الإمارات نموذج فريد في الديبلوماسية الإنسانية
تقدّم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً فريداً في الديبلوماسية الإنسانية، التي تتجاوز حدود الإغاثة التقليدية وحسابات السياسة، لتصبح جزءاً راسخاً من رؤيتها إلى العالم، ومن نهجها في ترسيخ الاستقرار الإقليمي والدولي. فعبر أزمات المنطقة الممتدة، برزت الإمارات في الصفوف الأولى، حاملة جسور الأمل والغوث للشعوب المنكوبة، ومقدّمة مساعدات نوعية وواسعة النطاق إلى غزة والسودان على حدّ سواء.
في غزة، ظهرت بصمة الإمارات بشكل جليّ من خلال عملية "الفارس الشهم 3"، التي انطلقت في تشرين الثاني/ نوفمبر بتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، لتكون مظلّة إنسانية ضخمة تشكّل سنداً للمدنيين وتدعم صمودهم. وبلغت قيمة المساعدات منذ بدء العملية 2.57 مليار دولار، أي ما يعادل 46% من إجمالي المساعدات العالمية للقطاع.
ونجحت الدولة في إيصال أكثر من 100 ألف طن من الموادّ الغذائية والطبية والمياه، إضافة إلى إنشاء مستشفى ميداني في داخل غزة، عالج حتى الآن أكثر من 53 ألف حالة. ولم تتوقف عند ذلك، بل دشّنت مستشفى عائماً بسعة 100 سرير، استقبل أكثر من 20 ألف مريض، كما أنشأت محطة لتحلية المياه بطاقة مليوني غالون يومياً، يستفيد منها مليون شخص، ودعمت تشغيل 75 مطبخاً شعبياً و42 مخبزاً لضمان استمرار تدفق الغذاء اليومي للأهالي.
أما في السودان، فقد شكّلت الإمارات خلال السنوات العشر الأخيرة ركيزة أساسية في دعم الشعب السوداني، حيث بلغ إجمالي المساعدات المقدمة بين 2015 و2025 نحو 4.24 مليارات دولار، شملت قطاعات الإغاثة والتنمية والصحة والتعليم والبنية التحتية.
ومع تفجّر الأزمة في 2023، سارعت الإمارات إلى تعزيز دعمها عبر مساعدات بلغت 784 مليون دولار، من بينها 200 مليون دولار تعهّدت بها خلال المؤتمر الإنساني الرفيع المستوى من أجل السودان في أديس أبابا (شباط/فبراير 2025)، إضافة إلى 100 مليون دولار أعلنت عنها في مجلس الأمن (تشرين الأول/أكتوبر الماضي) لدعم الجهود الإنسانية في مدينة الفاشر، بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وفي غزة والسودان ولبنان وسوريا وغيرها من الدول، ترسّخ الإمارات حضورها كقوة خير واستقرار، وتقدم نموذجاً للديبلوماسية الإنسانية التي تضع الإنسان أولاً، وتحوّل المبادئ إلى أفعال مؤثرة تُداوي الجراح وتعيد الأمل في أحلك الظروف.
نبض