البطريرك يازجي من دوما: حان الوقت كي تصير السيوف سككاً و"لا يتعلمون الحرب في ما بعد"

لبّى البطريرك يوحنا العاشر يازجي دعوة المتروبوليت سلوان موسى لزيارة دوما، وافتتاح متحف المطران بشير، الذي أسّس أبرشية نيويورك وأميركا (الثقل الأنطاكي الأرثوذكسي الأكبر) بعد أن كانت معتمديةً تابعةً للكنيسة الروسية. وأسّس كذلك معهد يوحنا الدمشقي اللاهوتي الذي شكّل نواة جامعة البلمند.
وفي صرخته من فندق دوما، اعتبر بطريرك المشرق أن المشرق هو "حالةٌ روحيةٌ ونمطُ عيشٍ وتنوّعٌ وانفتاح... ومكانُ اللقيا والتعددية التي ليست عبئًا بل قوةً وغنىً". ورأى أن الحفاظ على المشرق يشكّل "ضمانةً للعالم كي لا يتحوّل التاريخ إلى ساحة عراكٍ وخصام".
ودعا إلى سلامٍ عادلٍ وشامل، معتبرًا أنّ "لناس هذه الأرض حقّاً في أن يعيشوا بسلام. من حقّهم أن يعيشوا بكرامة. أترى من يوقف شلالات الدماء في غزة؟ من يوقف كلّ هذا الجنون؟" وتابع: "يجب ألا يبقى أهل هذه الأرض مشردين وهائمين على وجوههم. حان الوقت كي تصير السيوف سككًا والرماح مناجلَ. فلا ترفع أمّة على أمّة سيفًا، و'لا يتعلّمون الحرب في ما بعد'... المطلوب أن تزول صور القباحة التي تولّد دورات عنفٍ وكراهيةٍ، ولنصنع صورًا للسلام تليق بإنسان هذه الأرض كي لا تتولد الحرب من بعد".
وأنهى خطابه قائلًا: "نصلي كي تعود موانئنا تصدُر تعدديةً وحضارةً وحوارًا لا أزمات. نؤازر من بقوا، ونعِد من هاجروا أن نعمل معهم كي تبقى الذاكرة هويةً، والمشرقية أنماطَ حياةٍ، فلا تزول نكهتُنا وطعمُنا ولونُنا عن وجهِ الأرض".
المتحف
يحتوي متحف المتروبوليت أنطونيوس بشير في دوما - وهو منزله الخاص – على مآثره المتميّزة الأصليّة من مؤلّفات وترجمات باللغتَين العربيّة والإنكليزيّة الخالدة والتي سبقت الإشارة إليها، بالإضافة إلى أعداد من مجلّة "الخالدات" باللغة العربيّة التي أسّسها في العام ١٩٢٦.
ويحوي المتحف على دفاتره التي كتب فيها خلال دراسة في دير سيّدة البلمند البطريركيّ، ومراسلاته الخاصّة مع الأديب جبران خليل جبران، إضافة الى أدوات ليتورجيّة وثياب كهنوتيّة كان يستعملها. كما توجد مجموعة من صور زيتيّة له من فنانّين معروفين كالفنّان سمير أبي راشد وتمثال نصفيّ له من أعمال الفنّان رودي رحمه.