المشرق-العربي
15-09-2025 | 06:44
البديل الإسرائيلي لوادي النار… "نسيج الحياة" يعمّق عزلة الفلسطينيين!
سُمّي بـ"نسيج الحياة" لأن الجيش الإسرائيلي يحاول تسويقه كطريق يعزز "نمط حياة الفلسطينيين".
طريق وادي النار، حلقة الوصل الوحيدة التي تربط وسط الضفة وشمالها بجنوبها. (النهار)
يعتبر طريق وادي النار المتعرّج والخطير شريان حياة الضفة الغربية، وحلقة الوصل الوحيدة التي تربط وسط الضفة وشمالها بجنوبها، من السواحرة شرقاً مروراً ببلدة العبيدية، وينتهي ببيت لحم والخليل جنوباً. ويُعدّ، كذلك، حلقة وصل أساسية لنحو مليوني فلسطيني من سكان شمالي وجنوبي الضفة الغربية.
وكان الجيش الإسرائيلي أقام حاجزاً على هذا الطريق في نهاية التسعينيات، أُطلق عليه اسم "الكونتينر"، نظراً إلى إقامة الجنود في كونتينر.
وجرى تطوير الطريق ليكون أسرع وأكثر انسيابية وأماناً، إذ يتضمن إنشاء جسور وأنفاق وتقليل معدل الانحدار مقارنة بالطريق القديم.
انعدام سبل الحياة
أحمد فتحي من العيزرية (35 عاماً) يعمل سائقاً منذ أكثر من عشر سنوات في مؤسسة فلسطينية. التقتْه "النهار" بالقرب من وادي النار، حيث يتنقل بحسب طبيعة عمله أسبوعياً. يقول إن "حاجز الكونتينر وطريق وادي النار من أصعب الطرق في الضفة الغربية. عندما يغلق الجنود الحاجز يضطر الناس إلى سلوك طريق ترابي وعر للالتفاف على الحاجز، الذي يتم إغلاقه أحياناً ليشلّ كل شيء. الشارع الترابي وعر، ومغبر، وغير مؤهل، ويمر عبر الأودية لتجاوز الحاجز؛ وهو خطير، ويلحق الضرر بالمركبات، ولا يصلح سوى للسيارات ذات الدفع الرباعي".
ويتابع: "الناس قلقة جداً، والظروف صعبة أصلاً، ولا تزال الأمور غير واضحة. مجرد قرارات لا نعلم إن كانت ستنفّذ أم لا".
ويضيف: "تنفيذ مشروع إي1 سيكون له تبعات على كل الفلسطينيين، وربما سيحتاج كل فلسطيني إلى تصريح للخروج من منطقته. سيكون الواقع أسوأ بكثير من انتظار تصريح الدخول إلى القدس، وربما سنحتاج تصريحاً للوصول إلى الخليل ورام الله وبيت لحم ونابلس بحسب ما يتداول. فالخطة ستغلق العيزرية بل ستخنقها".
ويشير فتحي إلى أن "الطريق يعتبر خطاً تجارياً نشطاً. سيارات الشحن التابعة لمصانع الأغذية ومصانع البلاستيك والإسمنت والحديد والمحاجر، والتجار والمقاولون، إضافة إلى المواطنين، يستخدمون الطريق يومياً. وإغلاقه سيؤدّي إلى انعدام الحياة التجارية والاقتصادية في فلسطين وسيؤدي إلى إغلاق المؤسسات".
وسيصعب على نسبة كبيرة من المقدسيين الوصول إلى بلدة العيزرية للتسوق، والمصالح التجارية في البلدة ستغلق، وستنعزل عن محيطها وتتحول إلى سجن كبير مغلق من كافة الاتجاهات.
ويشير السائق الفلسطيني إلى أن السياحة الدينية في البلدة، التي تعتبر رابع مكان مقدس للمسيحيين في فلسطين لوجود قبر إليعازر وسبع كنائس فيها، ستنعدم نهائياً.
ويلفت إلى أن الحياة الاجتماعية في البلدة "ستتأثر بشكل كبير"؛ فطبيعة السكان متنوعة من المقدسيين ومن شمالي وجنوبي الضفة، كما أن العديد من العائلات ارتبطت بعائلات في القدس، وهذا سيقطع صلة الوصل، خاصة بعد توقف الإدارة المدنية عن منح تصاريح للفلسطينيين للدخول إلى القدس.
أما الرفاهية والوصول إلى مدينة أريحا "فستتحوّل إلى عذاب مضاعف، وسيصبح السفر والترفيه من الأحلام التي يتمناها كل فلسطيني".
ووفق تقارير المنظمات الدولية، فإن انتشار الحواجز الإسرائيلية يؤثر على مختلف القطاعات اقتصادياً وتعليمياً وصحياً. وبحسب منظمة "أطباء بلا حدود"، فإن إعاقة الحركة والحدّ منها يؤثران سلباً على تقديم الرعاية الصحية والوصول إليها، خاصة في المناطق البعيدة والتجمعات النائية، ولا سيما بعد زيادة عدد الحواجز وإحكام نظام السيطرة الحالي بشكل كبير من خلال القيود الإضافية المفروضة على الفلسطينيين.
طرقات للمستوطنين خالية من الحواجز
شارع "نسيج الحياة" المخصص للفلسطينيين حصراً هو نفق تحت الأرض، يبدأ من جنوب العيزرية، ويمتد حتى شمال بلدة الزعيّم، بحيث يقتصر مرور الفلسطينيين بين الأجزاء الجنوبية والشمالية للضفة الغربية على هذا النفق حصراً، ويُمنع مرورهم بالتالي من الطريق الحالي الذي يصل إلى الشارع رقم 1 عند مفترق مستوطنة "معاليه أدوميم".
وسُمّي بـ"نسيج الحياة" لأن الجيش الإسرائيلي يحاول تسويقه كطريق يعزز "نمط حياة الفلسطينيين"، ويشكل "نسيج حياة" بين شمالي الضفة الغربية وجنوبيها، بينما الهدف الفعلي لبنائه هو السماح بالتواصل المباشر بين المستوطنات الإسرائيلية، ورفع الحواجز الأمنية عن الطرقات التي تربطها، وتخصيصها للإسرائيليين حصراً، بينما يسمح إغلاقه للسلطات الاسرائيلية بمنع التواصل والتنقل بين شمالي الضفة الغربية وجنوبيها بشكل قد يؤدي مع الزمن إلى جعل السفر نحو الأردن أسهل فعلياً.
وسينهي استحداث هذا الطريق الحاجة إلى الحواجز العسكرية في بلدات الزعيّم والعيزرية، وسيحوّل الشارع ليكون مخصصاً للإسرائيليين فقط. وبالمعنى الحرفي، هو تطبيق لنظام الفصل العنصري من خلال حركة المرور، بتسهيل حركة المستوطنين وتقليل فترات انتظارهم والتخفيف من الأزمات الخانقة في ساعات الذروة، مقابل خنق الفلسطينيين وتعطيل حياتهم والسماح لمستوطنة "معاليه أدوميم" بالتواصل المباشر مع القدس، مما سينعكس على عدد سكانها الذي يتجاوز الـ40 ألفاً، ومساحتها التي تقارب الـ 70 كيلومتراً مربعاً، والتي ستزداد مع بدء تنفيذ مشروع تطويرها.
هذا الطريق سيقطع التواصل خلال مرحلة البناء بين التجمعات البدوية الـ25 المحيطة بالقدس والبلدات الفلسطينية التي تعتمد في التواصل والخدمات على بلدات العيزرية وأبو ديس وحزما، وسيتم عزلها تماماً، مما سيسهل إخلاء الخان الأحمر وجبل البابا ووادي جمل وغيرها من التجمعات.
كذلك، سيقضم مئات الدونمات من الأراضي، وسيتسبّب بهدم منشآت ومبانٍ سكنية ومحال تجارية في بلدة العيزرية المصنفة "منطقة ب" وفق اتفاق أوسلو، والمفترض أن يكون تنظيم البناء والسكن فيها من صلاحيات السلطة الفلسطينية. فعلياً قامت الإدارة المدنية أخيراً بإرسال ما يقارب الـ 112 أمراً بالهدم على مدخلها.
وكان الجيش الإسرائيلي أقام حاجزاً على هذا الطريق في نهاية التسعينيات، أُطلق عليه اسم "الكونتينر"، نظراً إلى إقامة الجنود في كونتينر.
وجرى تطوير الطريق ليكون أسرع وأكثر انسيابية وأماناً، إذ يتضمن إنشاء جسور وأنفاق وتقليل معدل الانحدار مقارنة بالطريق القديم.
انعدام سبل الحياة
أحمد فتحي من العيزرية (35 عاماً) يعمل سائقاً منذ أكثر من عشر سنوات في مؤسسة فلسطينية. التقتْه "النهار" بالقرب من وادي النار، حيث يتنقل بحسب طبيعة عمله أسبوعياً. يقول إن "حاجز الكونتينر وطريق وادي النار من أصعب الطرق في الضفة الغربية. عندما يغلق الجنود الحاجز يضطر الناس إلى سلوك طريق ترابي وعر للالتفاف على الحاجز، الذي يتم إغلاقه أحياناً ليشلّ كل شيء. الشارع الترابي وعر، ومغبر، وغير مؤهل، ويمر عبر الأودية لتجاوز الحاجز؛ وهو خطير، ويلحق الضرر بالمركبات، ولا يصلح سوى للسيارات ذات الدفع الرباعي".
ويتابع: "الناس قلقة جداً، والظروف صعبة أصلاً، ولا تزال الأمور غير واضحة. مجرد قرارات لا نعلم إن كانت ستنفّذ أم لا".
ويضيف: "تنفيذ مشروع إي1 سيكون له تبعات على كل الفلسطينيين، وربما سيحتاج كل فلسطيني إلى تصريح للخروج من منطقته. سيكون الواقع أسوأ بكثير من انتظار تصريح الدخول إلى القدس، وربما سنحتاج تصريحاً للوصول إلى الخليل ورام الله وبيت لحم ونابلس بحسب ما يتداول. فالخطة ستغلق العيزرية بل ستخنقها".
ويشير فتحي إلى أن "الطريق يعتبر خطاً تجارياً نشطاً. سيارات الشحن التابعة لمصانع الأغذية ومصانع البلاستيك والإسمنت والحديد والمحاجر، والتجار والمقاولون، إضافة إلى المواطنين، يستخدمون الطريق يومياً. وإغلاقه سيؤدّي إلى انعدام الحياة التجارية والاقتصادية في فلسطين وسيؤدي إلى إغلاق المؤسسات".
وسيصعب على نسبة كبيرة من المقدسيين الوصول إلى بلدة العيزرية للتسوق، والمصالح التجارية في البلدة ستغلق، وستنعزل عن محيطها وتتحول إلى سجن كبير مغلق من كافة الاتجاهات.
ويشير السائق الفلسطيني إلى أن السياحة الدينية في البلدة، التي تعتبر رابع مكان مقدس للمسيحيين في فلسطين لوجود قبر إليعازر وسبع كنائس فيها، ستنعدم نهائياً.
ويلفت إلى أن الحياة الاجتماعية في البلدة "ستتأثر بشكل كبير"؛ فطبيعة السكان متنوعة من المقدسيين ومن شمالي وجنوبي الضفة، كما أن العديد من العائلات ارتبطت بعائلات في القدس، وهذا سيقطع صلة الوصل، خاصة بعد توقف الإدارة المدنية عن منح تصاريح للفلسطينيين للدخول إلى القدس.
أما الرفاهية والوصول إلى مدينة أريحا "فستتحوّل إلى عذاب مضاعف، وسيصبح السفر والترفيه من الأحلام التي يتمناها كل فلسطيني".
ووفق تقارير المنظمات الدولية، فإن انتشار الحواجز الإسرائيلية يؤثر على مختلف القطاعات اقتصادياً وتعليمياً وصحياً. وبحسب منظمة "أطباء بلا حدود"، فإن إعاقة الحركة والحدّ منها يؤثران سلباً على تقديم الرعاية الصحية والوصول إليها، خاصة في المناطق البعيدة والتجمعات النائية، ولا سيما بعد زيادة عدد الحواجز وإحكام نظام السيطرة الحالي بشكل كبير من خلال القيود الإضافية المفروضة على الفلسطينيين.
طرقات للمستوطنين خالية من الحواجز
شارع "نسيج الحياة" المخصص للفلسطينيين حصراً هو نفق تحت الأرض، يبدأ من جنوب العيزرية، ويمتد حتى شمال بلدة الزعيّم، بحيث يقتصر مرور الفلسطينيين بين الأجزاء الجنوبية والشمالية للضفة الغربية على هذا النفق حصراً، ويُمنع مرورهم بالتالي من الطريق الحالي الذي يصل إلى الشارع رقم 1 عند مفترق مستوطنة "معاليه أدوميم".
وسُمّي بـ"نسيج الحياة" لأن الجيش الإسرائيلي يحاول تسويقه كطريق يعزز "نمط حياة الفلسطينيين"، ويشكل "نسيج حياة" بين شمالي الضفة الغربية وجنوبيها، بينما الهدف الفعلي لبنائه هو السماح بالتواصل المباشر بين المستوطنات الإسرائيلية، ورفع الحواجز الأمنية عن الطرقات التي تربطها، وتخصيصها للإسرائيليين حصراً، بينما يسمح إغلاقه للسلطات الاسرائيلية بمنع التواصل والتنقل بين شمالي الضفة الغربية وجنوبيها بشكل قد يؤدي مع الزمن إلى جعل السفر نحو الأردن أسهل فعلياً.
وسينهي استحداث هذا الطريق الحاجة إلى الحواجز العسكرية في بلدات الزعيّم والعيزرية، وسيحوّل الشارع ليكون مخصصاً للإسرائيليين فقط. وبالمعنى الحرفي، هو تطبيق لنظام الفصل العنصري من خلال حركة المرور، بتسهيل حركة المستوطنين وتقليل فترات انتظارهم والتخفيف من الأزمات الخانقة في ساعات الذروة، مقابل خنق الفلسطينيين وتعطيل حياتهم والسماح لمستوطنة "معاليه أدوميم" بالتواصل المباشر مع القدس، مما سينعكس على عدد سكانها الذي يتجاوز الـ40 ألفاً، ومساحتها التي تقارب الـ 70 كيلومتراً مربعاً، والتي ستزداد مع بدء تنفيذ مشروع تطويرها.
هذا الطريق سيقطع التواصل خلال مرحلة البناء بين التجمعات البدوية الـ25 المحيطة بالقدس والبلدات الفلسطينية التي تعتمد في التواصل والخدمات على بلدات العيزرية وأبو ديس وحزما، وسيتم عزلها تماماً، مما سيسهل إخلاء الخان الأحمر وجبل البابا ووادي جمل وغيرها من التجمعات.
كذلك، سيقضم مئات الدونمات من الأراضي، وسيتسبّب بهدم منشآت ومبانٍ سكنية ومحال تجارية في بلدة العيزرية المصنفة "منطقة ب" وفق اتفاق أوسلو، والمفترض أن يكون تنظيم البناء والسكن فيها من صلاحيات السلطة الفلسطينية. فعلياً قامت الإدارة المدنية أخيراً بإرسال ما يقارب الـ 112 أمراً بالهدم على مدخلها.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
11/14/2025 8:16:00 PM
وفق إعلام محلي ، دوت 3 انفجارات في منطقة حي المزة
النهار تتحقق
11/15/2025 9:19:00 AM
"تقول السلطات إن الأمر كله مرتبط برجل واحد متهم...". ماذا عرفنا عن هذا الموضوع؟
سياسة
11/13/2025 6:10:00 PM
ما هي أبرز مقررات مجلس الوزراء اللبناني؟
مجتمع
11/13/2025 4:43:00 PM
أكّد المدير العام للطيران المدني المهندس أمين جابر أنّ التحويل في مسار الرحلات جاء نتيجة الأحوال الجوية القاسية في الشمال.
نبض