التهديد الصوتي للمطلوب حسونة علي عباس جعفر: تصعيد يائس في وجه نجاحات الجيش اللبناني

شهدت محلة الشراونة في مدينة بعلبك تصعيداً أمنياً خطيراً صباح اليوم تمثل في إطلاق قذيفة على محيط أحد مراكز الجيش اللبناني، وعمل الأخير على الرد بالمثل.
تلاها انتشار تهديد صوتي مباشر على منصات التواصل الاجتماعي صادر عن المطلوب "حسونة علي عباس جعفر ".
هذا التهديد، الذي يطالب فيه جعفر الجيش بالإخلاء الفوري لمواقعه في منطقة الشلال في بلدة دار الواسعة والشراونة تحت طائلة الهجوم المستمر، ليس سوى رد فعل يائس على الضغط المتزايد والنجاحات المتواصلة التي حققتها الوحدات العسكرية ومنها مديرية المخابرات في ملاحقة وتوقيف المطلوبين خلال الفترة الأخيرة.
إن توقيت وشكل هذا التهديد يؤكد أن الدافع الأساسي له هو الاستياء من فعالية الجيش اللبناني في منطقة لطالما عانت من انتشار الخارجين على القانون، لكن الجيش عزز وجوده ونفذ سلسلة من العمليات الأمنية الناجحة أدت إلى شل حركة المطلوبين وقطع طرق التهريب والابتزاز. هذا الضغط المستمر هو ما أثار غضب المطلوب جعفر ودفعه إلى هذا التمرد العلني.
في تسجيله الصوتي، يهدد المطلوب بالمواجهة اليومية، متوعداً الجيش بـ"20 قذيفة" يومياً، ومحاولاً تبرير فعله بأسباب شخصية وعائلية (الثأر)، لكن جوهر الأمر يبقى رفضه لوجود السلطة الشرعية التي تقف عائقاً أمام نشاطه، كما أن هذا التهديد هو محاولة يائسة لاستعادة "الهيبة" المفقودة والضغط على الجيش للتراجع عن مواقعه، في محاولة لإعادة فتح مساحة آمنة لنشاط المطلوبين.
الجيش اللبناني، الذي أثبت في الفترة الأخيرة تصميمه على إرساء الأمن في المنطقة، يؤكد من خلال استمرار عمليات الدهم منذ ساعات الصباح الأولى حتى الساعة أن التهديد الصوتي، مهما كان حاداً أو علنياً، لن يغير مساره.
ووَفق مصدر أمني لـ"النهار"، فإن استهداف مواقع الجيش عبر القذائف يشكّل تحدياً مباشراً لسيادة الدولة، مؤكداً أن "الجيش لن يتهاون مع هذا التمرد، ولن ينسحب من أي موقع. التهديد بالمواجهة سيُقابل بردّ حاسم، يُعيد فرض القانون، ويؤدي إلى توقيف المعتدين".
وأشار المصدر إلى أن إعلان المطلوب جعفر عن امتلاكه مجموعة من 20 مسلحاً سورياً، يؤكد أن التهديد لم يعد فردياً بل تحوّل إلى تشكيل مسلح منظم، يستدعي معالجة أمنية وعسكرية شاملة لاجتثاث الظاهرة.
ويأتي هذا التهديد بعد أسابيع من تحقيق الجيش اختراقات أمنية مهمة في المنطقة، تمثلت بتوقيف عدد من أبرز المطلوبين. ما يُثبت فعالية الإجراءات المتخذة، ويؤكد ضرورة استمرارها وعدم التهاون، لمنع أي محاولة لتحويل بعلبك إلى منطقة خارجة عن سيطرة الدولة.
وترى فاعليات في مدينة بعلبك لـ"النهار " أن الرد الأنسب والأقوى على هذا النوع من التهديدات الصوتية، هو المزيد من الإجراءات الأمنية والعمليات النوعية التي تثبت أن لا مكان في بعلبك- الهرمل لمن يظن أنه قادر على تهديد المؤسسة العسكرية أو ابتزازها، مشددين على ثقتهم بأن الجيش اللبناني لن يتراجع عن مهمته في حماية الأهالي وبسط سلطة الدولة، مهما كان الثمن.