"النهار" في دير معلولا السورية… الأجراس تُقرَع و"الدين لله والوطن للجميع" (صور وفيديو)

صبيحة أحد بارد تخرقها خيوط شمس كانون الأول (ديسمبر) في دير "مار تقلا" الأرثوذكسي في بلدة معلولا بالقلمون شمال دمشق.
عند الثامنة صباحاً، بدأ المؤمنون بالتوافد إلى الكنيسة للصلاة والاستماع إلى عظة قداس الأحد.
قصد المصوّر الصحافي في "النهار" الزميل حسام شبارو الدير لتغطية أول صلاة أحد بعد أسبوع على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ارتبط اسم معلولا باختطاف 13 راهبة من الدير في العام 2013 من قبل مقاتلين من "جبهة النصرة"، وقد أفرج عنهنَّ بوساطة قطرية مقابل إطلاق أكثر من 150 سيدة سورية من سجون النظام.
يقول الأب فادي بركيل ل"النهار": "نحن سعيدون لما جرى ولكن نتخوف من كثرة المجموعات المسلحة وتناحرها لاحقاً، فنكون من يدفع الثمن، لذا نترقب ما وعد به السيد أحمد الشرع بوجود جيش واحد نظامي".
وفي رأيه، "جُلّ ما يريده الناس هو الشعور بالأمان، فهناك مخطوفون من البلدة على يد جماعات مسلحة لا نعرف مصيرهم حتى الآن. جميعنا سعيدون لسقوط النظام، وهناك أشخاص من البلدة كانوا مطلوبين لأنهم فارّون من الخدمة العسكرية".
ويروي الأب بركيل أنه في "اليوم الأول لسقوط النظام، دخل المسلحون البلدة وأطلقوا النار بشكل كثيف، فجرى التواصل مع القيادات التي وضعت حداً لهذه الظاهرة وللتواجد المسلح النافر في البلدة". ويضيف: "نحن نقرع الأجراس ودعونا الناس لقصد الكنائس ونمارس حياتنا بشكل طبيعي ونترقب المرحلة المقبلة"، مؤكداً أن السلطة الجديدة حرصت على تمرير رسائل طمأنه وحماية لهم.
داخل الكنيسة، تحدثت "النهار" إلى راهبة مسنة، وقالت: "لسنا متخوفين من الخطف مرة أخرى… نشعر أننا حصلنا على الحماية المطلوبة".
خارج الدير، أشار رجل من سكان البلدة إلى أجراس الدير التي تقرع كعادتها وإلى الاستعداد لوضع زينة عيد الميلاد، وقال مواطن آخر: "نريد أن تكون سوريا بلداً علمانياً… الدين لله والوطن للجميع".
ويحرص قائد "هيئة تحرير الشام" في حواراته وبياناته على تأكيد احترام حرية اعتقاد المسيحيين ودعوتهم إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعد سقوط النظام السوري الذي يرى مراقبون أنه لطالما سعى إلى الترويج لنظرية حمايته الأقليات الدينية في سوريا.