عشية موعد انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني: "لم نُنجِز المهمة بعد"

لبنان 23-01-2025 | 19:54

عشية موعد انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني: "لم نُنجِز المهمة بعد"

البنية التحتية  لـ"حزب الله" في المنطقة لا حدود لها، والجيش اللبناني يجد صعوبة في تلبية مطالب الجيش الإسرائيلي، و"طلب وقتاً إضافياً"، بينما يشعر رؤساء السلطات المحلية في الشمال بالإحباط.
عشية موعد انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني: "لم نُنجِز المهمة بعد"
موعد الانسحاب من جنوب لبنان يفترب
Smaller Bigger

يوم الأحد المقبل تنتهي مهلة الـ60 يوماً التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني. في الانتظار يتساءل الصحافيون والخبراء والمحللون العسكريون عن تعليمات القيادة السياسية الإسرائيلية بشأن الانسحاب وما إذا كان الشمال سيشتعل من جديد؟

 

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أكد التزام مسار وقف إطلاق النار مع لبنان "وسننفذه بما يتماشى مع احتياجاتنا الأمنية"، فيما طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الموافقة على إبقاء خمسة مواقع عسكرية إسرائيلية في جنوب لبنان. 

 

الانسحاب الإسرائيلي

 صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أفادت في تقرير بأن  موعد الانسحاب يقترب، والجيش الإسرائيلي يطلب مزيداً من الوقت، "فالعمل الذي لا يزال قائماً، ومن المفترض أن ينسحب الجيش من لبنان الأسبوع المقبل بعد مناورة طويلة، لكن ليس من الواضح على الإطلاق إذا كان هذا سيحدث في التاريخ المحدد".

 

وأشارت الصحيفة إلى أن البنية التحتية  لـ"حزب الله" في المنطقة لا حدود لها، والجيش اللبناني يجد صعوبة في تلبية مطالب الجيش الإسرائيلي، و"طلب وقتاً إضافياً"، بينما يشعر رؤساء السلطات المحلية في الشمال بالإحباط. ولا تتوقع إسرائيل استئناف القتال، على رغم تهديدات "حزب الله" بتجديد الصراع، في الوقت الذي يستعد فيه اللبنانيون ويخططون للعودة إلى ديارهم.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار على المحك، وأن الآلاف من جنود الجيش الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية، من رأس الناقورة وصولاً إلى جبل الرؤوس- دوف، وفي القرى الشيعية في جنوب لبنان، يعملون ليل نهار لاكتشاف العديد من الأسلحة والبنى التحتية المتبقية وتدميرها.

 

ومن المفترض، بحسب الاتفاق، أن تنسحب كل القوات العسكرية يوم الأحد المقبل، ما يترك الأرض خالية من أي وجود أمني إسرائيلي. ومن هنا ستعتمد إسرائيل على وعود الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل بأنهما سيهتمان بإخراج "حزب الله" واستكمال تنظيف المساحات التي عمل فيها الجيش  أشهراً لإحباط خطط "حزب الله" الهجومية المعلنة لاحتلال الجليل، بحسب الصحيفة.


وأوضحت الصحيفة أن "العمل هناك لم ينتهِ بعد، فقد تم الكشف الأربعاء عن العديد من الأسلحة المنوعة".

 

وكان الجيش الإسرائيلي طلب من المستوى السياسي الحصول على مزيد من الوقت لتفكيك البنية التحتية غير المكتملة، والتي تم دفنها في العديد من القرى وفي المناطق التي لم يصل إليها الجيش بعد ولم يتحرك نحوها. ومن المتوقع أن يناقش الوزراء هذا الأمر خلال اجتماع  المجلس الأمني السياسي المصغر اليوم، والذي سيتناول استمرار وجود القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان وحالة تنفيذ الاتفاق ووقف إطلاق النار.

 

وتنتظر النخبة السياسية أيضا لمعرفة كيف تتوقع إدارة الرئيس ترامب أن تعمل إسرائيل في لبنان بدءاً من الأسبوع المقبل. 

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، أكمل الجيش الإسرائيلي تدمير البنية التحتية وجمع آلاف الأسلحة وانسحب من قرى عدة يبدو أن عمله قد اكتمل فيها. وقبل نحو أسبوعين، غادر بلدة الناقورة، وفي القطاع الأوسط، في منطقتي طير حرفا ويارون، أنهى أعماله، ويركز الآن على القطاع الشرقي. وذكرت أن عملية إخلاء المنطقة وتسليمها إلى الجيش اللبناني معقدة وطويلة الأمد ولن تتم وفق الجدول الزمني الذي تتوقعه الأمم المتحدة والولايات المتحدة. وبالتالي، يبدو أن إسرائيل سوف تحصل على تمديد إضافي لاستكمال أعمال "تطهير" البنية التحتية في المنطقة.

 

جدول زمني ثابت

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يحرص على عدم تقديم جدول زمني ثابت، بل يسعى إلى العمل حتى الانتهاء من المهمة وضمان الأمن لسكان الشمال، لكن مصادر عسكرية قدرت أن هذا سيتطلب 30 يوماً إضافية. وقد حقق الجيش اللبناني خلال الأسابيع الأخيرة ما يبدو أنه "إنجازات" أسفرت عن تدمير أسلحة تابعة لـ"حزب الله"، لكنه يواجه  صعوبة في التجاوب فعلياً مع طلبات الجيش الإسرائيلي للتعامل مع مواقع البنية التحتية المتبقية.

 ويؤكد معهد الأبحاث والدراسات العسكرية "ألما" أن الاختبار الأكثر أهمية للاتفاق سيكون نشاط الجيش اللبناني في المناطق الواقعة جنوب الليطاني، حيث لم يقم الجيش الإسرائيلي بأي مناورات ميدانية على الإطلاق، ولا يزال يراقب عن كثب تحركات الجيش اللبناني. ولا تزال أسلحة "حزب الله" والبنية التحتية التي يمتلكها من دون معالجة. وتقول  مؤسسة المعهد ورئيسته المقدم (احتياط) ساريت زهافي إن "الأيام المقبلة ستكون بمثابة اختبار كبير لمدى تغير لبنان".

 

وتقدر زهاوي أنه على رغم جهود "حزب الله" لإعادة بناء قوته،  سوف يكون من الصعب عليه جلب كميات كبيرة من الأسلحة، ويرجع ذلك أساساً إلى قطع طرق التهريب من سوريا، لكنها تعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار  ليس"جيداً بما فيه الكفاية"، إذ أن إسرائيل مطالبة بالانسحاب من لبنان قبل التنفيذ الكامل للقرار 1701، ولا يوجد موعد محدد لتطبيق قرار إخراج "حزب الله" الى ما وراء نهر الليطاني.

 

وتخلص الصحيفة إلى أن "الوضع لا يزال مقلقاً، وفي ظل أزمة الثقة بالمنظومة الأمنية والعسكرية، لن يتخذ قادتهما أي قرار آخر سوى المغادرة، بينما تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها العسكري في جنوب لبنان وإنشاء "منطقة أمنية" لمدة عام على الأقل.

 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/10/2025 8:28:00 AM
أثار الفيديو المتداول تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
اسرائيليات 10/9/2025 3:20:00 PM
جلس في أحد المقاهي البيروتية واحتسى فنجان قهوة بين الزوار المحليين.