إسرائيل تقصف الضاحية الجنوبية للمرة الثالثة منذ وقف النار... عون يدعو واشنطن وباريس لتحمل مسؤولياتهما (فيديو)

نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عنيفة استهدفت الهنغار المُهدَّد في منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد ثلاث غارات تحذيرية أعقبت إنذاراً مفاجئاً أصدره الجيش الإسرائيلي.
وهي المرة الثالثة تتعرض الضاحية الجنوبية لبيروت لضربة منذ وقف إطلاق النار الساري بين إسرائيل وحزب الله منذ تشرين الثاني/نوفمبر.
وشهدت المنطقة المحيطة بالمكان المستهدف حالة من الذعر والهلع، حيث ازدحمت الطرق بالفارين من منازلهم على وقع أصوات الرصاص الكثيف.
غارة إسرائيلية عنيفة تستهدف الهنغار المهدد في الضاحية الجنوبية لبيروت pic.twitter.com/KP6bBAEBek
— Annahar النهار (@Annahar) April 27, 2025
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "بتوجيه من رئيس الوزراء ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، شن الجيش ضربة قوية على مخزن في بيروت حيث خزّن حزب الله صواريخ دقيقة، تشكل تهديدا كبيرا لدولة إسرائيل".
وأضاف أن إسرائيل "لن تسمح لحزب الله بتعزيز قوته أو خلق أي تهديد ضدها - في أي مكان في لبنان".
وتابع: "لن تكون الضاحية في بيروت ملاذًا آمنًا لمنظمة حزب الله الإرهابية. وتتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة في منع هذه التهديدات".
وفي بيان منفصل، اعتبر الجيش الإسرائيلي أن "تخزين الصواريخ في هذا الموقع يشكل انتهاكاً صارخاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، ويشكل تهديداً لدولة إسرائيل ولمواطنيها".
لحظة الاستهداف الإسرائيلي للهنغار في الضاحية الجنوبية لبيروت pic.twitter.com/2eT7JAlhz6
— Annahar النهار (@Annahar) April 27, 2025
إدانات لبنانية
ودعا الرئيس اللبناني جوزف عون الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما الطرفين الضامنين لاتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله، الى "إجبار" الدولة العبرية على "التوقف فورا" عن ضرباتها.
وجاء في بيان للرئاسة إن عون "دان الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية"، مضيفا: "على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداءاتها". وحذّر من أن "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".
كما دان رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام استمرار اعتداءات إسرائيل على لبنان، مشيراً إلى أنّ هذه الهجمات تروّع الآمنين في منازلهم، في وقت يتوق فيه اللبنانيون للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وطالب الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية بالتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات، داعيًا إلى تسريع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.
وأكد سلام التزام لبنان التام ببنود القرار 1701 وباتفاق الترتيبات الأمنية، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني يواصل عمله ويكثف انتشاره في الجنوب وفي سائر الأراضي اللبنانية لضمان بسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها وحدها.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية الاعتداء الاسرائيلي وما تسبب به من حالات هلع لدى المدنيين، إضافة الى الأضرار المادية.
ودعت الوزارة "الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الأمن 1701، والالتزامات المتعلقة بترتيبات الأمن، كونها تُقوّض السلم والأمن الإقليميين، وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية" .
وأعلنت أنها "ستواصل إتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لوضع حد لهذه الانتهاكات، وإنسحاب اسرائيل من كافة المناطق والنقاط اللبنانية التي ما زالت تحتلها، مع تشديد لبنان على التزامه بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرار 1701 بكافة مندرجاته" .
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد وجّه إنذاراً مباشراً لسكان الضاحية الجنوبية بالابتعاد عن المبنى المحدّد في الخريطة في منطقة الحدث.
وأفيد عن إطلاق رصاص كثيف في الضاحية الجنوبيّة لبيروت تزامناً مع التحذير الإسرائيليّ، في حين حلقت مسيّرات إسرائيليّة في أجواء الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
#عاجل ‼️ انذار عاجل للمتواجدين في الضاحية الجنوبية في بيروت وخاصة في حي الحدث
🔸لكل من يتواجد في المبنى المحدد بالأحمر وفق ما يُعرض في الخارطة المرفقة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله
🔸من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء… pic.twitter.com/UphnmwwKTY— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) April 27, 2025
مسيرات إسرائيلية تُحلق في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت pic.twitter.com/RKps9WzZkN
— Annahar النهار (@Annahar) April 27, 2025
وقتل أربعة أشخاص في غارة على الضاحية الجنوبية في الأول من نيسان/أبريل. وأكدت اسرائيل حينها "القضاء" على القيادي في الحزب حسن بدير.
كما أعلنت الدولة العبرية في 28 آذار/مارس، شنّ غارة على موقع قالت إن حزب الله يستخدمه لتخزين المسيّرات.
وبعد نحو عام من تبادل للقصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين الدولة العبرية وحزب الله، تحوّل حربا مفتوحة في أيلول/سبتمبر 2024، توصل الجانبان بوساطة أميركية، الى اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وعلى رغم سريان الهدنة، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب والشرق.
وتؤكد الدولة العبرية أنها لن تسمح للحزب المدعوم من إيران، بالعمل على ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها ضربات قاسية على صعيد البنية العسكرية، وقتل فيها العديد من قادته أبرزهم أمينه العام السابق حسن نصرالله.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لانتشارهما قرب الحدود مع اسرائيل.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات في جنوب البلاد أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها بموجب الاتفاق.