تُعدّ احتفالات تسجيل الأهداف جزءاً أساسياً من متعة كرة القدم، إذ يعبّر اللاعبون عن فرحهم بتسجيل الأهداف بطريقة صاخبة ومليئة بالعواطف، لكن على الرغم من أنّ هذه الاحتفالات عادة ما تكون لحظات فخر وتفاخر، فإنّ هناك بعض اللاعبين الذين اختاروا تجنّب الاحتفال بتسجيل أهداف ضدّ فرقهم السابقة، تعبيراً عن احترامهم ووفائهم لتلك الأندية التي كانت لها بصمة كبيرة في مسيرتهم.

وإليكم بعض اللاعبين الذين رفضوا الاحتفال بعد التسجيل في أنديتهم السابقة:

1 - ابراهيم دياز
بعد أن قضى سنواته الأولى في مسيرته الكروية في مانشستر سيتي، كان ابراهيم دياز لاعباً شاباً يطمح للتطوّر والانطلاق، وعندما انتقل إلى ريال مدريد في 2025، وجد نفسه في مواجهة فريقه السابق في مباراة مثيرة.

وعند تسجيله هدفاً ضدّ مانشستر سيتي، لم يحتفل اللاعب المغربي الدولي، بل رفع يديه اعتذاراً لجماهير سيتي. ورغم أنّ هدفه كان حاسماً في اللحظات الأخيرة من المباراة، إلّا أنّ دياز اختار إظهار الاحترام التامّ للنادي الذي كان له دور مهمّ في تشكيل مستقبله الكروي.

2 - كريستيانو رونالدو
من المعروف أنّ كريستيانو رونالدو، أحد أفضل الهدافين في تاريخ كرة القدم، سجّل أهدافاً ضدّ أنديته السابقة في مناسبات عدّة، ولم يحتفل في معظمها. ففي عام 2013، سجل هدفاً رائعاً في مرمى مانشستر يونايتد في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، وهو هدف كان له دور كبير في انتصار ريال مدريد.

لكن ورغم أهمية الهدف في تلك المباراة المتوترة، اختار رونالدو عدم الاحتفال، حيث رفع يديه في حركة هادئة، وعندما سُئل عن سبب عدم احتفاله، أجاب ببساطة: "لقد جعلوني ما أنا عليه الآن"، في إشارة إلى الشكر والتقدير للنادي الذي ساعده على النمو كلاعب.

ورونالدو لم يحتفل أيضاً بعد تسجيله أهدافاً ضدّ فريقه الأوّل، سبورتينغ لشبونة، في موسم 2016-2017، ما يبرز الاحترام العميق الذي يكنّه لهذا الفريق الذي شكل بداية مسيرته الاحترافية.

3 - فرانك لامبارد
فرانك لامبارد، أحد أساطير نادي تشيلسي، وجد نفسه في موقف محرج بعد انتقاله إلى مانشستر سيتي في موسم 2014. وفي إحدى المباريات، سجل هدفاً في مرمى فريقه القديم، تشيلسي، خلال لقاء الدوري الإنكليزي لكرة القدم، ورغم أهمية الهدف الذي أحرزه في اللحظات الحاسمة للمباراة، لم يحتفل لامبارد على الإطلاق.

وكان واضحاً من ملامح وجهه وتصرفاته أنّه كان يشعر بالأسف والتردّد في الاحتفال ضدّ النادي الذي قضى فيه سنوات طويلة وأصبح أحد أساطيره. وكان هذا التصرّف بمثابة اعتراف باحترامه العميق لهذا النادي الكبير الذي أصبح جزءاً من تاريخه الكروي.

4 - محمّد صلاح
محمد صلاح، نجم ليفربول، يعرفه الجميع بتسجيله الأهداف الرائعة في مختلف المسابقات، ولكنه في بعض الأحيان يختار عدم الاحتفال ضدّ أنديته السابقة. ففي عام 2017، سجل هدفاً لصالح ليفربول ضدّ تشيلسي، ولكنّه لم يحتفل، حيث فسّر صلاح ذلك على أنّه تكريم لضحايا هجوم مسجد سيناء في مصر، وهو ما يعكس مدى احترامه لهذه الذكرى المؤلمة.

وفي عام 2018، سجل صلاح هدفاً مذهلاً ضدّ روما في دوري أبطال أوروبا، لكنّه أيضاً اختار الامتناع عن الاحتفال، وقد ظلّ يلتزم بهذه الروح الرياضية والاحترام تجاه أنديته السابقة في مناسبات أخرى، ما يعكس قيمه الإنسانية العميقة.

5 - لويس سواريز
في عام 2021، سجل لويس سواريز هدفاً ضدّ برشلونة مع أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني، ولكنّه لم يحتفل احتراماً للفريق الذي قضى فيه سنوات طويلة وحقّق معه العديد من النجاحات.

في تلك المباراة، كان زملاء سواريز في أتلتيكو مدريد يحتفلون بحرارة بعد الهدف، بينما بقي سواريز هادئاً، ما يعكس شخصيته الهادئة واعترافه بفضل برشلونة عليه، وهذه الحركة أكّدت على الاحترام الكبير الذي يكنّه سواريز لبرشلونة، رغم المنافسة الشديدة بين الفريقين.

6 - روبن فان بيرسي
عندما انتقل روبن فان بيرسي من أرسنال إلى مانشستر يونايتد في عام 2012، أثار هذا الانتقال الكثير من الجدل بين جماهير الـ"غانرز". ومع ذلك، عندما سجّل فان بيرسي هدفاً في مرمى فريقه القديم في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، اختار عدم الاحتفال، ووقف هادئاً رافعاً يديه في الهواء كتعبير عن احترامه للنادي الذي قضى فيه سنواته الأولى كلاعب محترف.

ورغم كل الانتقادات التي تلقاها من جماهير أرسنال بسبب انتقاله، إلّا أنّ فان بيرسي التزم بوعده بعدم الاحتفال ضدّهم، ما يعكس مدى التقدير الذي يكنّه لهذا النادي.

7 - غابريل باتيستوتا
يُعدّ غابريل باتيستوتا أحد أفضل الهدافين في تاريخ كرة القدم، وكان له علاقة خاصة بنادي فيورنتينا الإيطالي. وعندما انتقل إلى روما في موسم 2000، سجل هدفاً ضدّ الفيولا، وهو الهدف الذي جاء بعد تسديدة رائعة من مسافة 25 ياردة.

ورغم فرحة الهدف، بدا باتيستوتا متأثراً بشكل واضح، حيث ظهرت على وجهه مشاعر الحزن والأسف، وفي نهاية المباراة، ركض باتيستوتا نحو جماهير فيورنتينا التي كانت حاضرة في المدرجات، وصفّق لهم كنوع من الاعتذار والتقدير.

وعندما غادر الملعب، كان متأثراً، حيث شعر بحزن كبير تجاه مشاعر جماهير فيورنتينا التي كانت قد فقدت أحد أبرز نجومها.