زيارتان على خط دمشق - واشنطن... "الفيزا" وموافقة الخارجية الأميركية تثيران الشكوك
دمشق - "النهار"
في الوقت الذي يعتزم فيه وفد من المسؤولين السوريين زيارة واشنطن لحضور اجتماعات اقتصادية ذات طابع دولي، يستعد وفد من الكونغرس الأميركي لزيارة دمشق خلال الأيام المقبلة. غير أن المصادر تشير إلى أن كلا الزيارتين لا تزالان غير مؤكدتين حتى تاريخه، لأسباب أمنية وديبلوماسية.
وكانت وكالة "رويترز" كشفت عن اعتزام كل من وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير المالية محمد يسر برنية ورئيس المصرف المركزي عبد القادر حصرية، السفر إلى واشنطن لحضور اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر ديبلوماسية في واشنطن، لـ"النهار"، أن وزارة الخارجية الأميركية لم تتلقَ حتى الآن أي طلب من مسؤولين سوريين للحصول على تأشيرة (فيزا) للسفر إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنّ "أي تأشيرة يحصل عليها مسؤول سوري ستكون من فئة G3، المخصصة لمواطني البلدان التي لا تعترف واشنطن بحكوماتها".
كذلك، أكد مصدر قريب من "التحالف السوري للسلام والازدهار" هذا الأمر، إذ قال لـ"النهار" إن مجموعة من التحالف اجتمعت الجمعة بمسؤول كبير في الخارجية الأميركية، وسمعت منه أن الوزارة لم تتلقَ أي طلب من مسؤول سوري للحصول على تأشيرة. ولم يستبعد المصدر أن يتم تقديم الطلب لاحقاً، مبدياً في الوقت ذاته استغرابه من الإعلان عن الزيارة قبل ضمان توفير كل ما تستلزمه من تحضيرات لوجستية.
وفي ما خص زيارة وفد الكونغرس إلى دمشق، كشفت مصادر ديبلوماسية في واشنطن، لـ"النهار"، أن من المتوقع أن يصل إلى العاصمة السورية الخميس (17 نيسان/ أبريل) وفد من الكونغرس يضم عضوين، أحدهما من الحزب الديموقراطي والآخر من الحزب الجمهوري، مشددة على أن زيارة الوفد "لا تحمل طابعاً رسمياً بسبب عدم حصول القائمين بها على موافقة وزارة الخارجية الأميركية ولا رئاسة الكونغرس، ما يضفي عليها طابعاً شخصياً بحتاً".
وأفادت المصادر بأن منظمات سورية وأميركية عملت خلال الفترة الماضية على تنسيق زيارات لوفود من الكونغرس الأميركي إلى دمشق، تهدف إلى خلق تفاعل أميركي - سوري قد يُساهم في تمرير المرحلة الانتقالية في سوريا بأقل الخسائر. وتمخّضت هذه الجهود عن الاتفاق مع وفدين من الكونغرس: الأول يضم عضوين ديموقراطيين، تم تنسيق زيارته من خلال مؤسسة "أتلانتك كاونسل"، والآخر يضم عضوين، أحدهما ديموقراطي والآخر جمهوري، وتم تنسيق زيارته من "التحالف السوري للسلام والازدهار".
وأكدت مصادر قريبة من هاتين المؤسستين أن الخارجية الأميركية "لم توافق على إعطاء الوفدين الموافقة الرسمية للقيام بالزيارة"، موضحة أن "قرار الخارجية الرافض موضوع زيارة سوريا نابع من الهواجس الأمنية التي لا تزال تشغل بال الولايات المتحدة، بسبب تصنيف هيئة تحرير الشام ضمن قوائم الإرهاب، ونتيجة عدم توافر بيئة إقليمية مناسبة تضمن سلامة الوفود، خصوصاً مع النشاط الإسرائيلي المتزايد في الأجواء السورية".
وبناءً على موقف الخارجية الأميركية، قرر الوفد الأول إلغاء زيارته إلى سوريا. أما الوفد الآخر فلا يزال يتصرف كما لو أن زيارته إلى دمشق قائمة في موعدها المحدد. غير أن القائمين على "التحالف السوري للسلام والازدهار"، الذي يتولى تنسيق زيارة الوفد، لا يستبعدون أن يتغير الموقف في أي لحظة، وأن يتم إلغاء الزيارة كما حصل مع الوفد الأول.
وذكر مصدر سوري قريب من التحالف أن زيارة وفد الكونغرس تهدف إلى "التعرف على الإدارة السورية الجديدة، واستكشاف المشهد السوري سواء من حيث الأوضاع المعيشية أو من حيث السلم الأهلي"، مشدداً على أنها "لا تحمل أي طابع سياسي". وأشار إلى أن رفض الخارجية الأميركية تغطيتها ديبلوماسياً "يجعل أهميتها تنحصر في البعد الإعلامي، الذي يمكن أن تستفيد منه دمشق، خصوصاً بعد تغيير الوضع القانوني للبعثة السورية في الأمم المتحدة وما تلاه من إعلان عدم اعتراف واشنطن بالحكومة السورية. إذ يمكن لزيارة وفد من الكونغرس، حتى وإن كانت ذات طابع شخصي، أن تقلل من مظاهر تراجع العلاقة بين البلدين".
نبض