عيان وكالة "فرانس برس".
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحافيين: "ما بدأناه الليلة الماضية هو الخطوة الأساسية نحو مدينة غزة"، مشيراً إلى الجيش يقدّر وجود ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل من "حماس" في المدينة.
وأكد أن القوات تتقدم نحو وسط المدينة التي تعرّضت لقصف إسرائيلي مكثّف على مدى الأسابيع الأخيرة.
أوضح: "الليلة الماضية، انتقلنا إلى المرحلة التالية، المرحلة الأساسية من خطة" الجيش للسيطرة على المدينة، مضيفا: "وسّعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساسي لحماس في غزة، وهو مدينة غزة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن مدينة غزة "تحترق" مشيراً إلى أن الجيش "يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا".
وزار روبيو إسرائيل عقب أيام من استهداف الدولة العبرية قادة "حماس" في الدوحة. وهو حذّر قبيل توجهه الى قطر الثلاثاء بأن أمام "حماس" "مهلة قصيرة جداً" لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال للصحافيين: "بدأ الإسرائيليون تنفيذ عمليات هناك (غزة). لذلك نعتقد أن أمامنا مهلة قصيرة جداً للتوصل إلى اتفاق. لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياما، أو بضعة أسابيع".
وتحوّل معظم مدينة غزة إلى أنقاض بعد نحو عامين من الضربات الإسرائيلية.
وقال أحمد غزال، أحد سكان المدينة، "هناك قصف كثيف بشكل كبير على مدينة غزة لم يهدأ والخطر يزداد".
وأضاف الشاب البالغ 25 عاماً والذي يقيم قرب ساحة الشوا أنّه فجر الثلاثاء: "سمعنا صوت انفجار هزّ الأرض بشكل مرعب"، مشيراً إلى أنّ الجيش الإسرائيلي "استهدف مربّعاً سكنياً يضمّ منازل العديد من العائلات (...) لقد دمّرت ثلاثة منازل بشكل كامل".
وأكّد أنّ "أغلب المنازل التي دمّرت حتى الآن مأهولة بالسكّان... وعدد كبير من المواطنين تحت الأنقاض ويصرخون".
من جهته، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، لفرانس برس إنّ "القصف ما زال مستمراً بشكل كثيف على مدينة غزة وأعداد الشهداء والإصابات في ازدياد".
وأفاد بأن 27 شخصا قتلوا الثلاثاء في القطاع المحاصر والمدمّر، معظمهم في مدينة غزة التي فر منها السكان بأعداد كبيرة منذ أسابيع.
وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق من دون تمكّن "فرانس برس" من التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني أو الجيش الإسرائيلي.
"إبادة جماعية"
وكان الجيش كثّف القصف على مدينة غزة في الأسابيع الأخيرة، ودمّر عدداً من المباني المتعددة الطبقات بذريعة أن "حماس" تستخدمها لغايات عسكرية. وتنفي الحركة الفلسطينية ذلك.
وكان تكثيف الهجوم الإسرائيلي أثار مخاوف على مصير المحتجزين الإسرائيليين في القطاع. وأكد منتدى عائلات الرهائن في بيان في بيان إنهم "يشعرون بالرعب" على أقاربهم، معتبرين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يبذل قصارى جهده لضمان عدم التوصل إلى اتفاق ومنع عودتهم".
واضطرت غالبية سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، إلى النزوح مرة واحدة على الأقل، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع المحاصر. كما تسببت الحرب بأزمة انسانية كارثية وصلت حد إعلان الأمم المتحدة في آب/أغسطس المجاعة في عزة.
وخلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة إلى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" هدفها "القضاء على الفلسطينيين".
وقالت رئيسة اللجنة للوكالة: "خلصنا إلى أن إبادة جماعية تحدث في غزة ولا تزال جارية، وأن المسؤولية تتحملها إسرائيل".
وأشار تقرير للجنة الثلاثاء إلى أن السلطات الاسرائيلية ارتكبت "أربعة من الأفعال الخمسة" التعريفية للإبادة الجماعية وفق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وهي "قتل أعضاء من الجماعة، إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة، إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً، وفرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة".
ورفضت الخارجية الإسرائيلية "رفضاً قاطعاً هذا التقرير المشوه والخاطئ"، داعية إلى "حلّ لجنة التحقيق هذه فوراً". واتهمت معديه بالعمل "كوكلاء لحماس"، وبأنهم "معروفون بموافقهم العلنية المعادية للسامية".
طمأنة الدوحة
وفي جنيف، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء إن الهجوم الاسرائيلي الذي استهدف قادة من حماس في قطر يهدد السلام والاستقرار الإقليميين.
وحضّ على "المحاسبة عن عمليات القتل خارج نطاق القانون".
وأتت زيارة روبيو إلى إسرائيل عقب هجوم غير مسبوق شنّته الدولة العبرية في التاسع من أيلول/سبتمبر، كان الهدف منه اغتيال قادة الصف الأول في حركة حماس خلال اجتماعهم في الدوحة لمناقشة مقترح أميركي جديد للهدنة.
وأثار الهجوم على قطر التي تضم أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة، انتقادات نادرة من دونالد ترامب بحق حليفته إسرائيل. وتعهد ترامب الاثنين بأن إسرائيل "لن تضرب قطر" مجدداً.
وصباح الثلاثاء، وصل روبيو إلى قطر حيث التقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني.
وكان روبيو أشار قبيل مغادرته إسرائيل، إلى أن قطر هي الوحيدة القادرة على التوسط بشأن غزة.
وقال متحدّثاً عن القطريين: "من الواضح أن عليهم تقرير ما إذا كانوا يريدون القيام بذلك بعد ما حصل الأسبوع الماضي أم لا، لكننا نريد منهم أن يعلموا أنه إذا كانت هناك دولة في العالم يمكنها المساعدة في إنهاء هذا عبر مفاوضات فهي قطر".
اقرأ أيضاً:بالصور - الناس يفرّون وسط القصف... والدخان يغطي الأفق في غزة
وفي الدوحة، دعت قمة عربية-إسلامية طارئة عُقدت للبحث في الهجوم الإسرائيلي على قطر إلى "مراجعة العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية" مع إسرائيل، مطالبة في بيانها الختامي "جميع الدول باتخاذ كافة التدابير القانونية (...) لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني".
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصاً في الدولة العبرية، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لـ"فرانس برس" استناداً للأرقام الرسمية.
وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة ما لا يقل عن 64905 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.