قاسم: وثيقة برّاك مشروع إسرائيلي لتجريد لبنان من قوّته والمقاومة جزء من دستور الطائف

أكد أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن الموفد الأميركي توم برّاك جاء بإملاءات تهدف إلى نزع قوّة وقدرة لبنان والمقاومة بالكامل، مؤكداً أن ما ورد في الوثيقة يخدم مصلحة "إسرائيل" وحدها. وأوضح أنّ برّاك اشترط نزع السلاح في غضون 30 يوماً، بما يشمل القنابل اليدوية وقذائف الهاون، أي حتى الأسلحة البسيطة، إضافة إلى تفكيك 50% من القدرة، في وقت "لا يعلمون فيه حجم قدرتنا حتى يحددوا هذه النسبة".
وأشار قاسم إلى أن "الوثيقة الأميركية" تنصّ على منع الجيش اللبناني من امتلاك سلاح يمكن أن يؤثر على إسرائيل، مشدداً على أن الهدف منها هو تجريد لبنان من قوته المتمثلة بالمقاومة. وأضاف أن الاتفاق يتضمّن بندًا يسمح بإدانة "إسرائيل" في مجلس الأمن في حال مخالفتها، بينما في حال خالف لبنان، يتم تجميد المساعدات وفرض المزيد من العقوبات عليه.
وأكد قاسم: "نحن لا نقبل أن نكون عبيدًا لأحد، ومن يطالبنا بالتنازل بسبب وقف التمويل، نسأله: عن أي تمويل تتحدث؟". وشدد على أن حزب الله لا يوافق على أي اتفاق جديد، بل يطالب بتنفيذ الاتفاق السابق، معتبراً أنّ أي جدول زمني يُعرض تحت سقف العدوان الإسرائيلي مرفوض بالكامل.
وتابع: "إذا سلّمنا سلاحنا فلن يتوقف العدوان، وهذا ما يعلنه المسؤولون الإسرائيليون بوضوح. مصلحة إسرائيل ألا تذهب إلى عدوان واسع لأن المقاومة والجيش والشعب سيدافعون، وسيسقط الأمن الإسرائيلي في لحظة واحدة".
وفيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، قال قاسم إن حزب الله التزم بشكل كامل ببنوده، ولم يُسجَّل عليه أي خرق، بينما "إسرائيل انقلبت على الاتفاق وخرقته آلاف المرات"، لأنها رأت فيه دعماً لاستمرار قدرة حزب الله في لبنان. وأضاف أن الاتفاق مثّل تعاوناً وثيقاً بين المقاومة والدولة، حيث سهّلت المقاومة كل الإجراءات اللازمة من دون تأخير.
وعن الشأن الداخلي، قال قاسم: "أتوقف عند الكارثة الكبيرة التي حصلت بانفجار المرفأ في 4 آب، والتي أحدثت جرحاً كبيراً في لبنان"، داعياً إلى الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات في الملف، بعيداً من التسييس والطائفية والأوامر الخارجية التي أخّرت الوصول إلى الحقيقة.
واعتبر الشيخ قاسم أنّ بناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه يتطلب ثلاث ركائز: التشارك والتعاون ضمن إطار وحدة وطنية، وضع الأولويات الأساسية التي تؤسس للواقع اللبناني، ورفض الوصاية الأميركية أو غيرها.
كما دعا إلى وضع بند واضح في مجلس الوزراء لمواجهة العدوان وحفظ السيادة، وبحث سبل إشراك الجميع في عملية الدفاع عن لبنان، مشيراً إلى أنّ دعم الجيش مشروط بأدائه وظيفة محلية لا علاقة لها بمواجهة "إسرائيل"، وأن التخلي عن السلاح لا يصب في مصلحة السيادة التي يتحدث عنها البيان الوزاري.
وقال قاسم إن المقاومة جزء من ميثاق الطائف، وهي أمر وطني يجب الحفاظ عليه، داعياً إلى نقاش استراتيجية أمن وطني تحافظ على قوة لبنان بدلاً من وضع جداول زمنية لنزع السلاح.
وختم بالتأكيد على أن حزب الله لن يقبل الإملاءات، وأنه لا يمكن لأحد أن يمنع لبنان من أن يكون عزيزاً. وأعلن أنّ المقاومة بخير، قوية، ومصممة على حماية لبنان.