يعيش ريال مدريد حالة من القلق قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، بعد أن وجد نفسه أمام أقصر فترة تحضيرية في تاريخه الحديث، وهو ما يشكل صداعاً في رأس مدربه الجديد تشابي ألونسو، فبعد موسم شاق خاض فيه الفريق 68 مباراة، لن يتجاوز الفاصل بين آخر لقاء له في كأس العالم للأندية أمام باريس سان جيرمان، ومباراته الافتتاحية في الدوري الإسباني ضد أوساسونا يوم 19 آب/ أغسطس على ملعب سانتياغو برنابيو، 40 يومًا فقط.
ومن هذه المدة، حصل اللاعبون على 24 يوماً من الراحة، تاركين فترة تحضير لا تتعدى 15 يوماً تتضمن مباراتين وديتين فقط، أمام ليجانيس وتيرول.
هذا الجدول المزدحم أثار تساؤلات كثيرة داخل النادي وخارجه حول مدى جاهزية الفريق لبداية الموسم، ووفقاً لصحيفة "آس" الإسبانية، فإن خبراء الإعداد البدني، مثل خافيير مينيانو وباولينو جرانيرو وخوسيه لويس سان مارتين وجويل دونيس، أجمعوا على أن الفترة المثالية للتحضير تتراوح بين 4 و6 أسابيع، بما يعادل نحو 45 حصة تدريبية، وهو ما يستحيل تحقيقه في أسبوعين فقط.
وحذّر بعضهم من أن الفريق لن يكون في أفضل حالاته البدنية عند انطلاق الدوري، مؤكدين أن الخطر الأكبر يكمن في زيادة احتمالات الإصابات العضلية مع تقدم الموسم.
من جانبه، سيحاول الطاقم الفني بقيادة ألونسو ومدرب اللياقة إسماعيل كامينفورتي تعويض النقص الزمني بالاعتماد على اللياقة التي احتفظ بها اللاعبون من الموسم الماضي، والتركيز على التدريبات بالكرة والعمل التكتيكي منذ اليوم الأول، مع إدارة الأحمال بحذر شديد.
ويرى بعض الخبراء أن هذه الاستراتيجية قد تحد من المخاطر، لكنهم يقرون بأن الوصول إلى قمة الأداء البدني يتطلب وقتاً أطول بكثير.
.jpg)
الجانب الطبي حذّر أيضاً من تبعات هذه الفترة القصيرة، إذ أوضح الدكتور غونزالو كوريا غونزاليس، نائب رئيس الجمعية الإسبانية للطب الرياضي، أن قلة الوقت لا تمنح الجسم فرصة للتكيف مع الأحمال البدنية، مما يزيد من مخاطر الإصابات العضلية، ويضعف المناعة، ويرفع فرص التعرض للأمراض، كما أشار إلى أن بناء كتلة عضلية كافية لحماية الأربطة، خصوصاً الرباط الصليبي، يتطلب أكثر من 15 يوماً.
ورغم الثقة في خبرة ألونسو وطاقمه الفني وقدرتهم على إدارة الموقف، فإن المخاوف تظل قائمة، خاصة أن الجدول المزدحم بالمباريات سيختبر قدرة الفريق على تجنب الإصابات والحفاظ على التوازن البدني طوال الموسم.
نبض