مكبّ الجديدة بلغ طاقته الاستيعابية القصوى وإقفاله يهدّد مجدداً بالغرق في النفايات

قبل يومين، علت الصرخة مجدداً من اتحاد بلديات المتن الشمالي، الساحلي والأوسط، برئاسة ميرنا المرّ ابوشرف، إذ طالب الاتحاد بحلٍّ عملي لمكبّ الجديدة، بعدما وصل المطمر إلى أقصى قدراته الاستيعابية، ما دفع الشركة المشغّلة إلى اتخاذ قرار بوقف استقبال النفايات اعتبارًا من 1 تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وشدّد الاتحاد على اعتبار هذه الأزمة "وطنية" تتطلّب حلولًا مستدامة من الدولة، مطالباً بتسريع تجهيز الخلية الثامنة من مطمر الجديدة وتلبية المطالب "المحقّة" للبلدية، إلى جانب مناشدته بوقف استقبال نفايات من خارج قضاء المتن الشمالب، واعتماد مبادلة مؤقتة بين مطمري الجديدة والكوستا برافا،الى حين تجهيز الخلية الثامنة.
وشدد البيان على الاتي:
1- التأكيد على أن أزمة النفايات هي أزمة وطنيّة يجب على الحكومة العمل على إيجاد حلول مستدامة لها أكان على الصعيد المركزي أو على الصعيد اللامركزي بدلاً من الحلول المؤقتة التي جرت العادة على اعتمادها.
2- العمل على تسريع مسألة البدء بتجهيز الخليّة الثامنة ضمن المطمر الحالي وتقديم الحوافذ المطلوبة من قبل بلدية الجديدة – البوشرية - السدّ ، مع تأكيد الإتحاد على دعمه المطلق لمطالب البلدية المحقّة.
3- وقف إستقبال أية نفايات من المناطق خارج نطاق قضاء المتن تحت أية ذريعة كانت.
4- إجراء عملية مبادلة ( Swap ) بين مطمر الجديدة ومطمر الكوستا برافا للتعويض عمّا تمّ نقله من نفايات إلى مطمر الجديدة، كمرحلة انتقالية لحين الانتهاء من تجهيز وتحضير الخليّة الثامنة في المطمر.
5- تأكيد الإتحاد على إستمرار العمل لتفادي حصول هذه الأزمة للحؤول دون عودة النفايات إلى الشوارع لما يشكّل هذا الأمر من ضرر على الصحة والسلامة العامة، وتكثيف الإجتماعات مع المعنيين بغية إيجاد الحلول الفوريّة لهذه الأزمة.
وفي هذا السياق، لوّح رئيس بلدية الجديدة-البوشرية-السدّ أوغست باخوس، (البلدية التي يقع المكب في نطاقها الجغرافي) عبر "النهار"، باللجوء إلى إغلاق المطمر وكل مداخل المنطقة أمام شاحنات النفايات القادمة من مناطق أخرى، ما سيضع بيروت وكسروان والمتن أمام أزمة كبيرة، مشيراً إلى أن "الدولة فوجئت بوصول المطمر إلى قدرته الاستيعابية القصوى، فطلبت عبر مجلس الإنماء والإعمار الاستثمار في الخلية رقم 8 لتوسيع المطمر وإنشاء خلية جديدة تستمر لمدة 16 شهرًا، على أن تكون قدرتها الإستعابية نحو 1500 طن يومياً، تجمع نفايات بيروت، كسروان والمتن"، وهذا ما ترفضه البلدية رفضاً قاطعاً.
إذ أكّد باخوس، بناءً على المرسوم رقم 22/2022 الذي يسمح باستكمال العمل في المطمر، أن البلدية تملك حقًا مكتسبًا في الخلية رقم 8، مضيفاً "أبلغنا الدولة أنّه في حال كان لا بدّ من الاستثمار في الخلية، يجب تلبية مطالبنا المحقة، كالإفراج عن التعويضات المستحقّة وإنشاء منظومة طاقة شمسية وغيرها، والتنسيق مع الجهات المعنية لتوزيع المسؤوليات تمهيدًا للتخلّص من المطمر نهائيًا، على أن يصدر مرسوم رسمي يسمح بإنشاء معمل لمعالجة نفايات منطقة الجديدة-البوشرية-السد وبعض المناطق المجاورة، يستوعب 300 طن يوميًا."
وفي ظل غياب الخطط الإستباقية للأزمات، أشار باخوس إلى أن البلدية "لا تسعى إلى المواجهة مع الدولة، لكن إذا أصرّت الدولة على فتح المطمر قسرًا من دون تلبية المطالب، واستخدام هذا الحق بطريقة غير شرعية، فسيكون قرار اللجوء إلى مجلس شورى الدولة، الذي يستطيع وقف تنفيذ أي قرار يُتخذ لتوسعة المطمر، وارداً"، خاتماً بالقول "إذا لم تتحرّك الدولة سريعاً، ستغرق البلاد مجدداً في النفايات، كما حصل عام 2015، وربما بشكل أسوأ."
وفيما لا تزال أمام الدولة مهلة أسبوعين لحلِّ المسألة، وسط الرفض القاطع لاتحاد البلديات وخصوصا بلدية الجديدة-البوشرية-السدّ لأيّ عمليةِ توسعة للمكبّ، يبقى السؤال الأهم: ماذا ستنتج الاجتماعات الحكومية التي تبحث في ملف عالق منذ زمن بعيد، وقد عجزت، أو قصرت، حكومات كثيرة سابقة في توفير حلول جذرية له؟.
وإقفاله يهدّد مجدداً بالغرق في النفايات