المشرق-العربي 03-01-2025 | 13:47

سجن صيدنايا... "مسلخ بشري" ووصمة في تاريخ عائلة الأسد

أعلنت الفصائل المقاتلة إخراج الآلاف من السجون السورية في مناطق عدّة، بينها صيدنايا. وكان بعضهم محتجزاً منذ الثمانينات.
سجن صيدنايا... "مسلخ بشري" ووصمة في تاريخ عائلة الأسد
سجن صيدنايا.
Smaller Bigger
يشكّل سجن صيدنايا الواقع شمال دمشق والذي زاره الجمعة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، وصمة في تاريخ عائلة الأسد التي حكمت سوريا بالحديد والنار، وقد وصفته منظّمة العفو الدولية بأنّه "مسلخ بشري" نظراً الى حجم الانتهاكات التي شهدتها أقبيته.

وشهدت قاعات سجن صيدنايا، وهو من أكبر السجون في سوريا وكان مخصّصاً أساساً لإيواء السجناء السياسيين، عمليات تعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون وإخفاء قسري، وفق شهادات منظّمات حقوقية ومعتقلين سابقين وأفراد عائلاتهم.

فور وصولها إلى دمشق، بعد هجوم مباغت خلال 11 يوماً مكّنها من إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد، سارعت الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى فتح السجون وبينها سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من دمشق.

وأعلنت الفصائل المقاتلة إخراج الآلاف من السجون السورية في مناطق عدّة، بينها صيدنايا. وكان بعضهم محتجزاً منذ الثمانينات.

وانتشرت صور المعتقلين السابقين وهم يسيرون أحراراً لكن منهكين وهزلى وبعضهم يحتاج إلى المساعدة حتى على الوقوف، في كل أنحاء العالم كرمز لسقوط الأسد.

أدناه أبرز ما يجب معرفته عن السجن:

تعذيب و"محرقة"
يعود تاريخ بناء السجن إلى عام 1987 خلال حقبة الرئيس الراحل حافظ الأسد وكان مخصّصاً حينها لسجن المعارضين السياسيين، لاسيما منهم جماعة الإخوان المسلمين والناشطين الأكراد.

وبات اسم السجن على مرّ السنوات مرادفاً لانتهاكات جسيمة وتعذيب على نطاق واسع.

في عام 2016، ذكر محقّقون تابعون للأمم المتحدة أن "الحكومة مسؤولة عن أعمال تصل إلى حدّ الإبادة وترقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية" خصوصاً في سجن صيدنايا.

وعام 2017، وصفته منظّمة العفو الدولية بأنّه "مسلخ بشري" تُمارَس فيه "سياسة إبادة"، والسجن حيث "تذبح الدولة السورية شعبها بهدوء".

بُعيد ذلك، تحدّثت الولايات المتحدة عن وجود "محرقة جثث" في السجن تُستخدم للتخلّص من رفات آلاف السجناء المقتولين.

في عام 2022، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حوالى 30 ألف شخص كانوا محتجزين في صيدنايا، تعرّض بعضهم لأبشع أنواع التعذيب، ولم يُطلق سوى 6 آلاف منهم.

إعدامات وغرف ملح 
تقدّر "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" أن 30 ألف شخص دخلوا السجن منذ اندلاع النزاع عام 2011، وأفرج عن ستة آلاف منهم فقط، فيما يُعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، خصوصاً أنّه نادراً ما يُبلّغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنّهم لا يتسلّمون جثثهم.

ووثّقت الرابطة في تقرير عام 2022 وجود "غرف الملح"، هي بمثابة قاعات لحفظ الجثث بدأ استخدامها خلال سنوات النزاع، مع ارتفاع أعداد الموتى داخل السجن.

ومع إعلان فتح أبواب السجن، هرع الآلاف الى محيطه بانتظار معرفة خبر عن أحباء لهم معتقلين.

وبعد عمليات بحث في السجن حيث كانت تشتبه "الخوذ البيضاء" في وجود زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة، أعلنت المنظّمة أنّها لم تعثر على أي معتقلين إضافيين.

وضمّ السجن معتقلين غير سوريين، بينهم اللبناني سهيل حموي الذي أمضى 33 عاماً في سجون سوريا.

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته.