"حزب الله" ليس مرتاحاً إلى مقاربة عون التفاوضية

سياسة 17-10-2025 | 05:15

"حزب الله" ليس مرتاحاً إلى مقاربة عون التفاوضية

يترقب عون المرحلة الثانية في غزة، وهي تخلي "حماس" عن سلاحها، ليسوق دعوته أكثر في لبنان على قاعدة "لا مفاوضات تحت النار"
"حزب الله" ليس مرتاحاً إلى مقاربة عون التفاوضية
رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مستقبلاً المدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندس في قصر بعبدا.
Smaller Bigger

لا يتقبل "حزب الله" أيّ دعوة إلى التفاوض مع إسرائيل ولا الجلوس مع أيّ من ممثليها. وقد درج على ثوابت مدرسته من دون أن يتوقف عند التطورات في السنتين الأخيرتين وما خلفته من تغييرات جيوسياسية وعسكرية في الإقليم.

 

ولم يتلقّ بارتياح دعوة الرئيس جوزف عون إلى دخول لبنان في مفاوضات مع إسرائيل ولو بطريقة غير مباشرة، على غرار تجربة اتفاق الترسيم البحري. ولم يدخل الحزب في رد مباشر على رئيس الجمهورية، ولا سيما بعد ترطيب الأجواء إثر زيارة النائب محمد رعد لقصر بعبدا.

 

يظهر عون في جلساته مناخات تفاؤلية رغم كل الأعباء الملقاة على البلد. ولم يأت كلامه الأخير مفاجئا، إذ كان قد أشار إليه بطريقة غير مباشرة خلال لقاءاته في الداخل والخارج. وينطلق من عامل "الواقعية" الذي يجب على جميع الأفرقاء في رأيه التوقف عنده في ظل السياسات التي يعمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إرساء قواعدها، ولو وفق مفاهيم جديدة، وخصوصا بعد رعايته اتفاق غزة وما جرّه على "حماس".

 

ويرى قيادي في الحزب أن الدعوة إلى مفاوضات مع إسرائيل استعجال في غير محله، ومن الأسلم أن تكون التسوية داخلية ولا تتحول خارجية، ويجب انتظار ما ستخلص إليه الأمور في غزة، علما أن "حماس" وفق مقاربة الحزب ما زالت موجودة ولا يمكن القفز فوقها رغم كل ما تعرضت له من ضربات، "وستكون لها الكلمة الأخيرة. وإن المخاض الأصعب لم يتجاوزه بعد بنيامين نتنياهو".

 

وبالعودة إلى دعوة عون، فإن مراقبين يرون فيها أنها تصب في مصلحة الحزب إذا تمت هذه العملية التفاوضية الشاقة بتدخل حقيقي ومباشر من ترامب، بمعنى أن المفاوضات البحرية نجحت ولم تكن قد وقعت الحرب الأخيرة، ولم يربط عون دعوته هذه بحصر السلاح وإن كان يرى في نهاية هذا المطاف أن لا مهرب أمام الحزب من تسليم كل ترسانته العسكرية الثقيلة ووضعها في يد الجيش وفقا لقرار الحكومة.

 

ويترقب رئيس الجمهورية المرحلة الثانية في غزة، وهي تخلي "حماس" عن سلاحها، ليسوق دعوته أكثر في لبنان على قاعدة "لا مفاوضات تحت النار"، لكن ثمة من يرى أن نتنياهو قد لا يوافق اليوم على هذا النوع من المفاوضات مع لبنان ما دام يستثمر ما حصده في معاركه الأخيرة، ومن غير المتوقع أن يبدي الحماسة المطلوبة لهذا الطرح، إلا اذا تلقى أمرا مباشرا من ترامب يجبره على السير بالمفاوضات رغم عدم توافر ظروف إنضاجها وتسويقها في الداخل اللبناني، مع التذكير بأن ملف الرهائن كان يضغط على نتنياهو على عكس وضعه في لبنان حيث لا يزال جيشه يحتل مساحة كبيرة في الجنوب.

 

وإذا كان هناك جهات نيابية وسياسية سارعت إلى تلقف دعوة عون، فإن الحزب لم يتقبلها، لكنها تبقى محل درس عند الرئيس نبيه بري الذي يرد على كل مراجعيه بضرورة التزام أميركا تعهداتها وإلزام إسرائيل اتفاق وقف النار وانسحابها من المساحات المحتلة.

 

وبين من يؤيد هذه المفاوضات ومن يعارضها، ثمة من يدعو إلى حل وسط إذا توافرت المعطيات التي تقضي بانسحاب إسرائيل واستعادة الأسرى وتسليم سلاح الحزب إلى الجيش في خطوات متزامنة، وعدم السير بالتطبيع الذي تعمل عليه واشنطن على غرار ما تفرضه بين سوريا وإسرائيل ودفعهما إلى إبرام اتفاق أمني لا يمكن فرضه على لبنان.

 

الأكثر قراءة

ثقافة 10/17/2025 6:10:00 AM
تُعدّ المقاهي الشعبية البيروتية مرآة دقيقة لتحوّلات المشهد الاجتماعي والثقافي للمدينة (1950–1970).
ثقافة 10/17/2025 6:15:00 AM
هذا المشروب الساحر لا يمكن تخيّله منفصلًا عن الشعور بالمشاركة وتحسين المزاج والحب.
ثقافة 10/17/2025 6:17:00 AM
المقهى.. أكثر من مجرد قهوة: تجربة حياة كاملة
ثقافة 10/17/2025 6:12:00 AM
كان الـ "هورس شو" في بناية المرّ قاطرة القافلة التي ضمت مقاهي الـ "إكسبرس" في بناية صباغ، و"مانهاتن" في بناية فرح، ثم مقاهي "نيغرسكو" و"ستراند" و"الدورادو" و"كافيه دو باري" و"مودكا" و"ويمبي" وغيرها.