حملت الجولتان السابعة والثامنة تغييرات واسعة على شكل المنافسة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026. فبعد انتهاء لقاء السعودية ومضيفتها اليابان بدا أن العديد من المحللين لم يعجبهم الشكل الذي ظهر عليه الأخضر في هذه المرحلة الحساسة من التصفيات، والتي يحتاج فيها أي منتخب إلى النقاط الثلاث، لكن الجميع يدرك في النهاية أن النقطة من أرض اليابان تعادل 3 نقاط من أي ملعب آخر لأنك ببساطة تلعب أمام المنتخب الذي قد تراه يخطئ مرة أو مرتين على طول التصفيات والاستحالة هي أن تراه يتوقف عن الجري، وهو ما جعله ضمن نخبة منتخبات العالم، لذا بالتأكيد لا يمثل التعادل في أرضه أمراً سلبياً.

نقطة السعودية من اليابان كانت مهمة جداً لأن الفارق مع أوستراليا الثانية بقي 3 نقاط فقط مع لقاء مرتقب على أرض الأخضر في الجولة الحاسمة، وفي الجولة المقبلة سيلعب السعوديون في أرض البحرين، ويستضيف الأستراليون اليابان، وكل ما تريده السعودية هو تقليص الفارق ولو كان لنقطة واحدة، كي تلعب على أمل الفوز بأي نتيجة والصعود حينها لدإلى كأس العالم مباشرة بعد الجولة الأخيرة.

من لقاء السعودية واليابان (أ ف ب)

أما البحرينيون فكانت رحلة هاتين الجولتين مخيبة بالنسبة لهم وانتهت دون تسجيل أي هدف خلال جولتين بعد الهزيمة 2-0 من اليابان ثم 1-0 من إندونيسيا التي أعادت إنعاش حظوظها مع مدربها الجديد كلويفرت بعد ليلة للنسيان في أستراليا خسر فيها المنتخب بخماسية.

في المجموعة الأولى فازت الإمارات وأقيل بينتو بقرار بدا أنه كان قد اتُخذ بغض النظر عن نتيجة لقاء كوريا الشمالية، لأن المنتخب حسم بقاءه ضمن الأربعة الأوائل، الذهاب للملحق على الأقل، في الوقت الذي يحتاج فيه للفوز في آخر جولتين وعدم فوز أوزباكستان في الجولة الأخيرة على أرضها أمام قطر لحصد التأهل المباشر، في الوقت الذي تعرض فيه المدرب لانتقادات كثيرة بسبب خياراته في المباراتين خاصة مع إشراك لاعبين لا يحصلون على دقائق كافية في أنديتهم.

منتخب قطر أضاع فرحة فوزه الخماسي على كوريا بعد خسارته من قيرغزستان ليفقد الفرصة بالصعود المباشر لكأس العالم، في انتظار ما سيحققه أمام متصدري المجموعة إيران وأوزباكستان في آخر جولتين لضمان الملحق.

أما عنوان المجموعة الثانية فتغير بعد أن قلب منتخب فلسطين تأخره بفضل ركنيتين أمام العراق بعد الدقيقة 87، وإن كان سيناريو الهدفين المتأخرين هو مفتاح عودة العراق ضد الكويت، فقد كان ذاته مفتاح السقوط أمام الفدائيين الذين احتفلوا بفوزهم الأول في أول مشاركة بهذا الدور.

منتخب فلسطين كان قد انفصل عن المدرب مكرم دبوب بعد رحلة استمرت لثلاث سنوات واختار منح الفرصة للوطني إيهاب أبو جزر ليكتب التاريخ في مباراته الرسمية الثانية مع المنتخب ويبقي الفرصة قائمة للصعود إلى الملحق مع تأخره بـ4 نقاط من عُمان التي خلطت أوراق المجموعة بالفوز على الكويت.

الجميع ينتظر مباراة الجولة الأخيرة بين المرشحَين لحصد بطاقة الوصافة في المجموعة، الأردن الثانية حالياً برصيد 13 نقطة والعراق الثالثة برصيد 12 نقطة، لكن قد يكون للعُمانيين، 10 نقاط، رأي آخر، خاصة وأنهم سيستضيفون الأردن في الجولة قبل الأخيرة ما يعني فرصة الصعود حينها للمركز الثاني بحال تعثر العراق من كوريا، بالتالي قد نكون أمام جولتين تاريخيتين للمنتخبات العربية في المجموعة الثانية.

ومازال من غير المستبعد أن ينهي الاتحاد العراقي ارتباطه بالمدرب الإسباني كاساس بعد تحقيق العراق لتعادل و3 هزائم في آخر 4 مباريات رسمية وهو ما لا يسعد الجمهور العراقي قبل بدء جولتي الحلم المونديالي في حزيران/ يونيو المقبل.