أثار خروج النادي الأهلي من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2024-2025 أمام ماميلودي صن داونز جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية المصرية.

وتركزت مشاعر الغضب على المدرب السويسري مارسيل كولر، الذي يُعتبر السبب الأساسي في التعادل الإيجابي الذي شهده لقاء القاهرة، والذي أسهم في خروج الفريق من البطولة وحرمانه من تحقيق إنجاز تاريخي بالوصول إلى الكأس للمرّة الثالثة توالياً.

رغم أنّ كولر اعتمد كثيراً على النهج الدفاعي وفضل الحفاظ على الهدف الواحد من دون تعزيز الهجوم، فإنّ المسؤولية لا تقع عليه وحده. مع اعتراضات الجمهور على التغييرات التي أجراها كولر والتي لم تكن موفقة، إلّا أنّ الأهلي قدّم أداء دفاعياً قوياً واقترب بشدّة من التأهّل للمرّة السادسة توالياً، لكنّ الأخطاء التحكيمية أثّرت بشكل كبير على نتيجة المباراة، إذ احتُسب هدف التعادل لنادي صنّ داونز رغم وجود لمسة يد واضحة. كذلك، تجاهل الحكم استخدام تقنية التحكيم بالفيديو "VAR" في لحظات حاسمة، من بينها عدم احتساب ركلة جزاء محتملة للأهلي في اللحظات الأخيرة بعد أن لمست الكرة يد المدافع في منطقة الجزاء.

الأهلي خرج من المسابقة بشكل مفاجئ (أ ف ب)

تجاوزت المشاكل الفنية والتكتيكية نطاق المدرب لتكشف خللاً جماعياً. تتضح مسؤولية الإدارة بشكل واضح، إذ تأخرت في إبرام تعاقدات جديدة لتعويض الثغرات التي برزت منذ الموسم الماضي. كما تم التجديد للتونسي علي معلول وتسجيله كلاعب أجنبي من دون الاستفادة منه بشكل فني كبير. إضافة إلى تأخير اتخاذ قرارات هامة مثل تجديد عقود بعض اللاعبين، وعدم اتخاذ خطوات حاسمة تجاه كولر الذي بدا فاقداً للحلول الفنية الجديدة.

امتدت نتائج القرارات الإدارية المتخبطة إلى المنافسات المحلية أيضاً، إذ أصبح الفريق قريباً من فقدان لقب الدوري المصري. قرار الانسحاب من مباراة القمة ضد الزمالك أدى إلى خسارة ثلاث نقاط حاسمة، مع احتمال خصم نقاط إضافية. هذه العوامل قد تُجبر الأهلي على إنهاء الموسم في المركز الثالث، وقد يُنهي آماله في التأهل إلى دوري أبطال أفريقيا ويكتفي بالمشاركة في الكونفدرالية.

يواجه الأهلي حالياً خطر إنهاء الموسم بلا ألقاب، وهو ما حدث ست مرات فقط في تاريخه، وآخرها في موسم 1972-1973. ومع ذلك، لا يزال هناك بصيص أمل لإنقاذ الموسم عبر الفوز بلقب الدوري المصري، وهو ما يتطلب الانتصار في كل المباريات المتبقية وانتظار تعثر بيراميدز المتصدر بفارق أربع نقاط. إلى ذلك، يبقى أمام النادي فرصة المنافسة على لقب كأس السوبر المصرية 2025 بنظامها الجديد بمشاركة أربعة فرق، حتى لو لم يتمكن من الفوز بلقب الدوري وعدم مشاركته في كأس مصر.