يد الأردن على الزناد... استنفار ضد تهجير الفلسطينيين وترّقب لقاء الملك - ترامب

المشرق-العربي 06-02-2025 | 15:05

يد الأردن على الزناد... استنفار ضد تهجير الفلسطينيين وترّقب لقاء الملك - ترامب

العاهل الأردني سيلتقي الرئيس الأميركي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء المقبل وسط عاصفة أعقبت تصريحات ترامب بشأن غزة
يد الأردن على الزناد... استنفار ضد تهجير الفلسطينيين وترّقب لقاء الملك - ترامب
ملك الأردن خلال استقباله الرئيس الفلسطيني الأربعاء
Smaller Bigger

تتجه الأنظار إلى لقاء مرتقب بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الثلاثاء المقبل، على وقع عاصفة أعقبت خطة ترامب بشأن غزة، والتي أعلن الأردن رفضها بشكل قاطع وجدّد القول إن تهجير الفلسطينيين إلى المملكة يعني بالنسبة إليه "إعلان حرب".

 

وثمة خشية في المملكة الحليفة البارزة للولايات المتحدة، خصوصاً في ظل العلاقات المتينة مع "الديموقراطيين"، من مبالغة الرئيس الجمهوري وإدارته في ممارسة الضغوط والابتزازات على البلد الذي يعتمد إلى حد كبير على المساعدات المالية الأميركية، وذلك لتمرير الخطة وغيرها من السياسات والإجراءات التي تخدم الأجندات الإسرائيلية، إذ سيجد الأردن نفسه حينها أمام خيارات صعبة ومأزق كبير.

 

ويرى الأردن أن حلولاً كالتي اقترحها ترامب، تهدد أمنه ومصالحه الوطنية العليا وتعمّق الأزمات في المنطقة وتصبّ النار على زيت الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، بينما يدفع في المقابل إلى حل الدولتين بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وما أن أعلن ترامب خطته، حتى طفت حالة استنفار أردنية على كل المستويات، وتحرك الملك عبد الثاني على نحو لافت، وأجرى اتصالاً الأربعاء بالأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وكذلك بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وأمير قطر تميم بن حمد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد أن كان استقبل في اليوم ذاته الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان.

 

اضطراب واضح

بشأن ذلك، يقول وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة، لـ"النهار"، إن "مشروع ترامب يحتوي على اضطراب واضح بين كونه مشروعاً سياسياً يخدم إسرائيل عبر تهجير جزء كبير من سكان غزة، أو مشروعاً استثمارياً كما يروجون له بتقديم إغراءات اقتصادية وتحسين الوضع في غزة".

 

ويشير إلى أن "المشروع الأميركي لا يعكس حلاً سياسياً حقيقياً للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، بل يسعى الى التماهي مع مشاريع (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو، التي بدأت بالعدوان على غزة قبل أكثر من 15 شهراً، ومن الواضح أن هذا المشروع ليس مبنياً على حل سياسي يحترم حقوق الفلسطينيين، بل هو تهجير جماعي يتناقض مع أي حل سلمي".

 

ويؤكد المعايطة أن "التحرك العربي والإقليمي لمواجهة هذه المشاريع كان ملموساً، وخصوصاً خلال اجتماع اللجنة السداسية العربية، فهذا التحرك العربي يثبت أن هناك موقفاً موحداً ضد مشاريع التهجير، وهو أمر بالغ الأهمية، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه أوروبا بتبنيها موقفاً مؤيداً لحل الدولتين ورفض فكرة التهجير".

 

والأردن من خلال تحركاته الديبلوماسية، يقول المعايطة، "يستثمر علاقاته الدولية والإقليمية لتعزيز موقفه الثابت في القضية الفلسطينية، إذ لا يقف متفرجاً، بل يستثمر علاقاته القوية مع روسيا والصين والدول الأوروبية وكذلك مع الكونغرس الأميركي"، مضيفاً: "المملكة لا تغير تحالفاتها فجأة، بل تعمل على استخدام هذه العلاقات قوة ضاغطة لدعم موقفها".

 

ويختتم حديثه بالإشارة إلى أن "هناك مصالح أميركية مشتركة مع الأردن، خصوصاً في المجالات الأمنية والإقليمية، وفي النهاية، الموقف الأردني ثابت ولن يقبل أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة".

 

الملك عبدالله الثاني وترامب خلال لقاء سابق. 


لقاء الملك وترامب

ومن وجهة نظر عضو لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس الأعيان الأردني عمر العياصرة، فإن "الاجتماع المرتقب بين الملك وترامب سيكون بالغ الأهمية، إذ سيعرض الأردن من خلاله مواقفه الثابتة وسيتحدث بلغة الفلسطينيين والحالة العربية".

 

واللقاء، كما يؤكد العياصرة لـ"النهار"،  سيُعدّ "تاريخياً"، خصوصاً أن الأردن "يعبّر عن نبض الإقليم ويعكس المواقف الوسطية والمعتدلة في المنطقة، والملك خبير في إدارة السياسة الخارجية، ولديه سياسة حكيمة وقدرة عالية على التعامل مع هذه الملفات".

 

ويشير إلى أن "الأردن يمثل خط الدفاع الأول في المنطقة، وهو قادر على إدارة التحديات الإقليمية، والقدرة على تقديم رؤية متكاملة تتضمن تأكيداً على ضرورة احترام حقوق الفلسطينيين وأمن المنطقة بأسرها".

 

وخلص إلى أن "لقاء الملك وترامب سيمثّل محطة فارقة في العلاقات الأردنية - الأميركية، ويجب أن يُنظر إليه فرصة لتعزيز المواقف الأردنية في العالم، وأن يتم التركيز على إظهار الدور الكبير الذي تلعبه المملكة في الحفاظ على استقرار المنطقة وتحقيق السلام الشامل والعادل".

 

الجبهة الداخلية

وبحسب دكتور العلوم السياسية بدر عارف الحديد، فإن "المرحلة التي يمر بها الأردن دقيقة وحساسة، وتتطلب تماسك الجبهة الداخلية أكثر من أي وقت مضى"، مشيراً في هذا الصدد إلى أن "الموقف الجماعي الأردني على كل لمستويات ضد طروحات ترامب، يشكل صمام أمان لمواجهة ذلك المخطط أو أي مخططات مشابهة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن والعرب".

 

ويؤكد الحديد، لـ"النهار"، أن "الأردنيين يقفون صفاً واحداً خلف الملك في حراكه الواسع لإيجاد حلول واقعية للقضية الفلسطينية، تحفظ حقوق الفلسطينيين على أرضهم وتوقف البطش الإسرائيلي بهم"، مضيفاً أن "الرهان على صلابة الموقفين الأردني والمصري ضد التهجير، ودعم العمق العربي للبلدين في التصدي لأي مخطط يفاقم الأزمات بدلاً من أن ينهيها".  

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 11/22/2025 12:24:00 PM
حرّر محضر بالواقعة وتولّت النيابة العامة التحقيق.
اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً.